عدد رقم 6 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
سنة اليوبيل  


«تقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها» (لا25: 10)

   إن سنة اليوبيل تعلن عن شهادة مزدوجة، فهي تشهد عن التشويش الذي صنعه الإنسان، كما تشهد عن ترتيب الله وأمانته.  فعلى مدى 49 عامًا هناك أشياء كثيرة قد وصلت إلى حد بعيد من التشويش بعد أن تسلمها الإنسان من الله كاملة ومرتبة.  هناك من أصبح مديونًا ولا يستطيع أن يفي دينه، وهناك من أصبح في عبودية، وآخر مطرودًا ومشتتًا وليس له مأوى، وآخر نتيجة عدم سهره واجتهاده ضاع ميراثه من بين يديه، وآخر يعرف كيف ينتهز الفرص فأضاف المزيد إلى ميراثه.

   إن كل هذا يحدث في يوم الإنسان أو كما يسميه الكتاب «يوم بشر» (1كو4: 3).  ولكن متى حدث هتاف البوق في سنة اليوبيل، في لحظة واحدة، تعود كل الأمور إلى وضعها الصحيح.  فحينما تسمع  الآذان ذلك الصوت المقدس فإن المديون يُعتق من دينه، والعبد يتحرر من عبوديته، والمطرود يعود إلى مكان سكناه.  إن سنة اليوبيل هي سنة الله التي تسود فيها مبادئ الله العادلة.  وليس عند الله مديونون ولا مشتتون ولا مطرودون.

   ومن الدروس العملية والشيقة أن نلاحظ تأثير اقتراب سنة اليوبيل على مشاعر الناس باختلاف نوعياتهم.  إن الشخص الذي فقد أملاكه وأرضه لا شك أنه يشعر بالسعادة لقرب سنة فكاك ميراثه، عكس ذلك الشخص الذي صارت له هذه الأملاك، فهو يشعر بالتعاسة لأنه سوف يفقد ما حصل عليه.  كما أن قيمة الأرض تصبح زهيدة كلما اقتربت سنة اليوبيل لأنها لن تظل في حيازته.  وما بين هذين الشخصين هناك شخص ثالث لم يفقد ميراثه ولا زاد عليه شيء، ونستطيع أن نقول إنه ذو العقل الواعي الذي استطاع أن يحافظ على ميراثه، وفي ذات الوقت كان راضيًا بما هو فيه، فلم يحاول أن يكثره.  لا شك أن هذا الرجل ينظر إلى سنة اليوبيل .. سنة رد كل شيء على أنها شهادة نبيلة من الله ليضع الحق في نصابه.  إنه ينظر إليها من منطلق أنها بركة وعتق لكل شعب الله والأمة بأسرها، ولا شك أنها هي نفس الأفكار التي تدور بعقل المؤمنين بالنسبة لظهور الرب من السماء، حينما يأتي ليعلن مُلكه على العالم.  إن ظهوره سيضع حدًا لتعاسة الإنسان وشقاء البشرية، وستنتهي حالة التشويش التي جلبها الإنسان على نفسه وعلى كل الخليقة من حوله، وسيعود النظام العادل الذي أسسه الله ضامنًا البركة والسعادة للإنسان إلى الأبد.  وحيث يسود البر سيسود السلام ويعم الخير وتنتهي المعاناة.


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com