عدد رقم 1 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
هل من اختلاف؟  

يحق لكل من يقرأ هذه الكلمات، أن يشكر الرب على سنة 2019، فهي إضافة ثمينة لعمرنا، وبينما رحل الكثيرون عن عالمنا في 2018، إلا أن الرب تدخل وطلب من أجلنا قائلاً: «اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا» (لو13: 8). وبالتأكيد قصد الرب، بالإضافة إلى عمرنا، لا يقتصر على عدد السنوات، بل على نوعية الحياة نفسها، فهو أعلن صراحة أن هدفه لنا هو الحياة الأفضل (يو10: 10).

وفي العام الجديد، كثيرون يأملون إلى بداية جديدة بعادات قديمة، ويمر العام الجديد كالقديم تمامًا، بل وأسوأ، والحقيقة أنه لن يكون هناك عام جديد، إذ لم يكن هناك ما نتأسَّف عليه، ولذا وجب علينا من وقت إلى آخر، ولا سيما في نهاية عام كامل وقبل أن نتلف واحدًا آخر، أن نجلس أمام الله ونفحص طرقنا، ونراجع أنفسنا، وما وصلنا إليه، وسنجد كلام الرب واضحًا: «أَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ» (إر7: 3)، ويقينًا سيشير الله إلى طرق كثيرة وأعمال لم يرض عنها، وسيكشف لنا عن كثير من أسباب الفشل وعدم البركة، ولكنه سيعدنا في نفس الوقت بالتعويض في حالة إصلاح طرقنا (يؤ2: 25).

وسنركز كلامنا في هذا المقال، على بعض النصائح العملية التي تساعدنا على حياة أفضل، وهي تخص صحتنا الجسدية وصحتنا الروحية:

أولاً: الصحة الجسدية:

بالتأكيد تنعكس صحة جسدنا على جودة حياتنا، فالجسد إما أن يكون عبئًا علينا أو مساعدًا لنا، وسنشير إلى أمرين فقط لضيق مساحة المقال:

(1) الرياضة الجسدية: أعلن الكتاب صراحة أنها ”نَافِعَةٌ لِقَلِيلٍ“ (1تي4: 8)، وهذا لا يعني أن فوائدها قليلة، لكن الأمر يتعلق بترتيب الأولويات، فقطعًا الأولوية للصحة الروحية، فكثيرون استطاعوا أن يعيشوا حياة ناجحة، بالرغم من علة جسدهم، ولكن لا يوجد من استطاع أن يعيش حياة ناجحة، بالرغم من علة روحه.  الرياضة لها دورها الأساسي في الحفاظ على صحة الجسد من لياقة ووزن، تضمن الصحة النفسية، تحسن المزاج وتشجع على اتخاذ قرارات إيجابية بشأن أسلوب الحياة الغذائي وغيره، وعندما نتكلم عن الرياضة، فكثيرًا ما تكون نصف ساعة يوميًا كافية لتحقيق هذا الغرض.

(2) النوم الجيد: فمن الصعب أن تخرج أفضل ما عندك وأنت متعب ومنهك، فالتركيز ينعكس حتمًا على الإنتاج، كما أن النوم الجيد يفيد الجهاز المناعي وعليه قد يجنبنا الكثير من أدوار البرد وخلافه، كما أنه له علاقة مباشرة بأمراض القلب والضغط والسكر (خصوصًا النوع الثاني)، هذا بالإضافة إلى تحسين الحالة المزاجية والوقاية من الاكتئاب، وفي معظم الأحيان يحتاج الجسم من 6-9 ساعات نوم يوميًا.

ثانيًا: الصحة الروحية:

(1) العلاقة مع الله: هي الأهم على الإطلاق، فصحتنا الروحية تتوقف أساسًا على مدى شبع أرواحنا بالله، وبينما نهتم أحيانًا بأمور كثيرة، يظل الله هو ”النصيب الصالح“ الذي يكفي ولا ينزع منا، ولا يمكننا بأية حال من الأحوال أن نتكلم عن العلاقة بالله دون أن نشير إلى:

(أ) الكتاب المقدس: ففيه الله يتكلم لنا، فيه نجد ما يشجعنا ويشبعنا، فيه نجد وعود الله الكافية، فيه نتعلم الحكمة والفطنة، به نعيش بالتعقل والتقوى.

(ب) الصلاة: لا أقصد بالصلاة الـ 5 دقائق التي نقضيها قبل النوم، بل أقصد الركوع وسكب النفس أمام الله، في اتصال حقيقي لأرواحنا معه، في شكر وسجود وتضرع وصراخ، في علاقة حقيقية بالإله الحي.

وكلما قضينا وقتًا أكثر مع الله في الكتاب والصلاة، كلما انعكس ذلك على صحتنا الروحية.

(2) القداسة: لها دورها الأساسي في الفرح والسعادة، وبالتالي قوتنا، وبدونها لا توجد علاقة حقيقية مع الله (عب12: 14)، هي مطلب أساسي لله (1بط1: 16)، ولا ننس أن روح الله القدوس يسكن فينا بنفسه، ولا يخفى علينا مدى حساسيته للشر وشبه الشر.

(3) محبة العالم: هناك وصية صريحة «لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ» (1يو2: 25)، فكثيرًا ما انشغلت أرواحنا - خصوصًا هذه الأيام - بالممتلكات ونسينا أن «هَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ» (مت13: 22).  لقد وعدنا الله بتسديد كل احتياجنا، لكنه لم ولن يعمل على تلبية كل رغباتنا.

وفي الختام، علينا أن لا نرضى بحياة عادية، في حين أن لنا من الله ما يجعلنا نعيش حياة غير عادية، علينا أن نتسلح بالاجتهاد، فالراحة لا تصنع أبدًا أمورًا عظيمة، وليتنا نترك فراشنا كل يوم بتصميمات محددة حتى نستطيع أن نعود إليه في آخر اليوم بالشعور بالرضا.  وليتنا لا نكتف بأحلام عظيمة لـ2019، دون أن نحرص على إنجاز ما يجب عمله في اليوم الواحد، وذلك إذا فهمنا وقدرنا قيمة الوقت.


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com