عدد رقم 3 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
زين الشباب  

قديمًا طلب نبوخذ نصر «فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ» (دا 1: 4)، وقد صادفه شاب ورفقاؤه الثلاثة، كانوا – كما تصفهم الكلمات السابقة - “زين الشباب” ونموذجًا رائعًا لرجال عاشوا حياتهم كما ينبغي أن تُعاش.  مرَّت عليهم العصور وكَرَّت، تغيَّرت الممالك وتبدَّلت، طحنتهم الظروف وعصفت بهم التحديات، جلسوا على كراسي حُكم وطُرحوا في أتون وجُب؛ وهم كما هم: “زين الشباب” من صباهم وحتى الشيخوخة!!

وأنا أتمنى لك، عزيزي القارئ، أن تكون من “زين الشباب”، «نَاجِحًا وَصَحِيحًا» (3يو2) أينما وطأت قدماك، تحت أي ظروف وضغوط؛ مؤهَّلاً، بالبركات مُحمَّلاً، لمجد الله مُستخدَمًا.  ولأن في دانيآل ورفقائه الثلاثة الكثير من الملامح الجميلة، التي يجدر توفرها في كل “شاب زين”، بعضها كثيرًا ما سمعنا عنه، والبعض الآخر أقل شهرة؛ فإني أدعوك لأن تُبحر معي في هذا السفر النفيس ليس لدراسة نبوية – وإن كان بحق يستحق في أيامنا هذه خاصة - لكن لنستخرج بعضًا من هذه الملامح؛ فنتعلَّم منهم، ومن أفاضل آخرين معهم، دروسًا لبناء حياتنا.

ولعلَّه من المناسب للظروف التي نمر بها الآن أن نبدأ بهذا الملمح عن “الشاب الزين”، أنه:

مواطن صالح

عاش أصدقاؤنا في بلاد غريبة توطنوا فيها وهم بعد فتيانٌ، استمروا هناك إلى آخر العمر، وطوال إقامتهم هناك كانوا مثالاً طيبًا للمواطن الصالح (بتعبير أيامنا).  ويمكننا أن نرى ذلك في مظاهر كثيرة، أذكر هنا بعضها؛ مثل:

مُصلٍّ من أجل البلاد

كان دانيآل رجل صلاة بصفة عامة، وقصة حياته مليئة بالصلوات النموذجية التي يجدر بنا التعلم منها.  وفي حادثة النهي عن الطلب من إله أو إنسان، يقول الكتاب إن دانيآل «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ يَطْلُبُ طِلْبَتَهُ» (6: 10، 13).  لماذا ثلاثة؟  ربما يصحّ التصور أنه كان يصلي واحدة من أجل الله ومجده وأورشليم (ص9)، وأخرى لحمايته وشهادته هو وآخرين (ص2)، والثالثة للبلاد التي يقيم فيها.  كيف لا وهو متعلِّم من كلمة الله، وقد تعلَّم من سابقة، إرميا، ما قاله الرب «وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ» (إر 29: 7)، ولا شك أنه كان لصلاة دانيآل وأمثاله بالغ الأثر في سلام الممالك التي عاصروها.

عندما تأزمت الأمور في الأشهر القليلة الماضية في بلادنا، صلينا كلنا وبحرارة؛ راودني فكر أن الرب يلزمنا بأن نصلي لبلادنا الصلوات التي قصَّرنا فيها أمدًا طويلاً بصورة مكثفة هذه الأيام؛ فهل تشاركني الرأي؟  أعتقد أننا في حاجة لمراجعة دقيقة لوصية الكتاب الواضحة «فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ؛ لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ» (1تي 2: 1-3)، وألفت نظرك فقط إلى تعبيرين في غاية الأهمية في هذا الجزء هما: «أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ»، فهي أولوية، «حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ»، ولها إذن الأفضلية!!  فهل يحتاج الأمر إلى تعليق؟!  بل يحتاج إلى تحريض، فرديًا وجماعيًا.

أمين ومتقن العمل

عندما أراد الأشرار اصطياد خطإٍ في عمل دانيآل؛ علَّهم به يتمكنوا من إقصائه عن منصبه ومنافستهم، يسجِّل الكتاب أنهم «لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ» (6: 4).  وقبل أن أستدرك أودُّ تأكيد أن عمله كان غاية في الصعوبة والحساسية؛ فقد كان وزيرًا من ثلاثة، يشرفون إشرافًا تامًا على 120 حاكمًا إقليميًا (محافظ بلغة اليوم).  فمن حيث الصعوبة: كم من الحسابات كان ينبغي أن يراجعها، والقرارات التي يجب أن يتخذها، والسفرات والجولات والمقابلات والمناوشات، وما إلى ذلك.  ومن حيث الحساسية نعلم – اليوم أكثر من ذي قبل - أن المراكز الرفيعة عُرضة للأخطاء الكبيرة، والهفوات القاتلة، والتجربة في النزاهة.  على أنه يبقى التقرير عن دانيآل «كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ»!  وبالطبع ليست الأمانة والتفاني في العمل وإتقانه مطلوبة من أصحاب مثل مركز دانيآل فقط، بل حتى من واحد كمردخاي كان يعمل بوابًا (أس2).  

