«فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟» (عب 2 :3)
لنفرض أن سفينة في عرض البحر وهي متهالكة جدًا وغير مُحكَمة لدرجة أنها تمتلئ بالماء بسرعة، وفي طريقها إلى الغرق. ولنفرض أنه قد جُهِّزت كل الترتيبات على الشاطئ، وأقلع قارب للنجاة يكفي لإنقاذ كل من في السفينة واقترب القارب من السفينة، وطلب قبطانه من الذين في السفينة مغادرتها والثقة به، مؤكدًا لهم سلامة الوصول إلى الشاطئ في قاربه، ولكنهم رفضوا الدعوة رفضًا باتًا .. وقال أحدهم: "إن هذه السفينة ليست سيئة جدًا ولكنها تحتاج إلى طلاء خارجي فقط. وقال آخر: "ابتعد أنت بقاربك، إن عندنا نجارًا خاصًا هنا ووظيفته هي إصلاح السفينة".
وفي النهاية امتلأت السفينة بالماء وغرقت. أخبرني الآن على مَنْ يقع اللوم في حالة غرق كل شخص غبي ومستهزئ؟ إن اللوم لا يقع إلا على أنفسهم. فقد أُرسل إليهم قارب النجاة وهم الذين رفضوا.
إن الإنسان هو تلك السفينة الخَرِبة؛ فلقد أفسدته الخطية، وهو يمتلئ أكثر وأكثر كل يوم بالخطايا إلى أن يغوص بخطاياه في الهلاك الأدبي. ويسوع المسيح هو قارب النجاة. لقد أحب الله هذا العالم المسكين الخرب حتى أرسل إليه قارب النجاة لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.
هل صدق العالم الله؟ كلا. لقد رفضوا محبته الشديدة وخلاصه العظيم. لقد قتلوا ابن الله، ولقد كان موت المسيح هو الذبيحة التي قدمها الله للتكفير عن الخطية، ولقد أقامه الله من الأموات وأصبح المسيح المُقام هو قارب النجاة لكل نفس تثق فيه وتؤمن به.
أين أنت أيها القارئ العزيز؟ هل أنت في قارب النجاة أم في السفينة القديمة؟ هل أنت في المسيح، أم أنك ما زلت تتكل على مجهوداتك وعلى برِّك الذاتي؟ هل أنت من المفديين؟ هل تستطيع أن تقول إن لك فيه الفداء بدمه غفران الخطايا؟ (كو 14:1)؟ أم أنك ما زلت من هذا العالم المُذنب المُدان بجريمة رفض وقتل ابن الله؟
هل أنت متكل على العبادة الصورية والتديّن الظاهري؟ ماذا ينفع هذا الطلاء الخارجي؟ إن السفينة تغرق وإذا بقيت بها ستغوص بك وبيدك فرشاة الطلاء.
اعترف بأنك خاطئ هالك وفاسد تمامًا. آمن بنعمة الله التي أرسلت إليك قارب النجاة يسوع المسيح. آمن به من كل قلبك.