أهلاً بكم أعزائي الشباب في عددٍ جديٍد من بابكم
”لو كنت مكاني“
نشكركم لأجل تجاوبكم الرائع وردود أفعالكم المشجعة تجاه ما قدمناه في العدد السابق بخصوص رسالة صديقنا رامي الذي يريد نصيحة من جهة عمله في منتجع سياحي على بار. والآن أقدم إليكم بعضًا من مشاركاتكم التي وردت إلى صفحتناlawkontmakany على facebook :
• بيتر موريس – القاهرة كتب يقول:
"أولاً: الرب يبارك حياتك يا رامي، واضح أنك تربيت تربية مُنضبطة في بيت مسيحي، ثانيًا: هل الرب أرشدك إلى هذا الشغل؟ أكيد لا. فالإنسان المؤمن لازم يستشير الرب في كل أمر، لا سيما في الأمور الهامة. بالإضافة أنك كواحد من أولاد الله لا يليق بك أن تعمل في هذا المجال. وما ينفعش أحط نفسي في تجارب وأرجع ألوم الرب. أنا أقترح أن لا تستمر في هذا العمل، لأن اللي في النار لازم النار ها تلسعه، وأكيد لو صليت وسبت الشغل ده الرب مش ها يتخلى عنك".
• رفيق نادر كتب يقول:
"أعتقد أنه من الأفضل له أن يظل في شغله، لكن يحافظ على علاقته بالرب كي لا يتأثر بعمله، ويمكنه تغيير شغله مع أول فرصة عمل جديدة يرتبها له الرب لكي يستريح".
• وكتبت سارة الفريد من عين شمس – القاهرة تقول:
"أعتقد أنه في وسط زي ده، هو محتاج تكون شركته مع الرب قوية جدًا، لكن بكل تأكيد ها يجي عليه وقت ممكن شركته تضعف، وساعتها ها يبقى فيه متاعب ونتائج مش كويسة، فهو ممكن يسيب الشغل ده علشان الشيطان مش ها يفضل ساكت، وأنا متأكده إن الرب يقدر يفتح أبواب لا تخطر على بال ويعوضه كثير".
• وكتبت جينا الظابط – أمريكا تقول:
"أنا في كل الأحول محتاج أكون قريب من الرب وأطلب منه المعونة، أنا ما أقدرش أعيش كويس بشطارتي حتى لو وسط مؤمنين، وفيه فرق بين اللي عمله لوط في نفسه لما اختار سدوم وكان بيعذب نفسه البارة هناك بشرورها، وبين دانيال أو يوسف اللي من النظرة الخارجية كانوا مسبيين ومجبرين يكونوا في أماكن فيها شر والرب حفظهم. الحل يا أخ رامي أنك تصلي وتعرف فكر الرب ليك شخصيًا هل الرب عايزك في المكان ده ولا لأ. لو كان عايزك هناك ها يسندك روحيًا ويستخدمك كمان، ولو مش عايزك هناك أكيد ها يفتحلك باب شغل تاني"
وبعد أن قرأنا ردود بعض الشباب والشابات بخصوص رسالتك عزيزي رامي، دعني ألقي الضوء على بعض النقاط الخاصة بموضوع رسالتك، ثم أختم حديثي معك ببعض النصائح الروحية والعملية التي أصلي أن يستخدمها الرب لتشجيعك وإرشادك.
• أولاً: نقاط مضيئة في رسالتك:
o صديقي رامي، لمحت بعضًا من النقاط المضيئة في رسالتك: فأنت شاب مؤمن نشأت في وسط روحي محترم، وتعودت على حضور الاجتماعات، ولك ضمير حساس. وهذا الأساس هو الذي جعلك أمام حيرتك وتعبك تلجأ إلي الرب من خلال رسالتك إلينا لمعرفة فكره ومشيئته، وهذا نوع من الإخلاص الذي يمدحه الرب.
