مع قرب انتهاء فترة الدراسة واقتراب وقت الامتحانات يكثر القلق من جهة أمور كثيرة، ومنها ”صعوبة الامتحان“، والتي تأتي غالبًا من خبرات سابقة لك أو لآخرين.  فأشجعك أن لا تنشغل بها، بل كن واثقًا في أن الرب الذي أعانك طوال فترة الدراسة، هو قادرٌ أن يعطيك التفوق، وردد مع كالب: «لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا» (عد30:13)، وتأكدًا أن قلمك وقلم واضع الامتحان والمُصحح أيضًا، هم في يد صاحب السلطان «الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عب13:4)، فلا تخف!  

 ربما تظهر أيضًا ”مخاوف النسيان“.  لا تقلقْ لأن سؤال ورقة الامتحان سيساعدك على تذكّر ما جمعته، وتدربْ على أن تضع طلبة التذكّر في صلاتك باستمرار، وقبل البدء في الإجابة، متوسلاً مع نحميا: «اذْكُرْنِي يَا إِلهِي، وَتَرَأَفْ عَلَيَّ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِكَ» (نح22:13).

كما أني أشجعك أن لا تجعل الفرصة سهلة لتشكيكات عقلك، أو الآخرين بعبارات مثل: ”أنت مش هتقدر ... مش هتنجح ... مش ذكي ...“، بل تجاهلها، وفكرْ معي في هذه العبارة: ”النجاح عطية إلهية لها مسؤولية إنسانية“.  فكل عطية إلهية لا تتوقف على الإمكانيات أو الاستحقاقات، بل علي الله المُنعم، ولكن من الجانب الآخر الله يُبارك للمجتهد في عطيته ويكثّر من غلته.  وهنا يلمع النجاح كمسؤوليه بشرية.  فدع الشكوك جانبًا، واهتف مع نحميا: «إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ (العطية)، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي (المسئولية)» (نح20:2).  لا تنشغلْ كثيرًا مع ما يسمونه ”توقعات الامتحانات“، فكن مجتهدًا، وضع أمامك تحديًا أن تُنهي المنهج المُقرَر كاملاً، دون ترك أجزاء ”تَقَوُ فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ“ (أف10:6).  أشجعك أن تراجع ما جمعته بالمذاكرة بطريقة مختلفة، وهي حل نماذج الامتحانات السابقة، والتي ستمنحك ثقة في نفسك.   

 لا تبكِ على وقت مضي، بل اغتنم ما تبقي ليكون فرصة للتفوق متمّما قول الكتاب: «مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ» (أف16:5).  

استغل فرصة الامتحانات لتتعلَّم أن تتكل على الرب بكل قلبك، وتستمتع بمعيته.  احرص علي ضبط مواعيد النوم وأشجعك على الاستيقاظ الباكر، وعدم الإكثار في السهر، والتقليل من استعمال المنبهات بإفراط، فكثرتها تعكس نفعها!

وقبل أن أتركك عزيزي نعدك أن نذكرك في صلاتنا، واثقين في الرب أن يُكلل مجهودك بالتفوق، ولا تنسَ هذه العبارة: ”الله أمين تجاه المُمْتَحَنين“.