عدد رقم 2 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
يجعل قدميَّ كالأيائل  
«الرب السَّيِّدُ قُوَّتي، ويجعَلُ قَدَمَيَّ كالأيائلِ، ويُمشِّيني على مُرتفعاتي»

(حب3: 19)

عندما تنحدر وتنزلق مسالكنا، وتحمل لنا كل خطوة هنا وهناك خطرًا جسيمًا، أو عندما ترتفع الجبال أمامنا كالسدود، ولا نجد نفقًا نعبر منه، كما أننا لا نقدر على تخطي الجبال الشاهقة، والتي تُعبِّر عن صعوبات الحياة ومشاكلها العويصة، وعندما تبلغ حيرتنا ذروتها، ليتنا ـ أنت وأنا ـ نتوقف ونتذكَّر هذا العدد موضوع تأملنا (حب3: 19).

هل الطريق مُنزلقة؟ لا تخف؛ إن الله يستطيع أن يجعل قدميك كالأيائل، فهي تملك القدرة أن تهبط المنحدرات برشاقة وسرعة وثبات.

هل المرتفعات أمامك شاهقة وتدعو إلى الإحباط الشديد؟ انظر! فالأيائل تستطيع أن تتمشى على المرتفعات وتتخطَّاها كما على وادٍ مُنبسطٍ ظليلٍ.

كيف؟ إنه الرب .. الرب السَيِّد .. هو نفسه قوَّتك.  ليس فقط يأتيك مُسرعًا كالظبي أو غُفر الأيائل على الجبال المُشعَّبة ليُعينك ويُنقذك، بل يجعل قدميك أنت كالأيائل ويمشيك على المرتفعات، ويخطو بك فوق كل الصعاب.  

عندما كنا ـ ذات يوم ـ نشتغل بتقليم بعض الأشجار على قمة مرتفعة، رأينا غزالاً يخطر أمامنا برشاقةٍ غير مُنتبهٍ إلينا.

كان الطريق الذي نقف عليه وقتئذٍ تحدُّه قمةٌ عاليةٌ كالجبل أمامنا، أما خلفنا فقد كانت الطريق زلقةً شديدة الإنحدار، لا يمكن لأحد، مهما كانت مهارته، أن يهبطها دون التعرض لأخطار جسيمة.

وانتظرنا ... ماذا سيفعل الغزال عندما يرانا؟

ورآنا الغزال، وانتبه إلينا، وفي لمح البصر كان قد هبط المنحدر الزلق الخطِر بسرعةٍ وثبات، كأنه على أرض صلبة.

وهتفنا جميعًا: «يجعلُ قدميَّ كالأيائلِ».

اطمئن أخي المُتحيِّر ... لا تنظر إلى الجبال الشاهقة التي تعترض مسيرك، ولا إلى الطريق الزلقة الخطرة، لكن انظر إلى ذاك المجيد؛ الرب السَّيِّد، الذي يجعل قدميك كالأيائل، ويُمشيك على مرتفعاتك.

ولا بد أنك ستنشد أخيرًا النشيد الحلو الذي أنشده حبقوق في نهاية نبوته، فتبتهج بالرب، وتفرح بإله خلاصك.

أخي المؤمن: «انتظر الرب. ليتَشَدَّد وليتَشَجَّع قلبك، وانتظر الرب» (مز27: 14). 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com