عدد رقم 6 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أسألك فتعلمني  

س1: أنا شاب مؤمن لكني مغلوب من خطية معينة بصورة متكررة، هل يحق لي الاشتراك على مائدة الرب؟

ج: هذه المشكلة يعاني منها قطاع كبير من المؤمنين الأحداث خاصة في مرحلة الشباب المبكر. وهذه حالة مرتبطة بالطفولة الروحية والافتقار إلى النضوج والخبرة في فهم أساليب العدو، وخصائص الجسد، وفي فهم دور الروح القدس في تحقيق العتق وحياة النصرة.  ويجب أن نعرف أن كل مؤمن عنده نقطة ضعيفة في كيانه.  والعدو بخبرته الطويلة مع نوعيات مختلفة من البشر، في أعمار مختلفة وظروف نفسية واجتماعية مختلفة، يعرف هذه النقاط الضعيفة ويشدد الهجوم عليها.  لهذا يحدث الفشل والسقوط المُتكرِّر.

والرب يسمح بذلك لكي يُعلِّم المؤمن فساد الجسد وعجزه، لكي يطرح كل ثقة ورجاء فيه.  وعندما يكون الشخص مُخْلِصًا فإنه يشعر بالحزن واليأس كلما سقط في الخطية.  ويصلي ويجاهد محاولاً تحقيق الانتصار، لكنه يعود ويسقط مرة ومرات.  ويعتريه الشك في إيمانه وفي إمكانية الحياة الروحية الناجحة والمنتصرة.  إنه بحسب رغبات الطبيعة الجديدة ينفر من الخطية ويشمئز من نفسه عندما يفعلها.  لكنه يرى في أعماقه قوة أخرى تحركه وتقوده مقهورًا لفعل الخطية.  إنه كمولود من الله يُسر بناموس الله، لكنه يصطدم بعنفوان الجسد ورغباته الشريرة التي لا يستطيع أن يسيطر عليها بقوته الذاتية.  وهذا ما نراه في رومية 7.

ومع تكرار الفشل يزداد الشعور باليأس ويقول مع من قال: «ويحي أنا الإنسان الشقي مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت».  إنه جسد نشيط في فعل الخطية، لكنه ضعيف ومائت بإزاء فعل إرادة الله.  وقد يصل هذا المؤمن في بعض الأحيان، مع تكرار السقوط، إلى حالة من التبلد في الضمير نتيجة اليأس.  ويصير الأمر زهيدًا  أن يعمل الشر في عيني الرب، خاصة إذا سارت الأمور دون مشاكل كبيرة.  إنه، بصفة عامة، مختل الاتزان في هذه المرحلة، ويحتاج أن يتحول عن نفسه إلى الرب، ويعرف مركزه كمؤمن في المسيح، ويعرف فاعليه دم المسيح وكفاية عمله كالشفيع في العرش عندما يخطئ.  ويعرف الطريق إلى العتق والنصرة من خلال الروح القدس. وعليه أن يوجد في مجال عمل الروح القدس لتتحقق هذه النصرة فيه بصفة دائمة، أي يبتعد عن كل المؤثرات النجسة من جهة المشاهدات والقراءات والمعاشرات ويعيش في أجواء روحية نقية ويربط نفسه بأشخاص روحيين وتكون له اهتمامات روحية مقدسة. وعندما يسلك بالروح ويكون في هذا الجو الملائم، فإن الروح سيقف ضد الجسد ويكبح جماح ورغبات الجسد.

وبالطبع خلال هذه الفترة من الصراعات وعدم الاتزان لا يصلح أن يشترك على مائدة الرب.  حيث ستكون المائدة ثقلاً على ضميره، تضيف إلى شعوره بالاضطراب والقلق واليأس مزيدًا من الخوف والحزن، بدلاً من أن تكون سبب بركة ومعونة وتشجيع لنفسه.  إنه ليس في وضع يجعله فرحًا أمام الرب ويُعيّد بذكرى موته. 
ومن الأفضل جدًا أن يتأنى في هذه الخطوة حتى يصل إلى حالة مستقرة من راحة القلب والضمير، والفهم لكفاية عمل المسيح ومعرفة الطريق إلى الحرية والعتق، حتى يستمتع بممارسة عشاء الرب وبامتياز الوجود على مائدة الرب.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com