في مساء يوم الخميس الموافق 6 أكتوبر 2005، انطلق ليكون مع المسيح خادم الرب الأمين: الدكتور زكريا عوض الله إبراهيم، عن عمر يناهز 88 عامًا، قضى منها حوالي سبعين سنة في علاقة وشركة حقيقة مع الرب. كانت حياته حافلة بالخدمة النشيطة التاعبة والمضحية لأجل الرب الذي لأجله كل تضحيةٍ تهون.
والراحل العزيز كان شخصًا متعدد المواهب. ومن ضمن مواهبه كتابة الترانيم الروحية، والقصائد الشعرية. وقد استثمر هذه المواهب لمجد الرب وبركة القديسين.
تعالوا نلقي نظرة سريعة على حياة هذا البطل، كما تعلمنا كلمة الله: «اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم» (عبرانيين 7:13).
أولاً: الأب
كان الدكتور زكريا أبًا لخمسة أبناء، ربَّاهم جميعًا بتأديب الرب وإنذاره. وكافأه الرب بأن صاروا جميعًا في الإيمان. وكذلك أحفاده أيضًا، ولم تقتصر أبوته على أبنائهِ وأحفادهِ فقط، بل أظهر عواطف الأبوة الجيّاشة وقدَّم التشجيع لجميع المؤمنين في الكنائس التي كان يزورها، وانطبق عليه ما قالهُ الرسول بولس عن نفسه: «كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده، ونُشجعكم، ونُشْهِدُكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجدهِ» (تسالونيكي الأولى 11:2).
ثانيًا: الخادم
نستطيع أن نلاحظ صفات الخادم في هذا الإناء الذي شَكّله الفخاري الأعظم: الطاعة، والوداعة، والاجتهاد، واحتمال المشقات في طريق الخدمة دون تذمر أو شكوى. بل كان مترفقًا بالجميع، وكان التعفُّف صفة بارزة في حياته أيضًا. وكانت خدمته تتميز بالبساطة في تقديم الحق الكتابي الذي كان يعيشه قبل أن يُعلِّم به.
ثالثًا: الموهبة
لقد أعطاه الرب وزنات عديدة فكان يستخدم وزنة الرسم في رسم لوحات على القماش الأبيض للموضوعات الكتابية، وكذلك بعض الأسفار أيضًا، وكان يحملها معه في زياراته للاجتماعات والبيوت ليساعد عن طريقها المؤمنين المبتدئين، وكذلك الأطفال في فهم الموضوعات والحقائق الكتابية.
أعطاه الرب أيضًا موهبة فذة في كتابة الترانيم الروحية العميقة التي استمد أفكارها ومعانيها من علاقته الشخصية بالرب والكتاب المقدس. كان أيضًا كاتبًا ماهرًا للشعر، كتب مئات القصائد القوية في كل المناسبات التي تستلزم القصائد الروحية، وإلى كل المجلات المسيحية عندما كان يُطلب منه ذلك.