عدد رقم 2 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الشركة مع الله  

«يا الله، إلهي أنت.  إليك أُبكِّر»

(مز 1:63)

يريد الله أن تكون قلوبنا قريبة منه وفي توافق مع قلبه أثناء الحياة اليومية.  وكأن الله يقول: "إن قلبي وقلبك يشتاقان إلى الحديث، وقبل أي حديث فإني مزمع أن أخبرك بما في قلبك وما تُفكِّر فيه، وأُريك أنني أعرفه".

وهل يَسُرُّ أيَّ أب أن يكون قلب ابنه بعيدًا عن قلبه؟ كلا.  بل بالحري يتوق أن يكون ابنه نفسًا وعقلاً وروحًا في توافق تام مع فكره.  وهكذا كان قلب سيِّدنا وهو على الأرض في تمام الموافقة مع قلب الآب.  لقد استطاع دائمًا أن يقول: «لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه (أي ما يُسرُّه)» (يو 29:8).

ولذلك يقول الرسول بولس: أُدرِّب نفسي ليكون لي دائمًا ضميرٌ بلا عثرة من نحو الله والناس.  لقد كان يُدرِّب قلبه في كل شيء ليكون مُتطابقًا مع قلب الله في الأغراض والأشواق.  وهكذا سار أخنوخ مع الله، وشُهِدَ له بأنه قد أرضى الله.  لقد كان يسير شاعرًا أنه دائمًا في محضر الله.  كما يوصف نوح بأنه بار، وأنه أيضًا سار مع الله.  وفي اللغة العبرية كلمة "بار" تعنى المُصارحة والمُكاشفة، وهكذا فإنك لن تستطيع أن تسير مع الله دون أن تكشف أمامه كل شيء، وتدعه يشاركك في كل ما في قلبك.  وطالما كان هناك شيء يشوب ضميرك فإنك ستفقد سعادة الشركة.

يجب أنه مع كل خطوة نقطعها في البرية، نرى الله بصورة أفضل ونتمتع بضياء محضره بأكثر دقة، بما يتناسب مع إدراكنا الأوضح لمجده.  وهكذا كلما ازداد إدراكنا وإحساسنا بمحضره ومجده، كلما اكتشفنا في ذواتنا أمورًا لا بد أن تُدان، كنا نتساهل معها من قبل.

هل تعوَّدتْ قلوبنا أن تتشكل حسبما يصلنا من نور ومعرفة؟ إن هذا هو تأثير كلمة الله التي نفهمها في محضره، وهكذا تُنتج هذه الكلمة تأثيرًا حيًا يُغيِّر فينا، ويقظة في ضمائرنا  تحفظنا دائمًا في عمق الشركة مع الآب ومع ابنه.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com