عدد رقم 1 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
المُغَنِّي المجنون  

نشرت جريدة الأهرام عن موت الممثلة الفرنسية الموهوبة "مارى ترنتيرنيان" أنها ظلت أسبوعًا في غيبوبة تامة أثر تلقيها ضربة قوية على رأسها خلال مشادة عنيفة مع مغني الروك الشهير "برتران كانتا"، وعاشت فرنسا لمدة أسبوع في حالة ترقب وحزن كبيرين على الممثلة الشابة ابنة الفنان "جان لوى ترينتنيان"، ليس فقط بسبب إصابته، ولكن أيضًا لطريقة موتها.

لقد كان "برتران كانتا" فنانًا ومغنيًا مشهورًا ومحبوبًا ومعروفًا بشخصيته اللطيفة، ولكنه كان يتعاطى المخدرات ويحتسي الخمر، وفي هذا اليوم أخذ جرعة كبيرة من الخمر والمخدرات معاً وأصبح في حالة ذهنية مشوشة، وفي لحظات تَحوَّل إلى حيوان مجنون فأخذ يُوجِّه الضربات إلى الإنسانة التي أحبها بعنف إلى أن وقعت على الأرض وارتطمت رأسها بشيء حاد ودخلت في غيبوبة عميقة إلى أن ماتت.  وظل المجتمع الفرنسي لفترة تحت تأثير الصدمة يتساءل: لماذا كل هذا العنف؟ والإجابة نجدها في كلمة الله الصادقة: لأن الإنسان مولود بالخطية بطبيعة فاسدة شريرة، تميل للشر والعنف والشراسة، فداود رجل الله يقول: «هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حَبِلَت بي أمي» (مز51: 5) وقيل عن إسماعيل إنه: «يكون إنسانًا وحشيًا، يده على كل واحدٍ، ويد كلِّ واحد عليه» (تك 16: 12)، وقال صوفر النعماتي: «أما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفَرَا (الحمار الوحشي) يُولَد الإنسان» (أي11: 12) وقال بولس الرسول: «أرجلهم سريعة إلى سفك الدم.  في طرقهم اغتصاب وسحق»، «مشحونين حسدًا وقتلاً وخصامًا ومكرًا وسوءًا» (رو3: 15، 16، 1: 29) والإنسان طالما كان بعيدًا عن الله ولم يُسلِّم القلب والحياة للرب يسوع المسيح فهو جاهلٌٌ وليس حكيمًا، مجنونٌ وليس عاقلاً، شريرٌ وليس صالحًا، نجسٌ وليس طاهرًا، شرسٌ وليس رحيمًا.

وهذه بعض الأمثلة من الكتاب المقدس التي ترينا شراسة الإنسان حتى مع أقرب من لديه:

  1. قايين الذي قام على هابيل أخيه وقتله لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة (تك4: 8، 1يو3: 12).
  2. أراد عيسو أن يقتل يعقوب أخاه ولكن يعقوب هرب إلى آرام عند خاله لابان (تك27: 41).
  3. أراد إخوة يوسف أن يقتلوه ويطرحوه في إحدى الآبار ويقولوا وحش رديء أكله (تك37: 20).
  4. أبيمالك بن جدعون قتل إخوته السبعين على حجر واحد لأنه كان يسعى للسلطة والحكم (قض9: 5).
  5. أراد شاول الملك أن يقتل يوناثان ابنه (1صم 44:14)، وصموئيل النبي (1صم 2:16)، وداود عدة مرات (1صم 11:18)، وقتل مدينة الكهنة بحد السيف (1صم 19:21).
  6. أبشالوم ابن داود قتل أمنون أخاه لأنه زنى بأخته ثامار (2صم13).
  7.  يهورام بن يهوشافاط الملك قام على مملكة أبيه وتشدد وقتل جميع إخوته بالسيف وذلك لأنه ترك الرب إله آبائه وعمل الشر في عيني الرب وبنت آخاب كانت له امرأة (2أخ21: 4).
  8. الأم الحنون ذبحت ابنها وسلقته وأكلته بسبب الجوع الشديد.  هذا حدث في حصار أرام للسامرة (2مل6: 29)، وحدث أيضًا في حصار نبوخذ نصر لأورشليم إذ مكتوب: «أيادي النساء الحنائن طبخت أولادهن.  صاروا طعامًا لهن» (مرا 4: 10).
  9. هيرودس في زمن ولادة الرب يسوع قتل أطفال بيت لحم وكل تخومها (مت 2).  وهيرودس الثاني قطع رأس يوحنا المعمدان (مت 14)، وهيرودس الثالث قتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف (أع 12).
  10. أعظم جريمة قتل هي صلب ربنا يسوع المسيح الذي إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، لقد جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس، لكنهم رفضوه وفي النهاية قتلوه مُعلقين إياه على خشبة، لقد قامت ملوك الأرض واجتمع الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه.  «لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل»،

أخي .. أختي .. إن هذه الأمثلة ترينا شراسة الإنسان وجنونه ولكن نعمة الله أعظم فاتجهت للص القاتل وغيرته، واتجهت لشاول والذي كان قبلاً مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا وصنعت منه خادمًا أمينًا للمسيح.

وأنت مهما كانت خطاياك وشرورك، تستطيع أن تأتي للرب يسوع المسيح الذي يحبكومات من أجلك فيُغيرك وتصبح إنسانًا جديدًا، وشاهدًا لنعمته الغنية.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com