عدد رقم 4 لسنة 2007
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إلى كل المجروحين من إخوتهم  

أخي القارئ..  أختي القارئة

هل تشعر بالألم من جرّاء موقف معين من أحد إخوتك؟

هل قد ظُلمت إذ قيل في حقِّك كلام كاذب؟

هل قد سُلب حقّك الأدبي أو المادي، ولم تجد من ينصفك لأن الكل مشغول بنفسه وبأحواله؟

اسمح لي أن أتكلَّم معك بعض الكلمات في هذه الرسالة القصيرة، والتي قد لا تصلح لأن تكون علاج فعال، إلا أنني أصلي أن تكون لك كمسكِّن للألام.

أولاً: على الرغم من تألمي لألمك وتعاطفي معك، لأني أعرف حجم الألم عندما يأتي من المؤمنين، لكن اسمح لي أن اندهش من صدمتك في أخيك، ما لي أراك مصدومًا كل هذه الصدمة ولم تكف عن ترديد هذه العبارة: ”لو كان ده حصل من حد غير مؤمن ماكنتش أزعل»!!  هل نسيت يا عزيزي فساد الجسد الذي فينا ورداءته؟  هل ظننت يا صديقي أن الجسد في المؤمن قد تلاشى أو قد تحسَّنت أخلاقه؟  كلا ياعزيزي، إن الأمر، معي أو معك أو معه، لا يستلزم أكثر من لحظة ضعف لكي يبرهن الجسد أنه لم يزل موجودًا فينا، وأنه لم يفقد أي شيء من رداءته المعهودة.

ثانيًا: ولماذا أراك مصدومًا في المؤمنين الذين لم ينصفوك؟  ألا تشعر معي بضعف التمييز الروحي في هذه الأيام،  وغياب الطاقة الروحية.  فلا قدرة على التمييز لفهم الخطإ ممَّن أخطأ، ولا وجود للطاقة التي تعالج الخطأ عند من أخطأ!  لذا فليكن حزنك حزنًا راقيًا، بأن تحزن، ليس على نفسك التي لم تجد من البشر من ينصفها، بل احزن بالحري على شعب الرب وما وصل إليه.

ثالثًا: تذكَّر عزيزي أن العمر يجري سريعًا، وأن أجندة خطة السماء لنا لا تحتوي على فراغات يُسمح لنا فيها بأخذ عطلات من إنجاز مشيئة الله، لا اعتيادي ولا عارضة ولا حتى مرضي!  وبالتالي فغير مسموح لك بأن تقوم بأجازة من عمل مشيئة الله بسبب ألمك من ظلم الأحباء.  فهيا يا عزيزي انفُض عنك رثاءك لنفسك، وقُم اسال إلهك عن خطته لحياتك، وماذا يريد منك ان تفعل اليوم.  هيا قُم واعمَل كسيّدك الذي كان ينجز أعظم المهام بينما هو مُهان النفس ومكروه الأمة!!  محتقر ومخذول!!

رابعًا: تذكَّر أننا في أشياء كثيرة نعثُر جميعنا، لكننا لا ننتبه إلى عثراتنا طالما أن الكل يبتسم في وجوهنا.  فهيّا استثمر عبوسة الوجوه، أو عبوسة الأيام، في فحص النفس؛ لعل هذا الفحص يعود عليك بأعظم نفع، ألا وهو اكتشاف عيوبك والاعتراف بزلاتك، بل وربما بتغيير اتجاهاتك في الحياة.  تأكد أن قول يوسف هو منهج لكل أولاد الله «أنتم قصدتم لي شرًا والله قصد به خيرًا».  هيا استثمر الألم أرقى استثمار، فلعلّه يكون نقطة فاصلة في حياتك.

خامسًا: تذكَّر أن الصغير لن يبقَ صغيرًا طول العمر فغدًا سيكبر، وأول ما سيتعلمه وينتبه إليه عندما يكبر هو مراجعة نفسه واكتشاف أخطائه، ومنها هذا الخطأ في حقك.  وتذكر أن الجسدي لن يستمر جسديًا، بل حتما سيعمل فيه الرب الراعي، وحتما سينتبه ويتحرّر، وأول ما سيتحرر فيه هو ضميره، سيتحرر من سباته لكي يذكِّره بالخطإ في حقك.  وتذكَّر أن غير المؤمن المخدوع في نفسه قد يكتشف الحقيقة المُرّة ويتوب عن شره، وفي هذا أعظم فرح وتعويض لك.  وإذا لم يحدث أي من كل ما سبق، فالإنصاف سيأتيك من أعلى سلطة، في أروع لحظة، أمام أكبر وأشرف تجمًّع عرفه الكون!!  فانتظر ولا تحزن.

سادسًا: قريبًا يا عزيزي سيتم الاختطاف، وقد تلتفت إلى من هو بجوارك على السحاب فتجده هذا الأخ الذي أخطأ في حقِّك وقد صار الآن مشابهًا لصورة الحبيب!!  أو قد تلتفت إلى من هو على العرش بجوارك في أورشليم السماوية، فتجده هذا القديس الذي كان قد ظلمك وأنت هنا على الأرض وقد صار الآن يرفل في الثوب الناصع البياض وعلى رأسه الإكليل!!  لذا فحاول قدر استطاعتك الآن أن ترى هذا قبل أن يكون.

سابعًا: تذكّر يا أخي موقفًا واحدًا كنت أنت فيه المخطئ في حق أخيك، تذكّر كيف جرحته وتسبّبت في ألمه، وتذكر كيف غفر لك المسيح.  افعل هذا كثيرًا؛ فتذكُّر أخطاءنا يرخي أرواحنا عن حساب إخوتنا.  أما إذا عجزت عن تذكّر موقف واحد كنت أنت فيه المخطئ، فهذه بداية ”الألزهايمر“ الروحي، وهو من أخطر الأمراض الروحية، وللأسف الشديد ليس له علاج.

وأخيرًا أقول لك: لا يوجد حدث في الدنيا، مهما كان، يستحق أن تُحرم من الشركة والبهجة في محضر الله. 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com