عدد رقم 3 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
روعة حياة الإيمان  


ما أروع أن نحيا حياة الإيمان القوي الواثق في الله؛ فإن كان الإيمان القليل استوجب التوبيخ (مت14: 31)؛ فإن الإيمان العظيم استحق المديح من فم الرب يسوع له المجد (مت8: 10).

كلما كان الإيمان كبيرًا كلما صاحبه الكثير من النتائج والبركات؛ لذا فهيا بنا نتعرف على بعض بركات الإيمان ونتائجه:

(1) الإيمان يتحدى: بالإيمان نستطيع أن نتغلب على صعابنا، مهما كانت كبيرة ومستعصية، قال المسيح: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ فَيَكُونُ»(مت21:21).  وما أعجب ما قيل عن زربابل: «مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْعَظِيمُ؟  أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلاً»(زك4: 7)!  إن كانت الصعوبة كالجبل في ضخامتها، فإننا بالإيمان نواجهها ونعبرها.

(2) الإيمان يغلب: نعرف من كلمة الله أن لنا أعداء روحيين؛ ولا سبيل لنا أن نغلب أعداءنا إلا بالإيمان:

* الغلبة على إبليس: «اصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ»(1بط5: 9،8).

* الغلبة على العالم: «لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ.  وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا»(1يو5: 4).

(3) الإيمان يُشَّدِد: كيف لنا أن نعبر أزماتنا بدون الإيمان الواثق في الله؛ المستند على الصلاح الإلهي.  نقرأ عن داود الملك في واحدة من أقسى أزمات حياته: «فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ.  وأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلَهِهِ» (1صم30: 6).  ونحن بدورنا إن ضَعُفَ إيماننا، سنخور في أزماتنا, لكن كلما زادت ثقتنا في الله زاد ثباتنا وهدوءنا.

(4) الإيمان يمنح: كثيرًا ما عانى بعض المؤمنين من عدم استجابة صلواتهم؛ والسبب في ذلك أنهم صلوا دون أن يمتلكوا الإيمان الواثق في قدرة الله, فمكتوب: «وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ.  فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ» (يع1: 7،6).  لكن يبقي الإيمان دائمًا وعلى مر العصور؛ شرطًا هامًا لاستجابة الصلوات «لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ» (مر11: 24).

(5) الإيمان يعمل: ما أجمل ما نقرأه في كلمة الله؛ عما عمله رجال الإيمان -  كل في دوره - من أعمال عظيمة مجّدت الله؛ ففي رسالة العبرانيين نجد أصحاحًا كاملًا (عب11) يوضح كيف أن الإيمان يعمل. فمكتوب: «الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ» (عب11: 33 -35).

وفي تاريخنا الحديث كم من رجال ونساء عملوا أعمالًا عظيمة؛ أثّروا وغيّروا, حملوا في قلوبهم إيمانًا كبيرًا؛ فتركوا فيمن عايشوهم أثرًا بالغًا.  وأنت عزيزي القاريء بإمكانك أن تعمل شيئًا؛ لا بل أن تعمل شيئًا عظيمًا؛ إن امتلكت الإيمان الواثق.

(6) الإيمان يشهد: هناك آية جميلة للغاية وردت في مزمور 116: 10، وقد اقتبسها الرسول بولس في 2كورنثوس 4: 13 تقول: «آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ»؛ هذه الآية تعكس ما يستطيع أن يفعله الإيمان الكبير عندما يجتاز المؤمن في أقسى التجارب وأرهب المحن.  فعندما يرقد شخص عزيز مثل الأب أو الأم أو الزوج أو الزوجة أو الابن أو الابنة؛ عندئذ يلمع الإيمان بجماله، لاسيما عندما يتفوه الشخص المجرب المتألم بكلمات تُمجِّد الرب، مثلما فعل أيوب في يوم ممات جميع أولاده، إذ قال: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ.  الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي1: 21).

ليتنا نصلي من قلوبنا قائلين للرب: «زِدْ إِيمَانَنَا!» (لو17: 5).

                                         

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com