عدد رقم 2 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ساعة الشركة اليومية  

«أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها.  أنصحك عيني عليك»
(مز 8:32)

(منقولة عن الفرنسية وهي موضوعة في شكل خطاب موجه من الله للمؤمن)

يا ابني لا تحتاج إلى كثير من العلم لكي ترضيني، بل يكفي أن يكون لك كثير من المحبة لي.  تكلم معي كما تتكلم مع أم رؤوم فاتحة ذراعيها لكي تضمك.

هل لك أشخاص تريد أن تصلي لأجلهم؟ أخبرني بأسماء أقاربك وأصدقائك واسألني بعد كل اسم عما تريدني أن أفعل له.  وسّع دائرة الطلب واسأل لأجل كثيرين جداً لأني أحب النفوس السخية التي تنسى ذاتها في اهتمامها بالآخرين.  تكلم معي عن الفقراء والمحتاجين الذين تريد مساعدتهم، وعن المرضى الذين رأيتهم يتوجعون.  اذكر الخطاة الذين تشتاق إلى خلاصهم، وتكلم معي عن أي شخص يبدي نحوك شيئاً من النفور وأنت تريد أن تربح محبته.

صلِّ بحرارة واهتمام لأجل كل هؤلاء وتذكّر إني قد وعدت أن أسمع كل صلاة صادرة من القلب حقيقة.  ولا شك أن الصلوات التي تُرفع لأجل مَنْ تحبهم تصدر من القلب.

هل لك طلبات خاصة لأجل نفسك؟ اعمل - إذا أردت - قائمة طويلة بكل احتياجاتك وأشواق نفسك وتعال أعرضها عليَّ.  أخبرني بكل بساطة وصراحة أنك شاعر بكبريائك وبحب ذاتك وبسرعة شعورك بأقل شيء يمس كرامتك.  أخبرني عن انحطاط أميالك واطلب مني أن أساعدك في جهادك للتغلب على هذه الأمور. لا تخجل يا ابني المسكين.  يوجد كثيرون في السماء الآن من القديسين الذين كانت لهم مرة نفس الغلطات التي تتعبك، وقد أتوا إليَّ بالصلاة فحصلوا شيئاً فشيئاً على الغلبة على تلك الأمور.

لا تحجم عن طلب بركات لأجل جسدك وعقلك - لأجل صحتك وذاكرتك ونجاحك.  إني أستطيع أن أمنح كل هذه ودائماً أمنح كل ما يساعد على قداسة النفس.

والآن ماذا تريد أن تطلب يا ابني لهذا اليوم؟ آه ليتك تدري كم من الخير أشتاق أن أمنحك إياه!! هل رسمت لنفسك بعض الخطط والمشاريع؟ هيا أخبرني بها.  هل تتعلق تلك الخطط بالأشغال التي تزاولها؟ فماذا تريد أن تسأل بخصوصها؟ هل رغبة قلبك أن تجلب السرور لأفراد عائلتك؟ فما الذي تشتاق أن تفعل لهم؟

ثم ماذا من نحوي أنا؟ ألا تحب أن تخدمني بأكثر غيرة؟ ألا تشتاق أن تسعى لخير نفوس ذويك وأصدقائك الذين ربما تغافلوا عني؟ كلمني عن أولئك الذين تهتم بخيرهم وعن الوسائل التي تريد أن تستخدمها لصالحهم.  أنت تعلم إني أستطيع أن أحوّل كل القلوب إلى الاتجاه الذي يرضيني.

هل يفزعك شبح مصيبة قادمة؟ هل يستولي على قلبك رعب من شيء ولو أنه خيالي لا أساس له إلا أنه شديد الوطأة على نفسك؟ إذاً فألقِ بنفسك في أحضاني.  أنا معك وأنا أنظر كل شيء ولن أتركك وحيداً فاطمئن.

اكشف لي عن تقصيراتك وأنا أريك مسبباتها.  هل لك ما يحيرك ويربكك؟ صارحني بكل شيء بلا تحفظ.  هل هناك مَنْ أساء إليك وألم شعورك؟ أخبرني بذلك تفصيلاً ولكن لا تنس أن تقول في نهاية قصتك إنك مستعد أن تتغاضى عن كل شيء وتصفح عن كل شيء لأنه على هذا الأساس وحده تنال بركتي.  وهل يوجد في الوسط الذي تعيش فيه مَنْ تشعر أنه يقابلك بفتور أكثر من ذي قبل دون أن تعلم لذلك من سبب ودون أن تذكر أنك ارتكبت ضده أي خطأ؟ صلِّ إليَّ بحرارة لأجلهم وأنا أرد عواطفهم نحوك إذا رأيت أنهم نافعون لك في القداسة العملية.

ألا توجد لك أفراح تريد أن تخبرني عنها؟.  لماذا لا تشركني في مسراتك؟ أخبرني الآن ماذا حدث منذ الأمس مما يسرك أو يبهجك؟ أهي زيارة غير منتظرة استفدت منها كثيراً؟ أم هو خوف قد تبدد واضمحل تماماً؟ أم قد صادفت نجاحاً لم تكن تتوقعه؟ أم قد وصلتك علامة حب وعطف - كخطاب من حبيب أو هدية لطيفة من صديق؟ أم هي تجربة زالت وتركتك أقوى إيماناً من ذي قبل؟ كل هذه قد رتبتها أنا لك فاظهر لي الآن مقدار ممنونيتك لأجلها وقدِّم لي حمداً وشكراً.

هل عزمت على أن لا تزج بنفسك فيما بعد في تجربة معينة، وأن تتخلى عن أمر يقودك بسهولة إلى الشر؟ هل وطدت العزم على أن تمتنع عن قراءة كتاب كان يلوث مخيلتك، وأن تهجر صديقاً كان وجوده معك مكدراً لسلام نفسك ومبعداً لك عن حياة التقوى؟ وهل أنت مستعد أن ترد خيراً بدل الأذى الذي يعمله معك الناس فتغلب الشر بالخير؟ إذاً فامض يا ابني وابدأ في العمل بسكون وتواضع، بوداعة وخضوع، وعُد إليّ غداً واسكب أمامي قلباً يزداد في الأمانة والحب من يوم إلى يوم. 

وفي الغد سيكون لديَّ بركات جديدة جاهزة لك.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com