عدد رقم 2 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تيتانك البحر الأحمر  

كارثة غرق العبارة السلام 98

نقلت وكالات الأنباء عبر الأثير والقنوات الفضائية خبرًا مفجعًا عن كارثة إنسانية مروعة وهى غرق العبارة المصرية السلام 98 في مياه البحر الأحمر مساء الخميس 2/2/2006 وكان على متنها نحو 1422 راكبًا.
وتعتبر مأساة العبارة السلام 98 هي الأكبر منذ غرق السفينة الشهيرة "تيتانك" شمال المحيط الأطلسي عام 1912 والتي غرق فيها أكثر من 1500 شخص.

الدروس المستفادة

  1. الحوادث في العالم لا تحدث مصادفة، بل إن الله هو المسيطر على الأحداث في كل مكان في العالم، وهو الذي يسمح بها لكي يعلمنا دروسًا عن المصير والمستقبل الأبدي  من خلال حوادث الموت المفاجئ.
  2. الرب هو صاحب  السلطان على البحر، فالبحر يخاف منه ويطيعه.  فهو في العهد القديم شق الغمر فإذا طريق، وفي أيام جسده عندما حدث نوء ريح عظيم قام وانتهر الريح وقال للبحر: اسكت ابكم! فصار هدوء عظيم (مر 37:4- 41).
  3. البحر رمز للأشرار في هيجانهم: «أَمَّا الأَشْرَارُ فَكَالْبَحْرِ الْمُضْطَرِبِ لأَنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْدَأَ، وَتَقْذِفُ مِيَاهُهُ حَمْأَةً وَطِينًا. لَيْسَ سَلاَمٌ، قَالَ إِلهِي، لِلأَشْرَارِ» (إش20:57، 21)
  4. البحر رمز للعالم في اضطرابه: قال الرب يسوع في سياق كلامه عن علامات ظهوره للعالم: «وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَعَلَى الأَرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بحَيْرَةٍ. اَلْبَحْرُ وَالأَمْوَاجُ تَضِجُّ، وَالنَّاسُ يُغْشَى عَلَيْهِمْ مِنْ خَوْفٍ وَانْتِظَارِ مَا يَأْتِي عَلَى الْمَسْكُونَةِ» (لو25:21- 27).
  5. البحر الهائج يرمز إلى عدالة الله وغضبه: وليس من يُهَدِّئ عجيج البحر إلا الرب يسوع.  ونرى ذلك رمزيًا في قصة يونان النبي عندما حدث نوءٌ عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر، وقال البحارة ليونان: ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟ فقال خذوني واطرحوني في البحر.  وعندما طرحوه وقف البحر عن هيجانه.  وهذا يرمز إلى الرب يسوع الذي نزل إلى أعماق بحر عدالة الله الهائج ليسكت عنا إلى الأبد. «جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ» (يون3:2)، «وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق. عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي» (مز88: 7،6)،
  6. رغم اندلاع حريق هائل في الطوابق السفلية للعبارة لكنها ظلت مبحرة لساعات قبل وقوع الكارثة والنيران مشتعلة.  أفراد الطاقم حاولوا أن يقللوا من أهمية المشكلة وقالوا: "لا تقلقوا.. سنخمدها".  ونتعلم من كلمة الله أن العالم مقبل على كارثة لا محالة.  فإن الحريق الشامل قادم عندما يأتي اليوم «الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» (2بط3: 10).  والشيطان الآن يُشكِّك الناس في صدق أقوال الله قائلاً: "لا نار ولا دينونة.  اطمئنوا .. سنتغلب على كل المشاكل والمصاعب" .. إنه يحاول إخماد صوت الله المُنذر بقرب نهاية كل شيء حيث مجيء الرب الذي اقترب جدًا، وبعد أن يندك العالم بضربات غضب الله، يأتي اليوم الموعود الذي فيه سيُستعلن الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته «فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ» (2تس1: 9,8).
  7. ظلت العَبَّارة تُبحر لمدة ساعتين وهى مائلة على جانبها، ثم انقلبت على جانبها وغرقت خلال 5 دقائق، وقال الناجون من جحيم العبارة المنكوبة إنهم قضوا أكثر من 22 ساعة بين الأمواج العاتية والظلام الدامس والرياح الشديدة وهم يصارعون الموت.  هذه كانت النهاية لكل اطمئنان كاذب ووعد غير صادق.  