هل تعرف مفتاح هذه الأمانة في العمل، الذي يصفه البعض بـ“الزمني”؟  أرى وكأن هؤلاء قد تعلموا في السريرة حكمة؛ فأطاعوا أمرًا مُعلنًا لنا نحن في العهد الجديد وللأسف نقصِّر في طاعته: «أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ (فِي كُلِّ شَيْءٍ) بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ.  لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ (خَائِفِينَ الرَّبَّ)، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ، لَيْسَ لِلنَّاسِ.  عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ (لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ.  وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ)، عَبْدًا كَانَ أَمْ حُرًّا» (قراءة متوازية بين أف6: 5-8؛ كو3: 22-25؛ انظر أيضًا 1بط2: 18).  لنصحِّح مفهومنا عن وظائفنا ومهامنا (“العمل الزمني”) لنعمله على أنه «لِلْمَسِيحِ... مَشِيئَةَ اللهِ... تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ»، ولنعمله لإرضاء الرب لا الناس، ولننتظر المكافأة منه وحده.  وإن عمل المؤمنون الحقيقيون بالمسيح في مصر هذا، فثق أن حال البلد سيتبدل صعودًا.

ولأختم هذه النقطة بفكرة أتركها معك: إن لم نكن أمناء في دراستنا وأعمالنا وبيوتنا وحياتنا اليومية؛ فلا مجال للحديث عن الأمانة الروحية، والأمانة في الخدمة، والأمانة على أمور الله؛ فالأمين في القليل هو من نتوقع منه أن يكون أمينًا في الكثير (لو 16: 10).

مهتم بالآخرين

لم يكن دانيآل من المتقوقعين على أنفسهم، بل كان مهتمًا بالآخرين.  ففي أزمة طلب نبوخذ نصر من الحكماء أن يعلموه بالحلم وتفسيره، إذ حكم عليهم بالموت، ذهب دانيال «وَأَعْلَمَ حَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلهِ السَّمَاوَاتِ مِنْ جِهَةِ هذَا السِّرِّ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ دَانِيآلُ وَأَصْحَابُهُ مَعَ سَائِرِ حُكَمَاءِ بَابِلَ» (2: 17-18)، لقد اهتموا حتى بالمنافسين، وأستبعد أن جميعهم كانوا يبادلونهم المشاعر النبيلة.  وعندما كُشف له السر دخل إلى أريوخ قائلاً: «لاَ تُبِدْ حُكَمَاءَ بَابِلَ» (2: 24)، وليس “لا تُبِدني” أو “لا تُبدنا (أنا ورفقائي الثلاثة”)؛ فقد كان يهمُّه خير الآخرين، وإن اختلفوا معه في الرأي، أو في منهج الحياة، أو حتى في الدين.  بل حتى في ترقيته طلب من أجل زملائه (2: 49).

وُلدنا في مجتمع قال عنه رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، وهو مصري الجنسية، في كتابه “ثقوب في الضمير”، إنه يتميز بالانكفاء على الذات؛ أي أن كل واحد يهتم بما لنفسه، ولأسرته، أو على أكثر تقدير بما للمجموعة التي ينتمي إليها؛ أما من يعتبره “الآخر” فلا يجد مكانًا في حسبانه.  أما كلمة الله، وهي الأبقى والألزم، فتعلِّمنا العكس.  ففي حياة المسيح في مُجملها، والتي ترينا الإنسان بالنموذج الذي يريده الله؛ نرى إنسانًا «لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ»، لم يعِش للحظة من أجل ذاته.  وفي التحريض الصريح للمؤمنين في رومية، يقول الرسول بصدد ذوي الضمائر الضعيفة والذين لهم أفكار وقناعات مختلفة طبقًا للنور الذي عندهم: «فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ لأجل البنيان»، بل وأكثر من ذلك «فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، ولا سيما أهل الإيمان» (رو15: 2-3؛ غل 6: 10؛ اقرأ أيضًا 1كو 10: 24)، وحري بنا الاستماع لمثل هذا التحريض.  وبالطبع نحتاج إلى الحكمة النازلة من فوق، وليس الحكمة الأرضية، ونحتاج إلى قيادة الروح القدس لكي نتصرف التصرف الصحيح في الوقت الصحيح.  

صدقني يا صديقي، إن اهتمامنا بذواتنا هو علّة كل تقصيراتنا وأخطائنا، وسبب كل أمراضنا الروحية التي تعِبنا منها؛ فهل تُقنا لحياة مثل المسيح الذي أحب من أبغضوه، وغفر لمن صلبوه؟!  «إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو12: 24).

