عدد رقم 3 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
دائماً مع أبي!  

د. بلاك طبيب ناجح ومرموق في مجتمعه، وهو أيضاً زوج صالح وأب ملتزم لا سيما تجاه ابنه بوب.  وهذا الطفل لا يفارق والده أبداً من لحظة عودة الأب إلى المنزل، بل وفي بعض الأحيان كان يصحب الطبيب طفله اللطيف هذا في زيارته للمرضى فيروِّح عن هؤلاء المساكين ولو قليلاً.
ولكن كان هناك مكان واحد لم يذهب إليه الأب والابن معاً على الإطلاق.  هذا المكان هو الكنيسة، إذ في صباح كل أحد كان بوب يذهب بصحبة والدته وشقيقته إلى الكنيسة، ولم يكن يصحبهم الأب بأي حال، لأنه لم يكن مقتنعاً بجدوى الدين. 
استمتع بوب بمدارس الأحد وأحب المدرِّس.  وذات يوم كان الدَرس بعنوان: "بيتنا السماوي"، وقد كان مُشوِّقاً للأولاد جداً، وثارت حوله أسئلة كثيرة منهم وسأل المدرس بوب: "عندما تذهب إلى السماء، ما هو أول شيء ستراه هناك؟"  تلعثم بوب ورد بهدوء: "أنا لن أذهب إلى السماء" .. رد المدرس في دهشة: "لماذا يا بوب؟ بكل تأكيد أنت تريد الذهاب إلى هناك، كل الأولاد والبنات يريدون ذلك".  رد الطفل: "كلا أنا أريد الذهاب مع أبي.  أمي وشقيقتي ستذهبان للسماء" .. وكم كانت هذه الإجابة مؤلمة لقلب المدرس!
وبعد يومين أو ثلاثة، وبينما كان هذا المدرس يعالج عند د. بلاك، أبو الولد، قص عليه هذه الواقعة.  وفي البداية حاول الطبيب أن يضحك على هذا الموقف إذ حسبه دعابة كبيرة، لكنه في الواقع كان يهتز في أعماقه ورد: "نعم هذا هو بوب فعلاً، فهو دائماً يريد أن يذهب إلى حيث أذهب أنا".
رد المدرس بسرعة: "وأين ستذهب يا دكتور؟"  وهنا أصاب سؤال الأخ المريض قلب الطبيب في الصميم، ولم يجد هذا الجراح الشهير مهرباً من تعليق ابنه الصغير هذا، وظل تعليق الولد على سؤال المدرس له، وسؤال المدرس للأب يطاردناه حتى انحنى على ركبتيه في توبة حقيقية لله، وقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً له، وأصبح في المسيح خليقة جديدة (2كو 17:5) وأصبح د. بلاك من الآن رفيقاً آمناً للصغير بوب.
وماذا بالنسبة لك أيها القارئ العزيز؟ هل أنت رفيق آمن بالنسبة لابنك الصغير أو إبنتك؟ وإلى أين تقودهم؟ وإن كان طفلك يذهب معك في كل مكان، فإلى أي مكان ستصحبه في مصير أبدي مشترك؟
أيها الوالدون الأعزاء، رضيتم أم أبيتم، الحقيقة تقول إنكم تقودون صغاركم إما إلى المسيح والسماء، أو بعيداً عن المسيح نحو الجحيم، فأنتم بمثابة مرشدين لهم بحسب ما تعلمنا كلمة الله.
ولكي تأخذ طريقك إلى السماء يقول الكتاب في ذلك بكل وضوح إنه يجب أن تعترف لله بخطاياك وتقبل الرب يسوع المسيح مخلصاً شخصياً لك، مؤمناً بأنه قد مات من أجل خطاياك «فإن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله» (1بط 18:3) وعندئذ تسمع قول الله لك: «لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب» (تك 19:18).
 واعلم أنك إذا رفضت - أو أهملت - خلاص الله المجاني المقدم لك الآن فإن النتيجة ستكون مدمرة «وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني» (رؤ 8:21). 
وكم يكون أمراً مؤسفاً ومأساوياً للغاية أن يقول الله عن ابنك من بعدك: «وعمل الشر في عيني الرب، وسار في طريق أبيه وطريق أمه .. وأغاظ الرب .. حسب كل ما فعل أبوه» (1مل 52:22،53).
ولك أن تختار: «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله» (يو 36:3).
فإلى أين تقود أولادك أيها العزيز؟ بل وإلى أين تقود نفسك أنت؟ ليتك تعود إلى المسيح بالتوبة والإيمان فتنال منه الترحيب والغفران، لبركتك الأبدية وبركة عائلتك أيضاً!                                                                                   

شذرة

• كم يجب أن نكون حريصين في سلوكنا لأجل مجد الرب، وعدم إعثار الآخرين.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com