عدد رقم 3 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العطاء  

أو نصـيب الـرب

 (أع20: 35؛ 2كو 8 ،9؛ في 4: 17؛ عب15:13، 16)

من الأمور السامية والرائعة أن الفكر الأساسي في المسيحية هو العطاء والتضحية، حيث أن أساس الإيمان المسيحي هو أن المسيح أعطى نفسه. «أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» (أف 5: 25)، وكذلك الآب بذل ابنه الوحيد (يو 3: 16).

  • المحبة تقود إلى التفكير في الآخرين وليس التفكير في النفس، وإحدى صور التفكير في الآخرين هو العطاء، والله دائمًا يضع في قلوبنا الإحساس بالآخرين فما علينا سوى التجاوب مع قلب الله ومشاعره.
  • في كلمة الله لنا تحريضات كثيرة على العطاء، ومن أهم التحريضات العبارة التي نطق بها الرب يسوع ولم تُدون في الأناجيل ولكنها دونت في أعمال 20: 35 «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ».  والآية معناها أن فرح الذي يعطي أكثر من فرح الذي يأخذ.  وأيضًا في عبرانيين 13: 15 ،16 ذكر الوحي: «فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح، أي ثمر شفاه معترفة باسمه.  ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسر الله».
  • ومَنْ يعطي كأنه يفتح حسابًا في السماء بفوائد عالية جدًا.  «لست أطلب العطية بل الثمر المتكاثر لحسابكم» (في 17:4).
  • وفي العهد القديم قال الرب: «هاتوا جميع العشور إلى الخزنة وجربوني» (ملا 3: 7 –12)، واستخدم الرب في هذا السفر أصعب العبارات مثل «سلبتموني» أي أنتم لصوص.
  • وفي ملاخي3: 10 ولوقا 6: 38 وعد الرب بإكرام الذي يعطي: «إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات»، «أعطوا تعطوا كيلاً جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا تعطون في أحضانكم».
    (ومع هذا يجب أن لا يكون الدافع وراء العطاء هو أننا نعطي لكي نأخذ، بل أن  نعطي لأننا أخذنا).
    • طريقة العطاء: مذكورة في كورنثوس الأولى 16 «في أول كل أسبوع يكون هناك جمع ليضع كل منكم عنده خازنًا ما تيسر له».
    • أساس العطاء :  هو المحبة، وإعطاء أنفسنا أولاُ للرب.

وفي سياق دارستنا لهذا الموضوع سنناقش الأفكار التالية:

كم نعطي؟ أين نعطي؟ كيف نعطي؟ لماذا نعطي؟
مَن الذي يعطي؟ متى نعطي؟ ماغرض العطاء؟

أولاً:كم نعطي؟: هل العشور؟ هكذا كان يدفع مؤمنو العهد القديم وعند حسابها بالأخذ في الاعتبار التقدمات في الأعياد وزوايا الحقل التي كانت تترك للغريب والفقير والنوافل اتضح أنها كانت تقريباً 19.5% فكم وكم يجب أن نعطي نحن مؤمنو العهد الجديد، الذين لنا تحريض الوحي «أعطوا بسخاء»، بمعنى وأنتم قريبون من قلب الله المحب ونعمته العظيمة يجب أن يكون طابع عطائكم هكذا، لهذا لو دفعنا العشر نفعل مثل اليهود في العهد القديم، ولو دفعنا أقل من العشر نكون غير أمناء، ولكننا يجب أن ندفع أكثر من العشر حسب طاقتنا؛ هذا هو الفكر الإلهي من جهة العطاء. ولنلاحظ أن الله لا يقيس عطايانا بمقدار ما نعطي بل بمقدار ما نحتفظ به لأنفسنا. وقد قال أحدهم: اجعل عطاياك متناسبة مع دخلك لئلا يضطر الرب أن يجعل دخلك متناسبًا مع عطاياك.

