عدد رقم 1 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بيت فيلبس المبشِّر  

(أع 8:21- 14)

بينما كان بولس ورفقاؤه يتجولون كارزين، رتبت لهم العناية مساكن فيها يحطّون رحالهم، فيستمدون العون والتشجيع، ويقطعون شوطًا جديدًا في الكرازة.  وهنا –في هذا العدد - نجد بولس يحط رحاله في بيت فيلبس المبشِّر، ذاك الذي كان واحدًا من السبعة الشمامسة الذين أقامهم التلاميذ (أع 6)، لكن الرب أيضًا زوده بموهبة التبشير (أف 11:4)، فكرز للسامريين، كذلك بشَّر الخصي الحبشي بيسوع (أع 8).  وكانت له أربع بنات عذارى كن يتنبأن.  هلمَّ الآن نقترب من هذا البيت فنجد لنفوسنا وبيوتنا زادًا وذلك على النحو التالي:

1-  كان فيلبس شماسًا، ويذكر بولس في تيموثاوس الأولى 3 صفات الشماس التي منها أنه: «مدبر أولاده وبيته حسنًا».  فلم تكن خدمة موائد الأرامل ولا موهبة التبشير تشغل فيلبس عن أمور بيته، بل انطبق عليه ما قيل عن الرجل التقي «يدبر أموره بالحق» (مز 5:112).

 أحبائي .....

هل نعطي اهتمامًا لبيوتنا وأولادنا رغم زحمة الحياة ومسئولياتها، بل ورغم الخدمة ومجالاتها؟ ألم يقل الكتاب: «إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله» (1تي 5:3)؟

2-  نجد في بيت فيلبس البشارة والكرازة بالإنجيل، إذ هو الرجل الوحيد الذي أشار إليه الكتاب بأنه مُبشِّر، لقد كان فيلبس كارزًا للكل على السواء، للفرد والجماعة، في أي مكان، في المدينة أو في البرية.  يا ليت مَنْ يطرقون بيوتنا يجدون فيها رسالة الخلاص تُذاع بصوت واضح.

3-  كان لكلمة الله مكانها البارز في بيت فيلبس، سواء في الأب أو الأولاد، فيلبس استخدمها -أي الكلمة- في الكرازة، فإنه لم يكرز بنفسه بل بالمسيح يسوع (2كو 5:4).  كان يكرز بالكلمة ويعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب (2تي 2:4).  كان دارسًا للنبوات فقد بشَّر الخصي من نبوة إشعياء 53، كذلك ترك هذا أثرًا على بناته فكن يتنبأن.  أيها الآباء .. إن كان لكلمة الله التقدير في حياتنا كآباء، فسوف يعكس ذلك أثره الطيب على أولادنا، وسيكون كلامهم من روح المكتوب الذي تأصل فيهم.

4-  كان بيت فيلبس في قيصرية، التي معناها: قاطع أو صارم.  لقد كان فيلبس حازمًا في بيته، صارمًا مع بناته فنشأن عذارى طاهرات.  إننا نعيش في أيام صعبة؛ وقد نجد آباءً وأمهات لا يعطون اهتمامًا لأولادهم، غير متممين قول الكتاب عن المرأة الفاضلة التي: «تراقب طرق أهل بيتها» (أم 27:31).  لقد خرجت دينة ابنة ليئة لتنظر بنات الأرض –دون مراقبة وحزم من والديها- فكانت الكارثة! فليعطنا الرب حكمة في المواقف المختلفة: متى نُظهر حزمًا وصرامة ومتى نُظهر لينًا ورفقًا!

5-  نجد في بيت فيلبس العفة والطهارة، إذ أن بناته كن «عذارى»؛ والعذراء تكلمنا عن العفة والطهارة (انظر 2كو 2:11).  كم نحتاج إلى الطهارة في بيوتنا! كم نحتاج إلى جو عائلي مُعطَّر بالقداسة والعفة!  يا ليتنا نحرص على قول الكتاب: «.. لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله» (2كو 1:7).

 ولنا الوعد «مَنْ أحب طهارة القلب، فلنعمة شفتيه يكون المَلِك صديقه» (أم 11:22)، فإن أردنا بيوتًا يجد الرب فيها راحته كالصديق، فعلينا أن نعطرها بأريج من الطهارة.

6-  اتصف بيت فيلبس بالخضوع لكلمة الله في أمور العبادة، فالكتاب يحذر من أن المرأة تُعلِّم (1تي 2) أو تتكلم في كنيسة (1كو 14) لذلك لم تتجاسر واحدة من بنات فيلبس الأربعة أن تعلن نبوة لبولس بما سيفعله اليهود به، الأمر الذي قام به النبي أغابوس.  أحبائي .. هل نخضع نحن ونُخضع أولادنا لما تعلنه الكلمة من جهة العبادة؟ هل نُدرِّب بنينا وبناتنا على العبادة حسب المكتوب منذ نعومة أظفارهم؟

7-  أخيرًا .... نجد في اسم فيلبس درسًا تحذيريًا لنا إذ يعني: محب الخيل، وفيه إشارة إلى قوة الجسد والاتكال عليه، والكتاب يقول صراحة إن الرب: «لا يسر بقوة الخيل.  لا يرضى بساقي الرجل» (مز 10:147)، والخيل نضع اللجم في أفواهها لكي تطاوعنا (يع 3:3).  ولكن فيلبس لم يكن كذلك كمعنى اسمه، فقد ميزته الطاعة.  فعندما أقامه الرسل كشماس لخدمة الأرامل اتضع وأطاع، وعندما أخذه الرب من نهضة السامرة إلى برية، أطاع من القلب فربح الخصي الحبشي.  ليت ما يميز بيوتنا الطاعة، كأولاد لوالديهم، وكعائلات للرب.

 «كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم» وهذا سيجلب البركة لنا ولبيوتنا.

 

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com