«الرب يُميت ويُحيي. يُهبِط إلى الهاوية ويُصْعِد» (1صم 6:2)
في أيام عصيبة روحيًا، اختبرت حنّة أن الله بكل صفاته الرائعة لا يتغير، ولا يشيخ. لقد تغير قلب الشعب، شاخ عالي الكاهن أما الرب فلا يشيخ. وهي في اختبارها الذي عبرت عنه في صلاتها ونشيدها أعلنت هذه الحقيقة: «الرب يميت ويحيي». لقد «أغلق الرب رحمها» (1صم 5:1) حينما أراد ذلك لخيرها فترة من الزمن، وهو الإله الحكيم وحده، وكل أموره لا يجاوب عنها. وعندما وصل الفخاري الأعظم إلى قصده في الوعاء، وخرجت حنّة من محضره، وقد سكبت – لا شكواها فقط، بل ونفسها بالكامل أمام الرب- وخرجت ولم يعد بعد وجهها مغيرًا، وبعد أن تبدّل حالها تبدلت أحوالها. عندما طرحت الحمل عليه وخرجت بدونه جاء الفرج فنقرأ: «والرب ذكرها» (1صم 19:1).
فنفس الشخص الذي كان قد أغلق رحمها في 1صموئيل 5:1 هو الذي ذكرها في 1صم 19:1. فهتفت : «الرب يميت ويحيي».
وهذا الأمر اختبره أبو المؤمنين قبلها. فمن مماتية مستودع سارة، وفي شيخوخة إبراهيم وعجزه جاء إسحاق! مَنْ الذي أغلق، ومَنْ الذي فتح؟ الجواب: «الرب يميت ويحيي».
واختبرته المرأة الشونمية العظيمة، التي كانت على علم بمن يحيي الأموات. فلقد مات الولد الذي وعدها به الرب عن طريق رجل الله أليشع. إلا أنها وثقت في نفس الشخص، وإلى الرجل الذي أُستخدم كواسطة لإعطاء الحياة، ذهبت في مشهد الموت، ولعلها استرجعت نفس الكلمات «الرب يميت ويحيي» فتمت فيها كلمات كاتب العبرانيين بصدد سحابة الشهود وأبطال الإيمان «بالإيمان أخذت نساء أمواتهن بقيامة» (عب 35:11). وهذا عين ما اختبرته الأختان في بيت عنيا بخصوص موت وقيامة لعازر أخيهما (يو 11، 12).
أيها الأحباء .. عندما تموت الآمال المنظورة نهائيًا، وتغلق الأبواب المرجوة في وجوهنا تمامًا، ونتعب الليل كله ولا نمسك شيئًا، لنعلم أنه هو الرب الذي يغلق ولا أحد يفتح. لكن لنعلم أيضًا أنه –في وقته- وربما من مكان آخر (أس 14:4) سيسرع به- سيذكرنا كما ذكر شعبه في مذلته، وحنّة في احتياجها، والتلاميذ في خيبة أملهم. ويظهر كإله القيامة الذي لا يعسر عليه أمر. عندئذ سيفتح هو. ووقتها لا أحد يغلق (رؤ 7:3، 8).