عدد رقم 1 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أسألك فتعلمني  

في هذا الباب نحن نرحب بأسئلة القراء الهادفة والموضوعية وسنجيب عليها تباعًا بنعمة الرب.  وسنبدأ بهذا السؤال الذي ورد إلينا من أحد الشباب يقول:

"أنا شاب مؤمن من عائلة تقية، في المرحلة الجامعية، أعاني من فترة طويلة من حالة فتور وضعف في الشهية الروحية للصلاة ودراسة الكتاب.  وعندما أحضر الاجتماع لا أشعر بلمسة وتعزية كما كنت من قبل.  أحب أن أخدم وأشارك في الأنشطة الكنسية".

ج:  أن تشعر بالحالة وتبحث عن العلاج فهذه ظاهرة صحية.  أما إذا شعرت بالرضى عن النفس فهذا يعني التبلُّد وعدم الاكتراث مثل لاودكية حيث القول: «أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء».  وهذا أحد الأسباب لعدم الرغبة والطاقة على الصلاة والارتماء على الرب.  إن الجسد يبحث لنفسه عن مكان يشعر فيه بقيمته.  وبالطبع هذا المكان ليس هو المخدع.  لكنه يمكن أن يجد متعته في الخدمة والأنشطة الظاهرة.  ونحن نحتاج دائمًا إلى مراجعة أنفسنا وامتحان دوافعنا في محضر الرب بصدق وإخلاص لكي لا ننخدع بأساليب الجسد في القالب الروحي.

وقد يكون السبب في ضعف الشهية الروحية أنك تتغذى على أشياء عالمية فيما تقرأه أو تشاهده، في نوعية الأحاديث والأصدقاء، في الأماكن التي تتردد عليها.  ولتعلم أن للمواد العالمية التي تدخل إلى ذهنك تأثير سام يقتل كل رغبة وشهية في قراءة الكتاب أو الصلاة.  وهذه الظاهرة انتشرت بشدة مع كثرة استخدام وإدمان الإنترنت. 

وقد تكون هناك خطية في حياتك غير مُعْتَرف بها وغير محكوم عليها.  والإصرار عليها والتمسك بها سيؤدي إلى الفتور والجفاف الروحي.  وهذا ما حدث مع داود الذي قال: «لما سكت بليت عظامي .. تحولت رطوبتي إلى يبوسة القيظ».  إن الخطية ثقل على الضمير وتسبب الحزن والخوف والقلق، ولن تتمتع بالسلام والفرح والتعزية إلا إذا اعترفت بخطيتك تائبًا عنها، رافضًا بإصرار كل ما لا يُرضي الرب.  وعليك أن تأتي إليه قائلاً: «اختبرني يا الله واعرف قلبي.  امتحني واعرف أفكاري.  وانظر إن كان فيَّ طريق باطلٌ، واهدني طريقًا أبديًا».

وقد يكون السبب هو مجرد إهمال لوسائط النعمة نتيجة كسل أو تراخي.  فالحياة الروحية تحتاج إلى بذل كل اجتهاد، ولن تسير بتلقائية.  وتذكر أن الشيطان سيبذل جهدًا كبيرًا لكي يشتت ذهنك وطاقتك، ولإضاعة تأثير كلمة الله التي يمكن أن تُنهضك وترد نفسك.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com