عدد رقم 3 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
التدريب في الطريق  

«فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفإ الذي يريدونه»
(مز 30:107)

إن معظم رجال الله على مر الأجيال اعترضت طريقهم التقلبات بشكل ظاهر، مثل أولئك «النازلين إلى البحر في السفن، العاملين عملاً في المياه الكثيرة» الذين قد يقال عنهم: «يصعدون إلى السماوات، يهبطون إلى الأعماق.  ذابت أنفسهم بالشقاء».  قد يُرون أحياناً على الجبل وأحياناً أخرى في الوادي.  أحياناً يتمشون في نور الشمس وأخرى تلفحهم العاصفة.  وليست هذه حالة الأشخاص الممتازين فقط، ولكن كل مسيحي في الغالب مهما كانت حياته مريحة وهادئة يعرف شيئاً عن هذه التقلبات.

وبالحقيقة مَنْ ذا الذي يظهر له أنه يستطيع أن يسلك السبيل المخطوط لرجل الإيمان دون أن يجد أن طريقه غير سهل.  الطريق لا بد أن يكون خشناً، وحسن أن يكون هكذا لأنه لا يوجد إنسان صحيح العقل إلا ويفضل أن يوضع في طريق خشن من أن يوضع في طريق منزلق.  والرب يرى حاجتنا إلى التدريب بالخشونة والصعوبات، ليس فقط لكي نجد الراحة أخيراً أحلى، بل لكي نكون أيضاً أحسن تدريباً واستعداداً وصلاحية لذلك المكان الذي سوف نشغله.  صحيح أننا لن نكون في حاجة إلى تجارب في الملكوت، ولكننا سنكون في حاجة إلى اختبارات النفس التي تكونت وسط تجارب وأحزان البرية .. وسوف ندرك هناك أن طريقنا هنا على الأرض لم يكن أبداً خشناً أكثر من اللازم، بل أننا على العكس ما كنا نستطيع أن نسير دون أحد هذه التدريبات التي وقعت جميعها في نصيبنا.

ونحن نرى الأشياء غير واضحة الآن، وفي غالب الأحيان لا نستطيع أن نرى الحاجة الداعية إلى كثير من التجارب والأحزان.  وأكثر من هذا فطبيعتنا القلقة قد تشعر في أغلب الأوقات أنها معرضة للتذمر والعصيان.  ولكن علينا فقط أن نصبر وسنجد أنفسنا قادرين دون تردد وبروح وحاسيات الرضى الكامل أن نقول: إنه هو يهدينا طريقاً مستقيماً حتى يأتي بنا إلى مدينة سكن (مز 7:107).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com