عدد رقم 6 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الموت لا يكون فيما بعد  

«لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته» (1كو15: 22، 23)

   إن قوة قيامة ربنا يسوع المسيح ستفعل فعلها القوي بالنسبة لأجساد القديسين، سوف يُقامون لأنه أُقيم بقوة حياة لا تزول، ولأن حياتهم هي حياته المُعطاة لهم منه، والروح القدس يسكن فيهم.  إنهم سيُحضَرون في كمال تلك الحياة المنتصرة على الموت.

   سوف يُقامون ليس للدينونة، فهذه عبرت عنهم إذ حملها المسيح نيابة عنهم.  إنهم سيُقامون لأنهم للمسيح، وسيتمتعون بجو الحياة الأبدية في الأجساد الممجدة وفي بيت الآب، بعيدًا عن كل ما يعكر أو يكدر.  والمسيح المقام كان هو الباكورة، وقيامته هي الأساس لهذا التجمع العظيم.  كان هو حزمة الترديد المُقدمة أمام الله، عربون الحصاد الكثير الذي سيُجمع إلى مخزن الله.  إنهم سيقومون في القيامة الأولى، قيامة الحياة، قيامة الأبرار، القيامة الأفضل عند الاختطاف.  سيتبدل ضعفهم بالقوة، وهوانهم بالمجد، وفسادهم بعدم فساد، وأجسادهم الطبيعية بأجساد روحانية عليها الطابع السماوي، كما حملت قبلاً الطابع الترابي.

   أما الأحياء الباقين إلى مجيء الرب فالروح القدس الساكن فيهم سيُحيي أجسادهم المائتة (القابلة للموت) (رو8: 11).  لن يخلعوا الخيمة بل سيلبسون فوقها المسكن الذي من السماء لكي يُبتلع المائت من الحياة (2كو5: 4)، ويتغير الجسد الوضيع ليكون على صورة جسد مجد المسيح (في3: 21)، وذلك في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير (1كو15: 52).

   «أين شوكتك يا موت»؟ لقد ذهبت وانقضت.  «أين غلبتك يا هاوية»؟ ما عاد لها قبضة تُمسك المؤمنين.  لقد صارت لهم الغلبة والنصرة الكاملة.  «الموت لا يكون فيما بعد» (رؤ21: 4)، ويا لها من تعزية!

   سيمضي العالم في طريقه وفي مشروعاته، كما كان يمضي عندما غطت الظلمة كل الأرض يوم الجلجثة.  سيمضي في ديانته ومذاهبه الكفرية والإلحادية إلى أن تفاجئه الدينونة، وتنتهي أحلامه، ويواجه الكارثة العظمى، كارثة الوقوع في يدي الله الحي.

   أما نحن فنصيبنا هو أن «نكون كل حين مع الرب»، سواء في ملكه الألفي على الأرض، أو في السموات الجديدة والأرض الجديدة، حيث لا الدمع يسيل لا ولا الموت يسود.  

    

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com