على سرير الموت اقترب رجل خاطئ -كان يعمل سائقًا- من الأبدية وقد انزعج من الظلمة الدامسة التي اكتنفته فصرخ قائلاً: “إني على منحدر رهيب ولست أجد الفرامل”. كان هذا الرجل فاسقًا وفاجرًا في حياته. وإننا لنخشى أن يكون كثيرون مثل هذا المسكين ينحدرون “ولا يجدون الفرامل” وليس بد من أن تكون جهنم مُستقرهم إلى أبد الآبدين.
أيها الأصدقاء ... إن الله «لا يقبل الوجوه» أي لا يُحابي لأجل اعتبارات جسدية، مهما كان الشخص عظيمًا أو حقيرًا، غنيًا أو فقيرًا، مُتعلِّمًا أو جاهلاً، مُتدينًا أو فاجرًا، فالجميع أخطأوا، والجميع يحتاجون إلى مُخلِّص. الجميع مدعوون ليقبلوا رجلاً قد عيَّنه الله – ابنه ربنا يسوع المسيح. والجميع بدون استثناء تتهدَّدُهم الدينونة إذا رفضوه. هناك مكان واحد يُلقى فيه غير المؤمنين جميعًا حيث يأخذون نصيبهم الأبدي في عذابات النار الأبدية أي «الموت الثاني» (رؤ 8:21). أصحاب البر الذاتي -الأبرار في نظر أنفسهم- والفُجَّار المُستبيحون مهما كانت الفوارق الاجتماعية بينهم في الزمان الحاضر سوف يكونون معًا في مكان واحد خلال أبديتهم التي لا تنتهي في بحيرة النار والكبريت ما لم يقبلوا طريق الله للخلاص بالإيمان بربنا يسوع المسيح الذي دمه يُطهِّر من كل خطية.
إن كلمة الله تعلن أن حالة الإنسان الطبيعية هي «ظلمة» (أف 8:5)، وأنه مخلوق ساقط ولا يعرف إلى أين يمضي، وهو «متجنِّب عن حياة الله». قد يتمرَّد ويُقاوم ويرفض تصديق هذا التقرير عن حالته، لكنه هو كذلك سواء صدَّق أو لم يُصدِّق، وعدم تصديقه لا يُغيِّر من الحال شيئًا.
كثيرون بلا شك أُعْطُوا مواهب طبيعية وذكاءً فطريًا، وآخرون أُعْطُوا مشاعر وميول دينية، لكن هذه كلها لا تفيد شيئًا قدام الله. هؤلاء وأولئك بالطبيعة في ظلمة ويستمرون في الظلمة إلى أن تخترق كلمة الله ضمائرهم وتأخذ سلطانها في قلوبهم. نعم «فتح كلامك يُنير يُعَقِّل الجُهَّال» (مز 130:119) وكلام المرنم هنا معناه إن: "دخول كلامك يا رب إلى النفس يُنيرها ويعطي فهمًا للبسطاء". عند ذلك، وعند ذلك فقط، يستطيع مَنْ يؤمن أن يقول: «كنت أعمى والآن أُبصر».
وشكرًا لله أنه توجد رحمة ويوجد سلام ويوجد غفران وتوجد حياة أبدية وبركات غنية لكل مَنْ يرغب ويرفع القلب تائبًا ومُؤمنًا بالمسيح وبعمله على الصليب.