عدد رقم 1 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
غلام إيليا  

(1مل 43:18-46؛ 3:19)
قليلاً ما نعرف عن هذا الشخص، مع أنه تمتع بامتياز القرب الخاص من إيليا رجل الله، وأن يكون خادمًا لواحدٍ من أعظم الأنبياء على مر العصور.  وللإنصاف فإن الكتاب لم يُسجِّل موقفًا سلبيًا لهذا الرجل.

  • إنه شخص مجهول الاسم، والكتاب أشار إليه أنه «غلام».  وفي هذا درس لكل خادم أمين متضع، يقنع بأن يتوارى وشعاره مع المعمدان: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص».  ونحن الآن في زمن الاستتار وليس الاشتهار إلى أن يظهر المسيح وحينئذ سنُظهر معه في المجد (كو 4:3).
  • هذا الغلام ارتبط بإيليا في رفضه.  ولم يتراجع عن خدمة شخص كان مُستهدفًا للعداء والعناء والقتل.  وكان يعلم أن تبعيته لإيليا لا تحمل مجدًا عالميًا بل متاعب ومعاناة.  وهكذا كل مؤمن أمين عليه أن يتسلّح بنيَّة الاحتمال في طريق تبعية المسيح المرفوض من هذا العالم.  وعليه أن يضحي ويكابد الخسارة ويحتمل العار والاضطهاد في هذا الطريق، ناظرًا إلى المجازاة في المستقبل (مت 28:19).
  • هذا الغلام كان مع إيليا على جبل الكرمل مُعاينًا ومُشاهدًا عمل الله، وفخورًا بالإنجاز الذي حققه إيليا لصالح إله إسرائيل.  ونحن على جبل الشركة سنُعاين عظمة إلهنا ونتعلَّم الكثير عنه فيسمو في أعيننا.  وسنفرح ونفخر بأعماله حتى لو كان ذلك من خلال خدام آخرين.
  • لقد عايش هذا الغلام إيليا رجل الصلاة، وتعلَّم أن يثق في الله ولا يفشل.  فعندما صعد معه إلى رأس الكرمل، وكان إيليا يصلي ويصارع مع الله لأجل عودة المطر، كان هو رهن الإشارة ومستعد لأي تكليف من جانب إيليا.  فذهب سبع مرات ليتطلع نحو البحر ليرى بوادر الاستجابة الإلهية، ولم يكل أو يفشل إذ كان يتميز بروح المثابرة وكان يثق أن كلام الرب في فم إيليا حق، طالما قال لأخآب: «حس دوي مطر».
  • تميز بالصدق والواقعية والدقة وعدم المبالغة في نقل المعلومات.  فقد رجع في المرة الأولى يقول: «ليس شيء».  وتكرَّر ذلك ست مرات.  ولم يحاول إخفاء الحقيقة أو مجاملة إيليا بمعلومات زائفة.  (وهذا يحدث بالأسف مع مؤمنين كثيرين).  وفي المرة السابعة قال: «هوذا غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر».  ونحن يجب أننا إذ نأتي إلى الرب نُخبره بكل شيء ونقول له الحق كله، ونتحرى الدقة في نقل المعلومات، ولا نفشل حتى لو كانت الصورة مُفشلة.
  • أرسله إيليا حاملاً البشارة لأخآب أن يُسرع وينزل لئلا يمنعه المطر.  وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات.  فنحن عندنا الأخبار السارة لكي نقدمها لعالم بائس مسكين.
  • أخيرًا جاء عليه وقت كان متروكًا من إيليا في يوم ضعفه وخواره، حيث تركه عند بئر سبع التي ليهوذا (1مل 3:19).  وبولس في يومه جاء عليه يوم كان فيه متروكًا من كل الأحباء فكتب يقول: «في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني .. ولكن الرب وقف معي وقوَّاني» (2تي 16:4، 17).

إن بئر سبع تعني بئر القسم، ويهوذا تعني حمد وتسبيح.  وبالوعد والقسم يؤكد الرب لنا بركاته فنستطيع أن نفرح ونسبح حتى في أصعب الظروف.  وحتى لو تخلى عنا الجميع وغاب عنا الخدام الأفاضل فإن الرب حتمًا سيبقى لنا كالخل الوفي.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com