عدد رقم 5 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الفَلَك يُخبر بعمل يديه (5)  
يومٌ إلى يومٍ يُذيع كلامًا، وليلٌ إلى ليلٍ يُبدي عِلمًا»
   دعونا نتابع التحرك للخارج في هذا الفضاء الشاسع فما زال هناك الكثير من الأسرار في هذا الكون الذي صنعه القدير بكلمة.  وسنذهب بعيدًا جدًا على مسافة ألف سنة ضوئية، وهناك سنجد ما يُسمَّى .Velar Pulsar  إنه شيء في غاية الإبداع والإثارة، حيث نجد نجمًا يضمحل وينفجر للداخل مكونًا مجال جذب مغناطيسي، وهو نجم متحول يدور بسرعة 11 مرة / ثانية حول مركزه.  وهو جسم كبير يظهر على شكل قوس مزدوج مُنحني كما لو كان يطلق سهمًا لأعلى.  ولكنه في الواقع يرسل إشارات مركزة لأعلى.  وليس فقط أنه يبدو جميلاً ومُبهرًا في الشكل لكن الأعجب أنه من هناك يُسَمِّع صوتًا.  فقد أرسل العلماء راديو تليسكوب إلى هذا النجم المتحول في محاولة لالتقاط الأصوات التي تنبعث منه، وقد وصلت إلى المحطة الأرضية إشارات وترددات تؤكد أن هذا النجم يُسَمِّع صوته طوال الليل والنهار نحو السماء.  لا نستطيع تفسير هذه الأصوات والترددات، لكنها بالتأكيد تعني شيئًا.  إنه هناك يُسبِّح ذلك الإله العظيم الخالق المبدع الذي ليس لعظمته استقصاء.  لقد خلق كل الأشياء لمجده وهي تعلن ذلك المجد وتمدحه في كل حين.  تخيلوا هذا الأمر منذ أن خُلق هذا النجم ووُضع في مكانه هناك، هو يُسبح ويمدح الله بلا انقطاع.  لهذا دعونا لا نفوت فرصة لتسبيحه، فالخليقة كلها تسبحه وكذلك الملائكة.  إن التردد المنتظم المنبعث منه يشبه صوت قطار يسير بسرعة على القضبان وسط غابة ساكنة هادئة.  وكأنه يقول: أنت عظيمٌ عظيمٌ عظيمٌ يا الله! إنه يخجلنا نحن الذين نعرف الله بشكل أفضل ونعرف محبته وحنانه ورعايته.  هذا لا يعرفه النجم، ومع ذلك لا يكف عن حمده وتسبيحه.

   والآن دعونا نقفز قفزة أبعد في الفضاء على بعد 8000 سنة ضوئية بعيدًا عن الأرض.  هناك نجد نجمًا آخر يضمحل ويموت ويخرج أطنانًا من الغازات التي تبرد وتتجمع حوله في صورة دوائر هائلة، والنجم الذي يموت يُرى في المركز على شكل عين إنسان واضحة المعالم، كأنها تتطلع من السماء وتنظر إلى الأرض.  إنها تذكرنا بالعين الإلهية الساهرة التي ترانا وتلاحظنا وتراقب طرقنا.  وما هو شعورك وأنت تتطلع إلى هذا النجم وترى في السماء من بعيد أن هناك عينًا تنظر إليك وتراك؟ هذه هي الرسالة التي يحملها هذا النجم.  وهذا ما قاله الكتاب: «عينا الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه»، وأيضًا «تيهاني راقبت»، وأيضًا قول الرب لموسى «إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر».  هذه هي الحقيقة الثابتة أن الله يرى كل شيء ويعرف كل شيء ولا شيء يمر دون ملاحظته، وعلى كل إنسان أن يدرك ذلك، وهو ما ينشئ فيه خوفًا مقدسًا نحو الله.
                                                        عن عالم فضاء مسيحي أمريكي في وكالة ناسا

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com