عدد رقم 2 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
التدريب في الطريق  

فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفإ الذي يُريدونه»
(مز 30:107)

أيها الشاب المؤمن العزيز .. لا تنزعج إذا كانت ظروفك صعبة سواء ماديًًّا أو صحيًّا أو أُسريًّا، فإن معظم رجال الله على مر الأجيال اعترضت طريقهم التقلبات بشكل ظاهر، مثل أولئك «النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملاً في المياه الكثيرة»، الذين يُقال عنهم «يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق، ذابت أنفسهم بالشقاء».  قد يُرَون أحيانًا على الجبل وأحيانًا أخرى في الوادي، أحيانًا يتمشون في نور الشمس وأحيانًا أخرى وسط الظلام.  وليست هذه حالة الأشخاص الممتازين فقط، ولكن كل مسيحي، مهما كانت حياته مريحة وهادئة، سيعرف شيئًا عن هذه التقلبات.  وبالحقيقة مَنْ ذا الذي يستطيع أن يسلك السبيل المخطوط لرجل الإيمان دون أن يجد أن طريقه غير سهل.  الطريق لا بد أن يكون خشنًا، وحسن أن يكون هكذا لأنه لا يوجد إنسان صحيح العقل إلا ويُفضِّل أن يوضَع في طريق خشن من أن يوضَع في طريق مُنزلق.  والرب يرى حاجتنا إلى التدريب بالخشونة والصعوبات، ليس فقط لكي نجد الراحة أخيرًا أحلى، بل لكي نكون أيضًا أحسن تدريبًا واستعدادًا وصلاحية لذلك المكان الذي سوف نشغله.  صحيح أننا لن نكون في حاجة إلى تجارب في السماء ولكننا سنكون في حاجة إلى اختبارات النفس التي تكوَّنت وسط تجارب وأحزان البرية ... وسوف نُدرك هناك أن طريقنا هنا على الأرض لم يكن أبدًا خشنًا أكثر من اللازم، بل أننا على العكس ما كنا نستطيع أن نسير دون أحد هذه التدريبات التي وقعت جميعها في نصيبنا.

ونحن نرى الأشياء غير واضحة الآن، ولا نستطيع أن نفهم الحكمة الإلهية والخير في كل ما يحدث معنا، وفي غالب الأحيان لا نستطيع أن نرى الحاجة الداعية إلى كثير من التجارب والأحزان.  وفي أغلب الأوقات نتعرَّض للتذمُّر والعصيان.  ولكن علينا فقط أن نصبر ونخضع ونتواضع تحت يده، وسنجد أنفسنا قادرين، دون تردد وبروح وحاسيات الرضى الكامل، أن نقول: «ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعت» (مز 24:104).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com