عدد رقم 2 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الزنا   من سلسلة: اهربوا من

«اهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا« (1كو18:6)

سنتكلم بنعمة الله عن هذه الخطية إلى المؤمنين، لأن الأشرار »رُوحَ الزِنَى في بَاطِنِهِمْ وَهُمْ لا يَعْرِفُونَ الرَّبَّ« (هو4:5)، وأيضًا »مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَ.. « (رو29:1).

وتحذرنا كلمة الله من هذه الخطية، فقد سقط فيها أبطال »لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيِرينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ «(أم26:7)، ونتذكر ذلك الجبّار شمشون الذي قتل أسدًا بيديه، لكنه ضعف وانهزم أمام امرأة (قض16)، وأيضًا نرى عظم المهانة التي صار عليها يهوذا نتيجة سقوطه في هذه الخطية (تك38)، وبكل حزن نشير إلى الملك داود نبي الله، والذي قَتَلَ في يَوْمِهِ أسدًا ودُبًا مَعًا، وكيف سقط في هذه الخطية؟ (2صم11).

لكن .. ماذا فعل يوسف إزاء تلك الخطية عندما كانت تُكَلِّمه يوماً فيوماً؟ لقد استحضر الله أمامه فأدرك أنها شر عظيم، وأيضًا خطية إلى الله، فقال: »فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذا الشَّرَّ الْعَظِيم وأُخْطِئُ إِلى اللهِ؟« (تك9:39)، ويذكر عنه الكتاب أربع مرات أنه ترك ثوبه وهرب وخرج إلى خارج، فقبل الهروب نحتاج إلى ترك ما يربطنا بهذه الخطية حتى لو كان ما نتركه يخصنا أو عزيزًا علينا، وبعد الهروب نحتاج إلى الخروج من نطاقها حتى نقطع كل رُبط بها، فلا يكون لنا مجال للعودة إلى نطاقها مرة أخرى.

وتحذرنا كلمة الله بأن »كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِي خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الِّذِي يَزُنِي يُخْطِئ ُإِلَى جَسَدِهِ« (1كو18:6)، ويكفي أن الرب قد جعلها العِلَّة الوحيدة للطلاق.

الأسباب التي تقود إليها:

1- الفكر الخاطئ: عندما يتملك الشخص فكرٌ خاطئٌ (نتيجة شعوره بالحرمان)، يعطيه هذا الفكر الذريعة لأن يستبيح ممارسة هذه الرذيلة، فنجد أن شمشون عندما بلغ سن الزواج، أراد أن يقترن بإحدى بنات الفلسطينيين من تمنة لكنه فشل، وإذ أحس باحتياجه لإشباع غريزته، فقاده فكره أن ينزل إلى غزة ثم إلى وادي سورق وسقط في هذه الخطية (قض14-16)، وأيضًا يهوذا عندما ماتت زوجته ورأى أنه حُرم من إشباع احتياجه سقط مع ثامار كنته، وكذلك ابنتا لوط عندما أدركتا أنه لا يوجد مَنْ يقترن بهما، وإذ قد تشبعت أفكارهما بمبادئ سدوم المدنسة اضطجعتا مع أبيهما بعلة إقامة نسل منه (تك32:19).  حقًا إننا: "لا نقدر أن نمنع الطيور من أن تحوم حول رؤوسنا، لكننا نستطيع أن نمنعها من أن تُعشش فوقها".

2- وقت الفراغ: يستغل الشيطان كثيرًا أوقات الفراغ ليقود أفكارنا إلى ما يتوافق مع طبيعتنا الفاسدة، وهذا ما حدث مع داود عندما صعد إلى السطح وقت الحرب ليتمشى »فَرَأَى .. امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ« (2صم41:11)، وعلى النقيض من هذا نجد أن يوسف كان يعمل عمله (تك11:39) فلم يكن له مجال للتفكير في هذه الخطية لذلك تعامل معها بكل طهارة وحزم.

3- الاقتراب من مجال الشهوة بإرادتنا: من الخطورة أن ندنو من مكمن الخطر بحجة الاختبار أو التجربة أو لمجرد حب الاستطلاع أو لإشباع شهوة قامعة في داخلنا ولو بالنظر من بعيد.
4- التجاوب مع الشهوة: إن «الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتًا» (يع 15:1).  إن اقتران الشهوة بالإرادة وإطلاق العنان لشهوة الجسد فينا والانقياد وراءها، تطمس الأعين والآذان وأيضًا تقود الأرجل إلى الانزلاق في هذه الخطية. 

