عدد رقم 5 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
هل المسيح هو مقياس حياتي؟  
 «تاركًا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته» (1بط 21:2)

إننا كقدِّيسين مُكلَّفون أن نخوض مُعتَرَك الحياة ونُمارس خدماتنا الخاصة حسب مراكزنا التي أقامنا فيها الله لمجد اسمه.  فالمسألة ليست ما هو نوع الخدمة بل ما هي الكيفية التي تُؤدَّى بها.  والأمر متعلق بالغرض الذي يملك القلب، وما دام الغرض هو المسيح فكل شيء خير وإلا فلا.  

هذا المبدأ لا يتعلق بخدمة المسيح فقط بل حتى في حياتنا، فالمسيح هو قانون ونموذج ومحك حياتنا في كل شيء.  فليس الأمر ما أستحسن أو أرفض أنا، بل هل ذلك يليق بالمسيح؟ وهل كان المسيح يعمل هذا أو ذاك؟ أو هل كان يزور هذا المكان أو ذاك؟

فهو ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته وينتج من ذلك طبعًا أنه لا يجوز لنا أن نضع أقدامنا في غير آثار خطواته المباركة.  وإذا ذهبنا إلى هنا أو إلى هناك لكي نرضي أنفسنا فلا نكون مقتفين آثار خطواته، ولا ننتظر أننا نتمتع بلذة وجوده، أو أن نؤدي مأموريتنا ونشهد للعالم.

والآن أيها الأخ العزيز ... هنا سر القضية وجوهر المسألة: هل المسيح هو قياس حياتك؟ وهل تستطيع القول مع الرسول بولس: «ما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي»؟ هذا هو قياس المسيحي ولا أقل منه.  ما أتعس تلك النفس التي بعد التوبة والإيمان تتمسك ببعض الأمور العالمية، فتفقد شهادتها ومأموريتها.  لأننا ماذا نقول في ابن لا يسأل عن أبيه إلا لأجل قضاء حاجاته دون أن يبالي بالوجود معه بل يفضل معاشرة الغرباء!! لا ريب أننا نحتقره.  وماذا نقول عن المسيحي الذي هو مدين لعمل المسيح من جهة بركاته الحاضرة والمستقبلة، ومع ذلك يرضى بالعيشة بعيدًا عن شخصه المبارَك غير مهتم بصوالح الله وخدمته، ولا يشغله إلا توسيع دائرة مصالحه الخصوصية !! يقينًا أنه غير أمين.

إن امتيازنا أن نضع الرب نُصب عيوننا كغرض قلوبنا في كل حين وموضوع خدمتنا ونتخذه نموذجًا لنا، فكما أُرسِل هو إلى العالم هكذا نحن أيضًا.  وكما كانت غاية مجيئه إلى العالم أن يمجِّد الله ويعمل مشيئته هكذا ينبغي أن نكون نحن أيضًا، وكما كان يحيا هنا بالآب، هكذا أصبح هو نصيبنا لنحيا به، وهذه هي مأموريتنا التي نطلب من إلهنا المعونة لنتممها من كل قلوبنا.


 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com