ثانياً: أين نعطي؟: «في الخزنة في بيتي» (ملا 3)  أي في  كل ما له صلة بالرب وبعمله.

ثالثاً: كيفية العطاء؟:  

  • بأمانة: «وأتوا بالتقدمة والعشور بأمانة» (2أخ 31: 12).
  • في الخفاء: فلا نُشعر الآخرين بمقدار عطائنا. (مت 6: 3،4)
  • «مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا»؛ أي "أعطوا وأنتم لا ترجون شيئًا" (مت10: 8).
  • بطاعة: مثل طاعة الغلام الذي أعطى الأرغفة الخمسة والسمكتين للرب بإرادته.
  • حسب المقدرة: «حسبما تيسر لكل منهم يرسل» (أع 11: 29).
  • بسخاء: «المعطي فبسخاء» (رو 12: 8).
  • بانتظام (1كو 16).
  • بسرور ليس عن حزن و لا اضطرار (2كو9: 7).
  • بتضحية: «فاض وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم» (2كو 8: 2).

(ويفضل أن نضع ما أراح الرب عليه قلوبنا جانبًا وحده وذلك حتى يسهل العطاء ولا يكون ثقلاً علينا عند العطاء)

رابعاً: لماذا نعطي؟:

  • لكي يكون في بيتي طعام (ملا 10:3). للمشاركة في احتياجات القديسين والفقراء.
  • لإمداد خدام الرب في الخدمة «لأن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون» (1كو 9: 14؛ 1تي 5: 18).
  • لأجل عمل الرب والمشروعات التي تحتاج إلى مبالغ كبيرة.
    (هناك خطورة من عدم العطاء مثلما حدث في نحميا  13: 10 –13  حيث ترك اللاويون خدمة بيت الرب بسبب قلة التقدمة وابتدأوا يشتغلون).

خامساً: مَن يعطي؟: المؤمن هو الذي يعطي ولا يُنتظر من الخاطئ أي عطاء بل يجب أن يرجع إلى الرب رجوعًا حقيقيًا ويعطي قلبه للرب.

سادساً: متى نعطي؟: في أول كل أسبوع (1كو16)، حيث أمام ذكرى موت الرب تمتلئ قلوب المؤمنين بدوافع التكريس للرب بكل ما نملك بما في ذلك المال.

سابعاً: ما غرض العطاء؟:

  1. للتعبير عن الشركة مع بقية أعضاء الجسد الواحد (2كو 8: 4)، أي مشاركة وجدانية لكل أعضاء الجسد في كل الظروف وأنه لشرف عظيم أن نشارك الرب عواطفه من نحو قديسيه، قال أحدهم لآخر: لماذا تتحدث عن الله هكذا وأنت معوز؟ أجاب وقال له يبدو أن الله أوصى أحدهم لأجلي لكن هذا الأخير قد نسي.
  2. للازدياد في كل أوجه النشاط المسيحي (2كو 7:8)، فكما نزداد في العلم وفهم الحقائق، كذلك يجب أن نزداد في نعمة العطاء.
  3. للبرهنة على حقيقة محبتنا (2كو8 :8 ،24)، فكما أن محبة الله تبرهنت بالعطاء، كذلك يجب أن تظهر محبتنا بهذه الكيفية.  فإن نظر أحد أخاه محتاجًا وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟ (1يو 17:3).
  4. للتشبه بربنا يسوع (2كو8: 9)؛ ذاك الذي كتب عنه «من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره».
  5. لكي تحدث المساواة بتسديد أعواز الآخرين (2كو13:8- 15)، المساواة لا تحدث بمعجزة بل عندما يعطي مَنْ له ازدياد مَنْ هو في احتياج.
  6. لنختبر عمليًا غنى الله وكل كفايته لنا (2كو9: 6 –11).
  7. منح الفرصة للآخرين ليشكروا الله لسبب عطايانا (2كو 9: 11 –15).
  8. هذا الثمر يزداد لحسابنا (في4 : 17).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com