عدد رقم 2 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ثلاث مدارس لخدام الرب  

أيها الأخ الحبيب، رفيق الخدمة والجهاد، لماذا أراك محبطًا منحنيًا حزينًا؟؟ هل واجهتك الصعاب أم أساء فهمك الأحباء أم ذهبتْ جهودك هباء؟  أمَا عرفت أن كل خادم نافع مثمر لا بد أن يتدرب في ثلاث مدارس حددتها مشيئة الإله؟؟  إنها:

  • مدرسة الكلمة الإلهية
  • مدرسة الخبرة العملية
  • مدرسة الآلام التهذيبية

أولاً: مدرسة الكلمة الإلهية

لا بد لكل خادم أن يقضي ساعات طويلة في دراسة الكلمة والبحث والتنقيب فيها لكي يستخرج منها الجدد والعتقاء.  ولا بد أن يتم هذا بروح الاتضاع القلبي والاعتماد الكلي على الروح القدس.  ودراسة الكلمة بالذهن فقط لا تحقق فائدة ونموًا، بل لا بد للروح القدس أن ينير القلب فتتضح المعاني في عمقها والكلمة في غناها.  ألم يطلب المرنم: «اكشف عن عيني فأرى عجائب من شريعتك» (مز 119)؟

وكل رجال الله قضوا الساعات الطويلة ينهلون من ماء الكلمة العذب ليرووا عطشهم، وينقبون في منجمها الغني ليستخرجوا لأنفسهم ولإخوتهم الدرر الثمينة.

سًئل رجل الله "بلي جراهام" منذ عدة سنوات، وكان عمره وقتها حوالي 70 سنة، ماذا لو قُدِّر لك أن تعيش حياتك مرة أخرى.  ماذا ستفعل؟ فأجاب: "سأدرس الكتاب لوقت أطول وأقوم بالخدمة وقتًا أقصر" ، علمًا بأنه في ذلك الوقت كان يدرس الكتاب لمدة 6 ساعات يوميًا.

لذا دعونا نستمع لكلمات الحكيم: «يا ابني، إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك، حتى تُميل أذنك إلى الحكمة، وتُعطِّف قلبك على الفهم، إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله» (أم 1:2- 5).

ثانيًا: مدرسة الخبرة العملية

هذه الخبرة تنتج من سنوات طويلة في حياة الإيمان وتدريبات كثيرة في حياة الخدمة. فقد قيل عن الأسقف في رسالة تيموثاوس الأولى 6:3: «غير حديث الإيمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس».  وعن الشمامسة (مَنْ يقومون بالخدمات التدبيرية المادية) في تيموثاوس الأولى 10:3: «وإنما هؤلاء أيضًا ليختبروا أولاً ثم يتشمسوا إن كانوا بلا لوم».

إن ما يصقل الخادم هو ممارسة حياة الخدمة في أتعابها وأثقالها، في آلامها وأفراحها في نجاحها وإحباطاتها، في مشجعاتها ومفشلاتها، إنها ليست الحياة المستريحة الهادئة ذات النمط الواحد الخالية من المفاجئات والاضطرابات والتي تجعل صاحبها قليل الخبرة.

انظر ما يقوله إرميا النبي في أصحاح 11:48 من سفر إرميا «مستريح موآب منذ صباه وهو مستقر على درديّه ولم يُفرَّغ  من إناء إلى إناء ولم يذهب إلى السبي لذلك بقي طعمه فيه ورائحته لم تتغير» هذه هي الحياة المستريحة التي يرغبها الجسد لكنها لا تنتج أشخاصًا نافعين ومؤثرين.

لكن انظر ماذا يقول كاتب المزمور في مزمور 23:107- 32 في وصفه لتدريبات حياة الخدمة:

«النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملاً في المياه الكثيرة، هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق.  أمر فأهاج ريحًا عاصفة فرفعت أمواجه.  يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق.  ذابت أنفسهم بالشقاء.  يتمايلون ويترنحون مثل السكران، وكل حكمتهم ابتُلعت.  فيصرخون إلى الرب في ضيقهم، ومن شدائدهم يخلصهم.  يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكت أمواجها.  فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفإ الذي يريدونه.  فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم.  وليرفعوه في مجمع الشعب، وليسبِّحوه في مجلس المشايخ».

ثالثًا: مدرسة الآلام التهذيبية

الرب في حكمته يُجيز خدامه في آلام متنوعة متعددة وهو من وراء ذلك يقصد لهم فوائد روحية عديدة:

  1. لتنقيتهم من كل ما يُعيق الإتيان بالثمر الكثير «كل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر» (يو 2:15).
  2. ليكسر إرادتهم الذاتية ويقودهم للخضوع له «فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها» (أف 1:4) تعلم بولس من خلال الآلام أن يخضع إرادته بالتمام للرب كالأسير الذي ليست له حرية الحركة والتصرف.
  3. ليؤهلهم للرثاء للآخرين وتشجيعهم وتقديم العون لهم «مباركٌ الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع أن نعزِّي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله» (2كو 3:1- 4).
  4. ليمتعهم بجرعات النعمة المعضدة «من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يُفارقني.  فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكْمَل.  فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل عليَّ قوة المسيح.  لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح.   لأني حينما أنا ضعيفٌ فحينئذ أنا قويٌ» (2كو 8:12- 10).
  5. ليعلمهم أن فضل القوة لله لا منهم «ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منَّا» (2كو 7:4).

 ما أعظم المدرسة الإلهية ووسائل التعليم السماوية وما أعظم هذا المعلم القدير.  «هوذا الله يتعالى بقدرته.  مَنْ مثله معلمًا؟» (أي 22:36)، «إنه مكتوب في الأنبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله.  فكل مَنْ سمع من الآب وتعلم يُقْبِل إليَّ» (يو 45:6).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com