5- المعاشرات الرديَّة: »لاَ تَضِلُّوا، فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ« (1كو33:15)، فأي حديث تُرى كان بين يهوذا بن يعقوب وصديقه حيرة العدلامي (تك12:38) سوى ما يدنس الفكر والقلب معًا؟ وهذا قاده إلى السقوط في هذه الخطية، وكذلك عندما تجاوب أمنون مع مشورة صاحبه يوناداب بن شمعي المدنسة فأذل ثامار أخته من أبيه (2صم 5:13).   

6-  النظر بعين شريرة: قال الرب »سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الُعَيُنِ« (مت22:6), لقد انقاد شمشون وراء عينيه الشريرة والتي قُلعتا في نهاية حياته (قض21:16)، وكذلك داود في وقت ضعفه، نظر من على السطح فسقط في هذه الخطية؛ لكن نجد أيوب يتحذَّر من هذه النظرة قائلاً: »عَهْداً قَطَعْتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أَتَطَلَّعُ فِي عَذرَاءَ« (أي1:31)؛ أي كيف أنظر إليها نظرة خاصة؟

7- إشباع الجسد: هناك أمور نتهاون معها لكنها تغذِّي الجسد أي الطبيعة الفاسدة الساكنة فينا، مثل قراءات مدنسة، أو الاستماع لأحاديث نجسة، أو مشاهدة صور خليعة أو أفلام هابطة، أو مناظر فاضحة، أو إقامة علاقات غير بريئة مع الجنس الآخر، فكل هذا يثير ما فينا من شهوة.

نظرة كلمة الله لهذه الخطية:

  1. شر عظيم (تك9:20، 9:39)
  2. احتقار لكلام الرب (2صم9:12)
  3. شر في عيني الرب (2صم9:12)
  4. احتقار للرب (2صم10:12)
  5. رذيلة وتعرِّض للدمار (أى11:31) 
  6. خطأ ضد الله (مز4:51)
  7. خطية إلى جسد فاعلها (1كو18:6)      

صفة الزاني:

  1. قبيح (تك7:34)
  2. سفيه (2صم13:13).
  3. جالب عار (2صم13:13) 
  4. عديم العقل (أم32:6).         
  5. في عار (أم33:6)    ثم لا
  6. جاهل (أم7:7).               
  7. عديم الفهم (أم7:7) 
  8. كثور يذهب للذبح (أم22:7).   
  9. غبي (أم22:7)
  10. كطير يسرع إلى الفخ (أم23:7).
  11. مفسد لجسده (1كو18:6) 
  12. خمير شر (1كو6:5).        
  13. أصل مرارة (عب15:12)
  14. نجس ومُنَجِّس (عب15:12).     

تيجة السقوط في هذه الخطية: «عَاقِبَتَهَا مٌرَّةٌ كَالأَفْسَنْتيِنِ» (أم4:5).

  1. إهانة للنفس (تك18:38)
  2. فقدان الشهادة (قض17:16).               
  3. قصاص حالي وسريع (2صم14:12)
  4. شماتة أعداء الرب (2صم14:12).
  5. جلب العار (2صم13:13)
  6.  جفاف روحي (مز4:32).               
  7. الشعور بالذنب (مز5:32).
  8. ضعف القدرة الجنسية (أم11:5).
  9. فقر مادي (أم20:7). 
  10. حصاد من نفس النوع (أي 9:31، 10)

***

ولتجنب السقوط في هذه الخطية علينا أن نتحذَر من الأسباب التي تؤدي لها، وعلينا أن ننشغل إيجابيًا بشخص المسيح ونعيش في جو نقي يلائم أقنوم الروح القدس الساكن فينا والذي سيضمن لنا النصرة.

وإذا حدث أن شخصًا سقط فيها، عليه ألا يسكت بل يأتي معترفًا بذنبه للرب معلنًا توبته كما فعل داود (مز 3:32، 5).  ولنتذكر أن «مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح ومَنْ يُقر بها ويتركها يُرحم» (أم 13:28).

(يتبع)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com