عدد رقم 1 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أسألك فتعلمنى  

س: أصلي أن تكون لي فرصة لخدمة الرب عالمًا أن هذا هو أسمى هدف في الحياة. وهذا الأمر يشغل أغلب صلواتي، ولكني أخشى أن تكون هذه مشغولية بالذات. فما هو الحل؟

ج: إنه حسن أن تتوفر الأشواق لخدمة الرب، وجيد للرجل أن يحمل النير في صباه. ولا شك أن التدرب على العيشة في جو المسئولية سيحفظ المؤمن قريبًا من الرب متكلاً عليه، ويحفظه من الكثير من السلبيات والاهتمامات الجسدية أو العالمية.

ولكن تذكَّر أن الخدمة ليست في حد ذاتها هدف الحياة. والرسول بولس لم يقل: «لأن لي الحياة هي الخدمة»، بل «هي المسيح» (في1: 21).

 فكم من شباب يركضون إلى الخدمة وليس أمامهم أن يتعظم المسيح ويُكْرَم ويزيد وهم ينقصون.  إنهم مثل مرثا في البداية حيث كانت مرتبكة في خدمة كثيرة، وقالت للرب: «أما تبالي أن أختي قد تركتني أخدم وحدي».

 كانت الذات هي الدافع وراء الخدمة.  إنها تبحث عن مديح الآخرين وعن إشباع وإرضاء الذات، وهذه دوافع جسدية.
إن المحبة للرب ينبغي أن تكون هي الدافع الوحيد للخدمة.  ولنتذكر أن العيشة للرب في السر هي السبيل الوحيد للعيشة له جهارًا.  وكل نشاط ظاهري لا تحركه قوة الروح القدس هو نشاط جسدي. وإننا نخشى الحركة الكثيرة بدون الشركة الكثيرة مع الرب والعلاقة الصحيحة المستمرة معه.  والروح التي تُؤدَّى بها الخدمة يجب أن تكون «بكل تواضع» وإنكار للذات.

إنه من الخطر أن ننشغل بالخدمة والنشاط ونتقنها كأدوار نؤديها دون تلامس شخصي حقيقي مع الرب قبل الخدمة وبعدها. وعلينا أن نستشعر في كل مرة هل هو راضٍ ومسرور بما فعلناه؟

إن قبول الناس للخادم وردود أفعالهم تجاه الخدمة ليس معناه دائمًا مصادقة الرب واستحسانه.  كما أن النتائج والأعداد الكبيرة ليست دليلاً النجاح.  والله قد يحقق نتائج لمجده بغض النظر عن الإناء المستخدم. والأهم دائمًا عند الله هو الخادم أكثر من الخدمة.  وقد قال أحدهم: "قبل أن نكلم الآخرين عن الله يجب أن نكلم الله عن الآخرين، وقبل الكل يجب أن نسمع كلام الله من جهة أنفسنا".                                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com