عدد رقم 2 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
سر الانتصار  
  • ما سر الفوز الكبير الذي حققتموه على فريق ساحل العاج وحصولكم على كأس الأمم الإفريقية؟
سؤال طُرِحَ على نجم من نجوم الفريق المصري، وكان واحدًا من اللاعبين الذين أجادوا في المبارة الأخيرة، فأجاب اللاعب قائلاً:
 في الحقيقية كانت المباراة في منتهى الصعوبة، لأن فريق ساحل العاج يمتاز باللياقة البدنية العالية جداً بالمقارنة باللياقة البدنية للاعبين المصريين.  ونجح فريق ساحل العاج في استنفاذ لياقتنا وطاقتنا حتى تنتهي المبارة بالتعادل, ثم نلعب وقتاً إضافياً. وهكذا كان.  فنزلنا أرض الملعب بعد التعادل السلبي ونحن نجري بصعوبة شديدة, في الوقت الذي نشط فيه الخصم وكدنا نخسر المباراة التي نلعبها على أرضنا وبين جماهيرنا, لولا ذلك الشيء السحري الذي دفع الدم في عروقنا وجعلنا نركض  في كل اتجاه  ومنحنا الثقة, وجدد قوانا, وأنسانا التعب.
  • لقد شوقتنا أن نسأل عن ذلك الشيء السحري الذي أنعش الفريق وقادكم إلى إحراز كأس البطولة, هكذا سأل الصحفي.

  أجاب اللاعب: تشجيع الجماهير لنا وخاصة عندما كانت تضيع منا الكرة في الوقت الأخير والحرج من المباراة بسبب الإجهاد الزائد.  إن صيحات الجماهير كان لها مفعولها بأن نبذل كل ما في وسعنا, وهكذا تشددنا حتى النهاية، وخاصة في ضربات الجزاء.  وأخيرا ً وبفضل المساندة والتشجيع , وبذل الجهد والعرق جاء النصر.

أعزائي الشباب:

ألا ترون أننا نحن أيضًا جميعًا نركض في ميداننا الروحي، إذ مكتوب «ألستم تعلمون أن الذين يركضون .. جميعهم يركضون، ولكن واحدًا يأخذ الجعالة؟ هكذا اركضوا لكي تنالوا.  وكل مَنْ يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى، وأما نحن فإكليلاً لا يفنى» (1كو 24:9، 25).

وألا ترون معي أننا قد وصلنا إلى قرب نهاية المباراة؟  «وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعقلوا واصحوا للصلوات. ولكن قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا» (1بط 7:4، 8).

بل ما أحوجنا ونحن في الأيام الأخيرة لكلمة تشجيع  ونحن نرى إخوتنا وقد خارت قواهم.  فالأيادي مُسترخية, والركب مُخلَّعَة.  بل وما أكثر الذين يصرخون ويئنون, والعون والمساعدة يطلبون, قد تجدهم يبتسمون أو يضحكون ولكن الحزن والشقاء في القلوب يخفون.

 إن العالم من حولنا حزين والاحتياج شديد لخدمة التشجيع والتعزية. وهذه الخدمة ليست قاصرة على الخدام, بل كل مؤمن مدعو أن يمد يد العون للبائسين والساقطين لننزع من قلوبهم الفشل, ولنزرع الرجاء والأمل. إن خدمة التشجيع هذه ليست خدمة منبرية بل خدمة لها أبعاد عاطفية وصحية ونفسية ومادية واجتماعية. «جُعتُ فأطعمتموني.  عطشت فسقيتموني.  كنت غريبًا فآويتموني.  عريانًا فكسوتموني.  مريضًا فزرتموني ..» (مت35:25-40).

قال الرب عن إسرائيل بعد اجتيازهم في الضيقة: «عزوا، عزوا شعبي .. طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهادها قد كمل، أن إثمها قد عُفِيَ عنه ..» (إش1:40).  ويا للنتائج المباركة لهذه الخدمة العظيمة إذ لا ينتهي هذا الفصل (إش40) إلا ونقرأ التغيير الذي حدث «الغلمان يعيون ويتعبون، والفتيان يتعثرون تعثراً. وأما منتظرو الرب فيُجدِّدون قوة.  يرفعون أجنحة كالنسور.  يركضون ولا يتعبون.  يمشون ولا يُعيون» (إش30:40، 31).

فيا ليتنا نكون مشجعين وبخاصة للمتعبين العاثرين ولنتذكَّر أن «الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح» (2تي 7:1).               

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com