عدد رقم 6 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الخنزير  


هناك 10 أنواع مختلفة من الخنازير، وتتميز الخنازير بالذكاء الشديد، فهي تُرتب رابع أذكى حيوان على سطح الأرض؛ بعد الشمبانزي والدولفين والفيل.

هو حيوان اجتماعي بطبعه، لا يحب الوحدة، حتى أثناء النوم يفضل أن يلامس بأنفه أنف رفيقه، وأظهرت الدراسات أن الخنزير يحلم أثناء النوم مثل الإنسان تمامًا.  ويتواصل مع رفاقه بإصدار أصوات معينة تشبه الكلمات، حتى أنه تم تمييز 20 صوت مختلف للخنازير بداية من إظهار التودد لرفيقه ونهاية بالتصريح بالشعور بالجوع.

هو كائن مسالم بطبعه ونادرًا ما يعتدي على غيره، ولكن الوضع يختلف تمامًا مع الأم التي يتعرض صغيرها لأقل أنواع الخطر.  تحمل الأم مرتين في السنة، وتبلغ فترة الحمل 114 يوم (3 شهور و3 أسابيع و3 أيام) تضع بعدها من 7 إلى 12 خنزير. يتعلم الصغار أن يسرعوا إلى أمهم بمجرد سماع صوتها، ويستطيعوا تمييز أسمائهم بمجرد أن يبلغ عمرهم أسبوعين. وتقوم الأم بالغناء لصغارها أثناء إرضاعهم.

يتمتع الخنزير بحاسة شم قوية، ويزود مقدمة أنفه بغضروف قوي مستدير، مرتبط بالعضلات، تمنحه قوة ومرونة تمكنه من الحفر في الأرض والبحث عن الطعام، ولهذا السبب تم استخدام الخنازير في الحروب للبحث عن الألغام.  ويتمتع الخنزير بمجال رؤية واسع لوجود عينين على جانبي الرأس، إلا أنه لا يستطيع النظر لأعلى.  ويملك الخنزير 44 سنة بالإضافة إلى 15 ألف برعم تذوق في مقابل 9 ألاف فقط للإنسان.  إلا أنه يأكل أي شيء يتوفر له من نباتات ولحوم وحتى العظام.

لا تختلف جينات الخنزير كثيرًا عن الإنسان، ولهذا فكثير من الأمراض قد ينقلها الخنزير للإنسان، إلا أن الإنسان استفاد من هذا التشابه الوراثي، عن طريق عمليات زرع صمامات قلب الخنزير للإنسان، كما استفاد الإنسان باستخراج الأنسولين من الخنزير لحقنه في الإنسان، وكانت الريادة للشركات الدنماركية مثل نوفونورديسك Novo Nordisk في هذا المجال، باستخراج الأنسولين من الخنازير لتوافرها بالدنمارك، حتى أن عدد الخنازير يبلغ ضعف عدد البشر بها!

إلا أن الخنازير تعشق التمرغ في الطين لأوقات طويلة، فالطين يعمل على ترطيب جسمها وتخفيف درجة حرارته، إذ لا يملك الخنزير غدد للعرق المسؤولة عن تخفيف حرارة الجسم، كما أن الطين يعمل كواقي شمس طبيعي لها. إلا أنه تلاحظ تمرغ الخنزير في الطين حتى في الطقس البارد، حيث تبين أنه يستخدم الطين في كشط الحشرات مثل القمل من جسمه.

ولهذا فشلت كل محاولات تنظيف الخنزير، فبعد بذل الجهد الكثير في غسله، سوف يسرع فورًا للتمرغ في أقرب مستنقع طين.  ولهذا شبه الكتاب الإنسان الطبيعي الذي يحاول أن يمتنع عن الخطية بمجهوده الذاتي قائلاً: «خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ».(2بط2: 22).  فكما لا يوجد حل للخنزير سوى تغيير طبيعته، كذلك لا يوجد حل للإنسان الطبيعي سوى امتلاك طبيعة جديدة بالولادة من الله، تحب البر وتبغض الشر (يو3: 6، 2بط1: 4، 1يو5: 18).

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com