عدد رقم 5 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الملاءة العظيمة  

«فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة ..
وكان فيها كل دواب الأرض .. ثم ارتفع .. إلى السماء»
   (أع 11:10، 16)

إن الرؤيا التي رآها بطرس لها مدلول خاص، فهي تحكي لنا كيف أن الله يستطيع أن يُطهِّر ما هو بالطبيعة نجس، فنحن نرى فيها صورة الإنجيل وبشارة النعمة، التي أتت من السماء المفتوحة، والتي حوت بين ثناياها الكثيرين، ومنهم الأمم الذين حسب الطقس اليهودي هم نجسون، فهي نعمة أتت من السماء متجهة إلى جميع سكان الأرض، ولفترة محدودة، وبعد ذلك تعود إلى السماء حاوية في ثناياها كل مَنْ دخلوا إليها في زمان النعمة أو في سنة الرب المقبولة.

كانت والدتي تحكي لي اللحظات الأخيرة في حياة والدي قبل أن يرقد، وكان دائمًا يُكرِّر هذه العبارة: «ملاءة عظيمة .. مُدلاة إلى الأرض .. فيها كل دواب الأرض والوحوش .. و .. و .. ».  وكانت الذاكرة تخونه، فلا يلبث أن يكرر نفس العبارة ثانية وثالثة ولا يستطيع أن يذكر كل المخلوقات التي احتوتها الملاءة.  وهنا انحنى أحد الإخوة على أذن أبي قائلاً: يا جون، إن باقي الآية تقول: «والزحافات» وهنا كاد والدي يستفيق، فقال: نعم «زحافات»، هكذا كنت أنا، لقد زحفت ودخلت إلى دائرة النعمة، إني فقير لا أصلح لشيء، إنني مثل «الزحافات» ولكني زحفت ودخلت، لقد خلصت بالنعمة.

أخي القارئ، أختي القارئة، ليس مهمًا مستواك الاجتماعي، حتى لو كنت ممن يُنظر إليهم أنهم "على هامش المجتمع"، مهما كانت حالتك لا يُرجى منها، مهما كانت حالتك رديئة في نظر الناس أو في نظر نفسك، مهما كانت درجة فسادك، فإن هذا الإناء الذي على شكل ملاءة قد نزل من السماء خصيصًا لك.  إذا وثقت في المسيح لخلاص نفسك، فأنت مهيأ لأن تزحف وتدخل إلى ملاءة النعمة، فتعود إلى السماء مستمتعًا بالمجد وتكون السماء هي مكانك.

 
كما أنا آتي إلى
إذ قلت نحوي أقبلا
يا رب إني آثم
إني إليك أقدم
فادي الورى مستعجلاً
يا حَمَل الله الوديع
فليغسلن قلبي الدم
 يا حَمَل الله الوديع

       
      
      
     

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com