عدد رقم 3 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
نتائج قيامة المسيح  

  إن قيامة المسيح من بين الأموات هي حجر الأساس في كل ما يخص المسيحية والإيمان المسيحي.  والإنجيل الذي نكرز به يُعلن «أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ» (1كو15: 3، 4).  والرسول أوضح أهمية هذا الحق إذ قال: «وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ.  أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!  إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا!  إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ.  وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ» (1كو15: 14–20).

   ويمكننا أن نلخص نتائج قيامة على النحو التالي:

(1) إنها البرهان على كمال عمل الكفارة وإيفاء مطاليب العدل الإلهي: لقد جاء المسيح إلى العالم ليقوم بعمل الكفارة بموته على الصليب وسفك دمه الثمين، باعتباره حمل الله المعروف سابقًا قبل تأسيس العالم (1بط1: 19).  هذه الكفارة التي تُرضي عدل الله وتفي بكل مطاليبه، وتحقق مجده الذي أُهين بسبب الخطية، وتُسكِّن غضبه، وتستر الخطية عن وجهه إلى الأبد.  وعلى أساس هذه الكفارة الله يحتمل العالم، ويُقدِّم نعمته للإنسان، ويُقدِّم المصالحة والغفران والتبرير لمن يؤمن.

ولقد مات المسيح فعلاً على الصليب، واحتمل غضب الله ودينونته العادلة، واحتمل الترك الرهيب وسط ساعات الظلام، وقال: «قَدْ أُكْمِلَ.  وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ» (يو19: 30).  ويبقى السؤال: هل حقًا قد رضي الله واكتفى بهذا العمل؟  وهل كل الديون قد وُفيت؟  نعم بالتأكيد، ولقد كان البرهان الأكيد على ذلك هو قيامة المسيح من الأموات.

(2) المسيح «أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رو4: 25): لقد «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا» عندما أخذ مكاننا كمذنبين ومُدانين، وقَبِلَ أن يحمل حُكمنا ويموت كالنائب والبديل عنا.  وكانت قيامة المسيح برهانًا وإعلانًا أن الله قد قَبِلَ هذه البدلية، ورضي تمامًا بما عمله المسيح، ونطق بالحكم النهائي بتبريرنا.  إنه يقبلنا في المسيح كما يقبل المسيح ويرحب به «لأَنَّهُ كَمَا هُوَ (كما المسيح الآن يحظى بكل التقدير والإعزاز والكرامة لدى الآب بعد أن أكمل العمل)، هَكَذَا نَحْنُ أَيْضًا فِي هَذَا الْعَالَمِ» (1يو4: 17).

(3) استعراض قوة الله في إقامة المسيح من الأموات: هذا ما أشار إليه الرسول: «حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ» (أف1: 19، 20).  وهذه القوة التي أقامته ورفَّعته إلى المجد، هي ذات القوة التي اتجهت نحونا، عندما كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا.

(4) استعراض بر الله نحو المسيح: لقد جاء المسيح متضعًا، وذهب إلى الصليب لأجل مجد الله وبركة الإنسان وعتق الخليقة كلها.  وفي مشاهد المحاكمة والصلب تعرض المسيح لكل أنواع الظلم والسحق، والسماء صمتت.  هاج الشيطان واستعرض كل قوته وجبروته، وأهاج العالم كله ضد المسيح، الحمل الوديع.  واليهود والأمم أظهروا كل عنف وشراسة وعداوة، والسماء صمتت.  جدفوا عليه وأهانوه، واحتقروه وخزلوه، وعروه وجرحوه، وعلى عود رهيب رفعوه سمروه، والسماء صمتت.  كتبوا النهاية: مات بين المذنبين، والسماء صمتت.  طعنوه بحربة بعد أن مات، فخرج دم وماء.  الأحباء كانوا مُحبَطين ومُنسحقين بسبب انتصار الشر، والسماء لم تتدخل في صف البار.  دُفن محيي الرميم في ضريح كالبشر، والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفن الرب يسوع وخُتم الحجر.  لكن السماء تحركت بكل قوة نحو المسيح في فجر الأحد، فقد أُقيم من الأموات «بِمَجْدِ الآبِ» (رو6: 4).  المسيح ذاق بنعمة الله الموت، لكنه قام بالبر، والله أجلسه عن يمينه في السماويات بالبر.  وما كان يليق بالله أقل من ذلك.  إن قيامته وجلوسه في العرش يبرهن على استحقاقه الشخصي.  لقد جلس مُكافأً على طاعته وإكماله عمل الصليب.

(5) «آدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا (يُحيي بالروح)» (1كو15: 45): فالمسيح بعد القيامة ذهب إلى التلاميذ «وَقَالَ لَهُمْ: سلاَمٌ لَكُمْ! ... وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ» (يو20: 22).  إنه يُعطي حياة القيامة للمؤمنين بواسطة الروح القدس.  وهذا يختلف عما كان في العهد القديم «حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ ... هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ» (رو6: 4).

(6) الله «أَقَامَنَا مَعَهُ» (أف2: 6): أي أدخلنا إلى دائرة جديدة وإلى عالم جديد مركزه المسيح المُقام.  بناءً على ذلك «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ.  اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ» (كو3: 1، 2).

(7) المسيح «أَبْطَلَ الْمَوْتَ» (2تي1: 10)، وكسر شوكته بالقيامة، حيث «أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ» (أع2: 24).

(8) سحق الشيطان وكل قوات الجحيم: ففي قيامة المسيح كانت النصرة الأكيدة على الشيطان.  والله جرد الرياسات والسلاطين، أشهرهم جهارًا، ظافرًا بهم في الصليب (كو2: 15).

(9) الرجاء الحي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (1بط1: 3): لقد أصبح هو «بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ»، و«الَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ» (رو8: 11).

(10) نزول الروح القدس وتكوين الكنيسة على الأرض، بعد أن قام المسيح وصعد وأخذ مكانه كالرأس الممجد في السماء.

                                                                                 


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com