مشهد مؤثر للغاية

شاهد عيان لا ينسى المشهد الذي رأى فيه الأب وهو يضع فوق ابنه الذي لا يتعدى عمره 3 سنوات سترة النجاة وتركه في مياه البحر، بينما بقى هو وزوجته بدون سترة نجاة وغرقا سويا وضحيا من أجل ابنهما.  لقد فقد هذا الطفل والديه وبقى هو على قيد الحياة بعد أن قام أحد الناجين بمساعدته على استكمال إنقاذه فظل يصارع الأمواج لمدة 30 ساعة حتى تمكنت قوارب الإنقاذ من انتشاله.

إننا نتعلم من هذا المنظر درسًا عن الحب والتضحية، البذل والعطاء.  ومنذ ألفي عام حدث منظر أعظم بما لا يقاس في الصليب، عند الجلجثة، حيث كان الرب يسوع باذلاً نفسه لأجلنا وأطاع حتى الموت موت الصليب.  هنا نرى أعظم محبة وقمة التضحية «الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو 32:8) «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو5: 8).

عندما يكبر هذا الطفل ويعرف حقيقة ما حدث سيظل ممنونًا لوالديه طول العمر.  ونحن من الآن لا يسعنا إلا أن تنحني قلوبنا للرب معترفين بفضله العظيم، ذاك الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا.

وأخيرًا أختم حديثي عزيزي القارئ بالإشارة إلى:

غرق أول أعظم سفينة في العالم  (تيتانك)

في 15/4/1912 توقف الإرسال الإذاعي ليعلن المذيع فجأة هذا الخبر الأليم في نشرة الأخبار عن اصطدام أعظم سفينة بُنيَتْ في العالم بجبل ثلجي وهي تعبر المحيط، حيث كانت في رحلة من ليفربول إلى نيويورك عبر المحيط الأطلنطي، كان على متنها 2200 شخصٍ بين رجال ونساء وأطفال، وقال مهندس السفينة العملاقة ومصممها أنها غير قابلة للغرق، ولا يقدر أحد أن يغرقها، لكنها غرقت بالكامل وغاصت في أعماق المحيط.

وقد ذكر أحد المعقبين قائلاً "إن الحقيقة الأليمة في هذا الحادث أن السفينة غرقت بعد 15 ساعة من إنذارات الراديو، وقد كانت الآلات تسير بسرعة فائقة وكان ملاحوها يلهون ويرقصون، ولم يكن أحد منتبهًا إلى الجبل الثلجي الجاثم في بطن المحيط".

وفي سنة 1915 وقف شاب اسكوتلاندي في اجتماع وقال: "كنت على ظهر التيتانك عندما اصطدمت بالصخرة الثلجية، كنت أصارع الأمواج على سارية خشبية في الليل البارد، وإذا بالموجة تدفع إلى جانبي واحدًا من رجال الله هو المستر "جون هاربر" كان هو أيضًا يصارع الموت بقطعة خشب من ألواح السفينة وصاح لي قائلاً: هل أنت مُخلَّص يا صاحب؟" فقلت: كلا، فدفعه الموج بعيدًا عنِّي، فقال لي والموجة تجرفه: "آمن بالرب يسوع.  بعد دقائق دفعته الأمواج مرة أخرى نحوي للمرة الثانية، فسألني ثانية: هل أنت مُخَلَّص يا صاحب؟ فاعترفت له مرة أخرى بأنني غير مؤمن، فصاح بي قائلاً: آمن بالرب يسوع .. ثم غلبه الموج، فأفلت اللوح الخشبي من قبضته وغاب عن نظري، وكنت وحيدًا في ظلام دامس ومن تحتي مياه صاخبة يبلغ عمقها 3500 ياردة، آمنت وقبلت الرب يسوع مُخلِّصًا.  هذا كان آخر من آمن بواسطة "جون هاربر" والرب أنقذه وذهب ليكرز بالمسيح، وربما تكون أنت آخر مَنْ سيؤمن بواسطة هذه النبذة قبل أن يأتي المسيح أو تنتهي حياتك. تعال إليه الآن وسلِّم دفة سفينة حياتك له فتصل إلي بر الأمان بسلام، وتحظى بالنجاة من دينونة أكيدة، وظلمتها المرعبة، ونارها التي لا تُطفأ، اغتنم آخر فرصة وثق في كلام الرب الذي يناديك قائلاً: «بادر أن تجئ إليَّ سريعًا .. بادر أن تجئ قبل الشتاء» (2تي4: 21،9).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com