• ثانياً: المؤمن والعمل:
o لقد جبل الرب الإله آدم ترابًا من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار أدم نفسًا حية، ووضعه في جنة عدن «ليعملها ويحفظها» (تك 2 :15). ومن هنا نفهم أن ترتيب الله للعمل سابق للزواج (ع18 – 22)، وسابق للسقوط وما تبعه من معاناة.
o ليس في فكر الله تجاه أولاده قط أن يكونوا كسالى وفضوليين في هذا العالم. «ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ ... إِذْ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُتَمَثَّلَ بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَسْلُكْ بِلاَ تَرْتِيبٍ بَيْنَكُمْ، وَلاَ أَكَلْنَا خُبْزًا مَجَّانًا مِنْ أَحَدٍ، بَلْ كُنَّا نَشْتَغِلُ بِتَعَبٍ وَكَدٍّ لَيْلاً وَنَهَارًا، لِكَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ ... إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا. لأَنَّنَا نَسْمَعُ أَنَّ قَوْمًا يَسْلُكُونَ بَيْنَكُمْ بِلاَ تَرْتِيبٍ، لاَ يَشْتَغِلُونَ شَيْئًا بَلْ هُمْ فُضُولِيُّونَ. فَمِثْلُ هؤُلاَءِ نُوصِيهِمْ وَنَعِظُهُمْ ... أَنْ يَشْتَغِلُوا بِهُدُوءٍ، وَيَأْكُلُوا خُبْزَ أَنْفُسِهِمْ» (2تس3: 6-15).
• كيف يتعامل المؤمن مع العمل ؟
المؤمن الذي يعمل هو وكيلٌ مُؤتَمَن في عمله، وقد علَّمنا الكتاب أنه «يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا» (1كو4 :2). فمع الأهمية القصوى للدرجات العلمية والمؤهلات والخبرات التي يتطلبها سوق العمل، فإن لم يتحلَّ الموظف بالأمانة فكل ما سبق سيصبح بلا قيمة. فكم رأينا في الشهور الماضية مسئولين ووزراء ومديرين في أجهزة الدولة حاصلين على أعلى الدرجات العلمية والخبرات، ولكن افتقارهم للأمانة جعلهم خلف القضبان وربط أسماءهم بالخيانة والعار. فالمؤمن البواب الأمين (مثل مردخاي أو غيره من المعاصرين) لهو أشرف من الوزير(هامان أو غيره من المعاصرين). والله هو الذي يُعيِّن وظائفنا، وسيقول لكل واحد: «أعط حساب وكالتك».
والحافز للمؤمن أنه يرضي الرب الذي يراه، «لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح ... خادمين بنية صالحة كما للرب، ليس للناس» (أف 6 : 5 -7).
• ما هي طبيعة العمل الذي ينبغي أن يعمله المؤمن؟
ينبغي أن نعرف أننا كمؤمنين لا نستمد قيمتنا من أعمالنا وإنما نضيف قيمةً لأعمالنا. فالعمل يتشرف بالمؤمن وليس العكس. فيمكننا أن نرى مؤمنًا يشغل مركزًا رفيعًا، أو أن نراه موظفًا بسيطًا. لكن القاسم المشترك في هذا أن نوع العمل يجب أن يكون عملاً حسنًا وصالحًا يمجد الله ويعود بالنفع على الآخرين. لذلك يوصي الرسول بولس تيطس قائلاً: «ذكِّرهم أن يخضعوا ... ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح ... لكي يهتم الذين آمنوا أن يمارسوا أعمالاً حسنة. فإن هذه الأمور هي ... النافعة للناس» (تي3 : 1 ، 8).
وعلى هذه القاعدة الكتابية أريدك أن تقيس طبيعة عملك يا صديقي رامي فيتبيَّن لك إن كان عملك يرضي الرب أم لا؟ فدعني أقول: هل في تقديم الخمور فائدة للناس ومجدًا لله؟ الإجابة طبعًا لا. ولا تنسَ أننا شهادة للرب أمام العالم الذي لا يعرف المسيح، فهل هذا العمل يُشرِّف الشهادة أم يُهينها؟ هل هو ثقل أم معونة في حياتك الروحية؟ هل هو عثرة أم بركة للآخرين؟ هل تستطيع أن تصلي وتطلب البركة على ما تفعله؟ هل جو هذا العمل يوافق مَنْ ينتسب للمسيح؟ يقول بولس: «ليس كل الأشياء توافق».
