عدد رقم 3 لسنة 2005
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ومع ذلك فاز في السباق ..!!  

انطلق الفرس بسرعة فائقة في حلبة السباق، قافزًا فوق كل الحواجز الكثيرة، متخطيًا الخيول الأخرى المشتركة في السباق، الواحد بعد الآخر، متقدمًا بسرعة نحو خط النهاية.  وكانت الهتافات تعلو بالتشجيع من مدرجات المتفرجين لهذا الفرس ولراكبه المشهور ببراعته في ركوب الخيل.  وفجأة احتبست الهتافات في الحناجر، ودوت بدلاً منها صرخات فزعة، عندما شاهدوا الفرس يتعثر ويسقط، وراكبه يطير في الهواء ليسقط على الأرض بلا حراك عند خط النهاية.

نقل الفارس في حالة سيئة إلى المستشفى ليتضح أنه مصاب بإصابات بالغة الخطورة وكسور مضاعفة.  جرت محاولات كثيرة لإنقاذه استغرقت ستة أسابيع كاملة، كان يعاني أثناءها من آلام رهيبة دون أن يطرأ على حالته أي تحسن ملحوظ، بل صارت حالته أردأ، واقتربت حياته من نهايتها.  فجاءت الممرضة وأحاطت سريره بستارة بيضاء، لا توضع إلا في حالة الميئوس من شفائهم.

أصابه الذعر الشديد عندما رأى هذه الستارة وقال في رعب: إذًا هذه هي النهاية! إنني سأموت.  ما قيمة الفوز في السباق وأي نجاح أحرزته؟ يا لتعاستي! وظل طول الليل معذبًا من المخاوف، ومرتعدًا من الموت.
وعندما أشرق عليه الصباح كان ما زال يعاني آلامًا نفسية وجسدية لا تُطاق.  وبينما هو يتلفت هنا وهناك، إذا بعينيه تقع لأول مرة على آية معلقة على الحائط تقول: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم» (مت 28:11).  وعندئذ صرخ قائلاً: أيها الرب يسوع ارحمني أنا الخاطي والمتعب والعليل.  فاستجاب الرب، وأزال حمله، وملأ قلبه بالسلام.  ولما جاءت الممرضة لتراه وتقيس نبضه، إذا بها تهتف قائلة: إن حالتك قد تحسنت جدًا يا سيدي.  إنني أستطيع أن أرفع هذه الستارة الآن.  فأجابها قائلاً: إن حالة نفسي قد تحسنت أكثر الآن.  وبعد أيام قليلة خرج من المستشفى إنسانًا جديدًا يتمتع بحياة جديدة.  لقد فاز بنعمة الخلاص وهذا أفضل جدًا من فوزه في السباق.

إن الرب يسوع يستطيع أن يشفي في الأعماق كل داء، ويريح النفس المتعبة.  إنه يغفر جميع الذنوب ويشفي كل الأمراض.  فهل تأتي إليه حالاً فتستريح؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com