عدد رقم 2 لسنة 2020
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
توصيات منظمة الصحة الإلهية  

كورونا ليس الأكثر فتكًا، ولكنه الأسرع انتشارًا.  ففي عام 1918 تسبب وباء الأنفلونزا الأسباني في وفاة ما بين 40-50 مليون شخص.  ولكن خطورة كورونا تكمن في سرعة انتشاره.  صحيح أن الفيروسات قاتلة، لكن يوجد ما هو أخطر مما يقتل الجسد؛ إنها الخطية التي تقتل الروح وتقودها لجهنم.

ولمنع تحول هذا الفيروس إلى وباء عالمي، توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام أدوات التطهير التالية: الماء والمُطهِّر، ثم التنشيف جيدًا.  ودعونا نتأمل فيما استخدمه نحميا في تطهير الشعب من الخطية، في الأصحاح الأخير من سفره (نح13).

(1) الماء: وهو كلمة الله التي تُطهِّر «فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قُرِئَ فِي سِفْرِ مُوسَى فِي آذَانِ الشَّعْبِ» (نح13: 1).  ولا يمكن لي أن أتطهر بدون كلمة الله، فهي بمثابة الأشعة التي تكشف وجود المرض وتعالجه «لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» (عب4: 12).  لو لم أُعرِّض نفسي لأشعة كلمة الله، بالتأكيد تُصبح حياتي مهددة بغزو الخطية وانتشارها.

(2) المُطهِّر: استخدم نحميا الصلاة في هذا الأصحاح ثلاث مرات وهو يقول: «اذْكُرْنِي يَا إِلَهِي» (ع14، 22، 31)، كفرصة لعملية التطهير.  فالصلاة هي الوقت الذي أخضع فيه للرب، وأعترف بخطاياي، وأطلب منه «اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي.  امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.  وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا» (مز139: 23، 24).   

(3) التنشيف جيدًا: ويرمز للحزم في التعامل مع الشر والخطية.  لم يُساوم نحميا مع الخطية، أو يتجاوز عن الشر، بل بكل حزم تصرف مع المتجاوزين من الرؤساء، قبل الشعب.  كما يقول الكتاب «لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ» (عب12: 4).

وكما توصي منظمة الصحة العاليمة باتباع بعض الخطوات للوقاية من العدوى، قام نحميا أيضًا بخطوات مشابهة:

(أ) تجنب الاختلاط بالمصابين (ع1–3): تنصح المنظمة بالابتعاد عن المصاب بالفيروس مسافة لا تقل عن 2 متر لتجنب العدوى.  نعم نساعد المريض ونتعامل معه، ولكن الاختلاط معه يكون في حدود، لحماية أنفسنا والآخرين من انتقال العدوى.  فنجد نحميا والشعب «لَمَّا سَمِعُوا الشَّرِيعَةَ فَرَزُوا كُلَّ اللَّفِيفِ مِنْ إِسْرَائِيلَ» (ع3).  لم يمنحوا أنفسهم الأعذار للإبقاء على اللفيف وسطهم.  حقًا تعلمنا كلمة الله «لاَ تضِلُّوا: فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَة» (1كو15: 33).  الْمُقَامُ عَلَى مِخْدَعِ بَيْتِ إِلَهِنَا قَرَابَةُ طُوبِيَّا لَهُ .

(ب) التخلص من بؤر العدوى (ع4–9):  عندما وجد نحميا أن ”أَلْيَاشِيبُ الْكَاهِنُ“ قَدْ هَيَّأَ مِخْدَعًا عَظِيمًا – في بيت الرب - لِـ”طُوبِيَّا الْعَبْدُ الْعَمُّونِيُّ“.  يقول نحميا: «سَاءَنِي الأَمْرُ جِدًّا، وَطَرَحْتُ جَمِيعَ آنِيَةِ بَيْتِ طُوبِيَّا خَارِجَ الْمِخْدَعِ» (ع8).  وكم من مرة سمحنا للخطية أن تجعل لنفسها مكانا خاصًا مُميَّزًا في القلب.  ولكن كلمة الله تعلمني أنه «إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ» (مز66: 18).

(ج) مخالطة الأصحاء (ع10–14): عاد نحميا فوجد الشعب لم يعد يقدم الأنصبة لللاويين فتركوا بيت الرب، وتوقفت العبادة في الهيكل.  فصرخ فيهم: «لِمَاذَا تُرِكَ بَيْتُ اللهِ؟» (ع11).  كان نحميا مُدركًا لدور الشركة مع المؤمنين، وأهمية عبادة الرب والاجتماعات، وهو الأمر الذي نحتاجه بشدة اليوم «غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ» (عب10: 25).

(د) التغذية السليمة (ع15–22): كان الشعب قد توقف عن حفظ السبت، وكانوا يبيعون ويشترون في يوم الرب.  ولم يعودوا يهتمون بيوم الرب، ولا العلاقة الشخصية معه، بل انشغلوا بالتجارة وجمع المال.  لذلك شعر نحميا بخطورة الأمر، فطرد الباعة والتجار وأغلق الأبواب.  وهو ما يذكرنا بقول الرب: «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ» (مت6: 6).  نعم فالعلاقة الشخصية مع الرب ترفع المناعة الروحية ضد الخطية، وتحمينا من الوقوع في الشر «أَمَّا أَنَا فَالاقْتِرَابُ إِلَى اللهِ حَسَنٌ لِي جَعَلْتُ بِالسَّيِّدِ الرَّبِّ مَلْجَإِي» (مز73: 28).

(ه) عند ظهور أعراض، استشر الطبيب فورًا (ع23–31): أثناء مرور نحميا في المدينة لاحظ أن بني اليهود الساكنين في المدينة «نِصْفُ كَلاَمِ بَنِيهِمْ بِاللِّسَانِ الأَشْدُودِيِّ، وَلَمْ يَكُونُوا يُحْسِنُونَ التَّكَلُّمَ بِاللِّسَانِ الْيَهُودِيِّ، بَلْ بِلِسَانِ شَعْبٍ وَشَعْبٍ»، وهذا يعني أن هناك مظاهر اختلاط بالأمم.  هذه كانت علامة مبكرة، جعلت نحميا يتخذ خطوات حازمة نحو المُخالطين للأمم.  لم يعطِ فرصة للخطية أن تنمُ، إذ قام بإجراء حازم وسريع نحوها.  وتعلمنا كلمة الله أن «الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِالشَّرِّ» (أم24: 16).

ومن المؤكد أن نتيجة اتباع التعليمات الوقائية الإلهية: «فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ» (2تي2: 21).


 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com