o ماذا ينبغي أن تعمل إذن؟
o ينبغي أن تضع في قلبك أن هذا العمل هو عملٌ مؤقت وليس عملاً دائمًا، وأن هذه الوظيفة ليست هي الوظيفة المناسبة التي ينبغي أن تقضي باقي حياتك فيها.
o صلِّ إلى الرب بتذلل أن يفتح لك بابًا آخر لعملٍ يمجد الله وينفع الناس ويُشرِّف الشهادة.
o بعد الصلاة حاول أن تطلب من المسؤولين تغيير عملك من البار إلى أي عمل آخر في القرية السياحة، أو حاول البحث، وأنت متكل على الرب، عن عملٍ ذو طبيعة مختلفة في مكانٍ مختلف. وتأكد أن الله الذي يلاحظ أشواق قلبك ورغبتك في إكرامه، لديه من أبواب العمل ما لا يُحصى ولا يُعد، وهو وحده الذي يفتح ولا أحد يغلق. ولكن أقول لك أن هناك عددًا كبيرًا من المؤمنين الأتقياء يعملون في مجال السياحة ويحتفظون بشهادة لامعة. فليست المشكلة في المكان وإنما في حالة القلب ونقاوته، وما يصلح لمؤمن قد لا يصلح أبدًا لمؤمن آخر.
***
والآن دعوني يا أحبائي أعرض لكم رسالة أخرى وردت إلى بابنا من الصديق إيهاب، كتب يقول:
"مش عارف أبدأ كلامي إزاي، بس فعلاً أنا محتاج مساعدتكم.
أنا اسمي إيهاب، وأنا مؤمن ولي علاقة بالرب يسوع المسيح. بعد أن أكملت دراستي بتفوق واتخرجت سافرت لإحدى الدول العربية علشان أشتغل وأكوِّن نفسي، وفعلاً الرب أكرمني جدًا فوق ما كنت أتخيل، وبعد كده قررت إني أرجع مصر علشان أستقر وأرتبط بإنسانة مؤمنة تشاركني حياتي. وبالفعل لما رجعت وصليت علشان الموضوع، وبدأت أهتم وأبحث، وبمساعدة بعض الإخوة المؤمنين، تعرفت على زوجتي وتقابلنا وقبلنا بعض بسرعة، وبعد فترة خطبة قصيرة تزوجنا، والحق يقال أنها كانت زوجة مثالية، أبهجت حياتي وأسعدتني وشكرت الرب لأجلها كثيرًا.
المشكلة إنني كنت أثناء فترة الخطبة أرسم مستقبل حياتنا بطريقة مُعيَّنة من ناحية الدخل والمصاريف والسفر، وطبيعة وحدود العلاقة مع الأهل والأصدقاء، وميعاد إنجاب الأطفال وعددهم، وكنا متفقين، ولكن بعد الزواج اصطدمتْ كل خططي هذه بالواقع، فاكتشفت أن لزوجتي طريقة تفكير مختلفة، وتقييمها للأمور والمواقف أيضًا مختلف، بالرغم من أنها إنسانة مؤمنة وتقية جدًا. لكن هذا أثار بعض الخلافات بيننا، وده بينعكس على سلام البيت. مش عارف إحنا ليه بنختلف بالرغم من إني متأكد إنها هي الإنسانة اللي عينها الرب لي . أرجوكم ساعدوني - إيهاب
• إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى إيهاب، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
• أرسل تعليقك أو نصيحتك فيما لا يزيد عن خمسة أسطر أو 80 كلمة، كما لو كان لديك مشكلة أيضًا أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنك الكتابة على أحد العناوين التالية:
• " لو كنت مكاني" - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة
• أو أرسل لنا على البريد الالكتروني ayad.zarif@gmail.com
• أو انضم إلى الجروب lawkontmakany على الـ facebook
• أو إرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 0106650876
المحب في المسيح