عدد رقم 2 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
فليضئ نوركم!  

«أنتم نور العالم .. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي
يروا أعمالكم الحسنة ويُمجِّدوا أباكم الذي في السماوات»

 (مت 14:5-16) 

بينما كنت أقود سيارتي في اتجاه مدينة "باتا" في غينيا الاستوائية، توقفت فجأة السيارة التي أمامي، في منتصف الطريق، بسبب انفجار إطار بها. 

توقف طابور السيارات على الفور، وخرج من المقعد الخلفي لهذه السيارة ثلاثة رجال، واتجهوا إلينا، ثم أشار أحدهم إليَّ بالتحرك إلى الأمام ببطء.  كان أحدهم يرتدي ثيابًا مدنية، والاثنان الآخران يرتديان ثيابًا عسكرية.  وكان واضحًا أن هذين الاثنين يعملان في فريق الحراسة الخاصة بالرئيس الغيني.

تحركتُ ببطء إلى أن وصلتُ بمحاذاتهم، فسألني أحدهم إن كان يمكنني اصطحابهم في سيارتي إلى المدينة، فقبلت بسرور.
وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث، قال لي أحدهم: "إنني أعرفك.  أنت السيد فلان".

أجبت باندهاش: نعم إنني هو.

فأكمل حديثه: "وأعرف أسرتك جيدًا".  ثم ذكر لي كل التفاصيل عن أسرتي.

ولما لاحظ علامات الاندهاش على وجهي، ابتسم ابتسامة كبيرة وهو يردف قائلاً: "وأنت تشتري كتبًا من المكتبة الفلانية، وتجتمع للصلاة مع بعض الإخوة في المكان الفلاني" .. ثم بدأ يسرد لي تفاصيل دقيقة عن حياتي وتصرفاتي.

كانت هذه هي بعض مهام الحرس الخاص بالرئيس الغيني، خاصة تجاه الأجانب الذين يقيمون في غينيا.  غير أن حديث الرجل هذا قد أثار فيَّ أفكارًا شتَّى.  إننا كثيرًا ما ننسى أن الناس يلاحظوننا ويراقبون تصرفاتنا وأفعالنا، فأي شهادة تُرى نقدمها للآخرين.

لقد ذكر لي شاب أنه تجدَّد عندما ظلَّ لمدة عام كامل يراقب زميلاً له حدَّثه عن الرب، وفي نهاية العام كان قد تأكد أن زميله هذا كان صادقًا في حديثه عن الرب يسوع المسيح لأنه أظهر الكثير من صفات سيده في حياته، وكان هذا سببًا قويًا في شعوره باحتياجه الشديد لهذا المُخلِّص.

ليتك عزيزي القارئ، وليتني أنا أيضًا، أتحفظ لسبيلي من الشر، فأكون شهادة حسنة للذين هم من خارج.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com