شجاع حكيم

كان أصدقاؤنا الأربعة من الشجعان بقدرٍ يندر وجوده، ولم يكن منهم منافق مداهن، ولا هيّاب في قول الحق، ولا خاف واحد منهم يومًا أن يعلن إيمانه وقناعاته المبنية على الحق.  فلقد جاهر الفتية بإيمانهم (ص3)، وأعلن دانيآل لنبوخذنصر الرسالة كاملة دون وجل «هذَا هُوَ قَضَاءُ الْعَلِيِّ الَّذِي يَأْتِي عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ... لِذلِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، فَلْتَكُنْ مَشُورَتِي مَقْبُولَةً لَدَيْكَ، وَفَارِقْ خَطَايَاكَ بِالْبِرِّ وَآثَامَكَ بِالرَّحْمَةِ لِلْمَسَاكِينِ، لَعَلَّهُ يُطَالُ اطْمِئْنَانُكَ» (ص4)، وما أروع الشجاعة الأدبية التي بها واجه بيلشاصر بعد ذلك (5: 17-29)!

على أن طريقتهم في التعبير عن رأيهم كانت رائعة، صدقوني أنها كانت مسيحية أكثر من مسيحيي أيامنا، مع كونهم عاشوا قبل المسيح!!  فرغم تأكدهم من موقفهم، وشجاعتهم، ويقينهم في إلههم الذي لم يخب لحظة؛ إلا أنهم لم يكونوا يومًا متبجحين، أو عنفاء، أو مضادين للسلطة، أو فوضويين، وقطّ لم يعتنقوا مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”.

فعندما أرادوا ألا يتنجسوا بأطايب الملك (ص1)، يقول الكتاب إن دانيآل «طَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ»، لقد سلك التسلسل القانوني الطبيعي.  وحتى طلبته هذه كانت بمنتهى المنطق الواعي والأدب الراقي «جَرِّبْ عَبِيدَكَ (يا للاتضاع!) عَشَرَةَ أَيَّامٍ... وَلْيَنْظُرُوا إِلَى مَنَاظِرِنَا أَمَامَكَ... ثُمَّ اصْنَعْ بِعَبِيدِكَ كَمَا تَرَى (يا للتسلسل المنطقي البديع!)».  وليس غريبًا أن يصادق الله على مثل هذه الطريقة؛ فـ«أَعْطَى اللهُ دَانِيآلَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ... (ثم) أَعْطَاهُمُ اللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ».

وعندما كان اختيار الرجال الثلاثة بين إرضاء الله وإرضاء الملك، لم يترددوا في اختيار الأولى معلنين أنه «لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ»، على أنهم لم يسيئوا إلى نبوخذنصر في شخصه، ولم يُسقطوا عنه لقب «أَيُّهَا الْمَلِكُ»، مع كونهم أصروا «أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ».  أعلنوا ما أرادوا وصمتوا منتظرين عمل إلههم، وقد فعل ببأس.

ليتنا نتعلم أن نقول الحق، بالطريقة الحق.

وماذا إذا اضطُهد؟

سؤال تطرحه الظروف قطعًا.  أوَ لم يُضطهد الرجال الثلاثة في قصة السجود للتمثال (ص2)، وألا تعتبر ما تعرَّض له دانيآل من مؤامرات محبوكة رمت به إلى جب الأسود اضطهادَا (ص6)؟  فماذا كان موقفهم؟

من ناحية لم يخُن أحدهم الحق قَطّ، ولم يلن عزمهم في سبيل العيشة حسبه, ولم يفكر أي منهم في تقديم تنازلات فيه.  كما أنه لم يلجأ واحد منهم للمنافقة والمداهنة أو حلول الوسط يومًا.  لكن، من الناحية الأخرى، لم يُسئ واحد منهم لخصم (كان يمكن لدانيآل، وهو ذكي في مركز عظيم أن يرد المؤامرة بمؤامرة ويعتبر أنه في موقع الدفاع عن النفس)، بل بقوا على ما هم عليه من صفات حميدة تجاه المجتمع الذي عاشوا فيه، واستمروا نافعين ناجحين.  

يعلِّمنا الكتاب أن ننتهج أسلوب الفعل لا ردّ الفعل؛ أي أننا نتحرك بناء على مبادئ عميقة داخلية تعلِّمها كلمة الله، ولا نتصرف كرد فعل لطريقة تصرف الآخرين.  بل إن الكتاب يوبِّخنا إن أحببنا فقط من أحبونا وأحسنّا فقط لمن يُحسن إلينا.  فتعالوا “نحب”..“نبارك”..“نُحسن”..“نصلي” من أجل الجميع، بغض النظر عن توجهاتهم أو حتى طريقه معاملتهم لنا؛ لكي نكون كاملين مثل أبينا السماوي (مت5: 43-48).

*  *  *  *

يعوزني الوقت لو تكلمت في هذا المجال عن ملامح فُضلى أخرى كثيرة في هذا الصدد؛ مثل حُسن السمعة (4: 9؛ 5: 14)، وعفة النفس (5: 17)، والتطور والتقدم (1: 17-20؛ 6: 3)، وعدم نسب الفضل لنفسه (2: 27-28، 47-49).  وأدعوك لقراءة القصة من جديد من هذا المنظور، ولتكن مواطنًا صالحًا، بمفهوم كلمة الله؛ فهذا مرضيٌ عنده.

وإلى لقاء إن تأنى الرب.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com