عدد رقم 6 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
وأُغلق الباب  


   كان أحد خدام الرب ينتهز كل فرصة ليُقدم المسيح للنفوس.  وفي أحد الأيام ذهب إلى المحطة ليأخذ القطار إلى بلدة أخرى، وكان القطار على وشك القيام، فجرى نحوه مسرعًا، ولم يكد يصل إليه حتى أُعلق باب العربة وأفلتت الفرصة.  فوقف في مكانه بُرهة ليستريح من عناء المجهود الذي بذله، وإذ به يرى سيدة أخرى فاتها القطار أيضًا وقد أصابها ما أصابه من تعب وإعياء، وهي تقول: "آه لقد أُغلق الباب.  لقد أُغلق الباب".  وكان عليهما أن ينتظرا حتى قيام القطار التالي.  فذهبت السيدة إلى الاستراحة، لكن المبشر هو المبشر دائمًا.   لقد صمم على انتهاز الفرصة للكلام مع تلك السيدة، فقال لها: "يا سيدتي، عندما يُغلَق بابٌ آخر أرجو أن تكوني في الداخل، لأنه الباب الوحيد ولا يوجد له بديل".  لكن السيدة أعرضت عنه كأنها لا تريد أن تسمع منه كلامًا، ومع ذلك، وبكل لطف وأدب، حدثها عن حالتها ومصيرها في النهاية إن هي أهملت خلاص نفسها وفاتتها الفرصة، وانقضى يوم النعمة وأُغلق الباب إلى الأبد.

   وبعد أيام كثيرة قرع بابه قارعٌ في الصباح الباكر، وطلب إليه المتحدث أن يذهب معه إلى منزل سيدة على فراش الموت تريد أن تراه.  فذهب معه مسرعًا ليرى من تكون هذه السيدة، واندهش لما تذكر أن هذه السيدة هي التي التقى بها على محطة السكك الحديدية، وقد نال منها المرض، وعلى وجهها صُفرة الموت، فلما رأته قالت له: "يا سيد، لولا كلماتك التي قلتها لي لأُغلق ذلك الباب في وجهي إلى الأبد.  إن تلك الكلمات لم تفارق ذهني قط".

   لقد دفعتها تلك الحقيقة إلى أن تبحث عن المسيح الباب الحقيقي.  ولقد دخلت منه إلى المدينة السماوية.  لقد قبلت المسيح كالطريق الوحيد للخلاص، وآمنت به ربًا وفاديًا ومحبًا، وسلمت نفسها بين يديه الأمينتين، وانطلقت في سلام لتكون معه كل حين، وذاك أفضل جدًا.

   أيها العزيز، إن نفسك غالية جدًا، ولأجلها قد سُفك دم الرب يسوع الكريم، فالفداء ليس بفضة أو ذهب أو أشياء تفنى، بل بما هو أثمن وأكرم، بدم حمل الله.  فهل تحتقر دم ابن الله؟ وهل تهمل خلاصًا هذا مقداره؟ احذر وتنبه واغتنم الفرصة، إن كنت للآن لم تعرف قيمة صليب المسيح الذي فيه خلاصك.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com