عدد رقم 2 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بعـد أن أجـد شريك الحياة تنسيق الأدوار في الزواج المسيحي   من سلسلة: الأسره المسيحيه..

مركز الرجل والمرأة بحسب التصميم الإلهي

  • الرجل صورة الله ومجده:
    «فإن الرجل .. هو صورة الله ومجده.  وأما المرأة فهي مجد الرجل» (1كو 7:11).
    هنا يتحدث الرسول بولس عن الترتيب اللائق في الكنيسة فيبين أن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. 

    الرجل هو: «صورة الله» أي الممثل المرئي له.  وهو أيضاً «مجد الله» أي الذي فيه ومن خلاله تظهر الصفات الإلهية في جمالها. 

    هذا ليس قاصراً على الكنيسة، لكنه مبدأ عام.  وهو يخلع على الرجل شرفاً عظيماً وفي ذات الوقت يضع عليه مسئوليات خطيرة.  فالرجل في بيته هو الممثل لله أمام زوجته وأولاده وعليه أن يمارس السلطان باعتباره الرأس.

     ثم هو: «مجد الله».  أي الذي من خلاله تَرى الأسرة الصفات الإلهية الرائعة: المحبة والرحمة والصلاح والقداسة والغفران والأمانة والعطاء.  يا للشرف!! ويا للمسئولية!!
  • المرأة مجد الرجل:
    أما المرأة فهي مجد الرجل».  بمعنى أن المرأة عندما تأخذ مركزها الصحيح في خضوع للرجل فإنها بذلك تعلن مجده.  وما هو مجد الرجل؟  إنها الصفات الجميلة المعطاة له من الله ليظهرها وأن يمارس سلطانه كممثل لله.  من هنا نفهم أن المرأة بخضوعها للرجل فإنها تفسح له المجال ليمارس دوره ومسئولياته.  إنها تقف خلفه لكي تعينه وتسنده، وبهذا يُعلَن مجد الله.

    تُرى أ يوجد شيء تحتاجه بيوتنا أكثر من استعلان مجد الله فيها؟؟

    انظر المقابل في بيوت غير المؤمنين حيث لا يُعتَرف بالمسيح رباً ولا بكلمته دستوراً، وتأمل الأوضاع المقلوبة.  فالمرأة قد تكون هي المسيطرة وتهمِّش دور رجلها تماماً ولا تعطيه مركزه.  والأولاد الذين يشبُّون في هذا المناخ يفتقدون السلطان الأبوي فيتمردون على والديهم أو يصابون بالمشاكل النفسية نتيجة انعدام الإحساس بالأمان، فتراهم يعانون من الخوف والشعور بالنقص مما يفتح الباب أمامهم للانحراف في سن مبكرة.  وربما يعاني الأولاد أيضاً نتيجة الشعور بالنقص من الرغبة في التسلّط فيصبحون فيما بعد أزواجاً مستبدين متحكمين في زوجاتهم فتتحطم حياتهم الزوجية. 

    ما أخطر التهاون بفكر الله والتلاعب بالمبادئ الإلهية! إن عواقبه وخيمة للغاية!!
  • المرأة من الرجل:
    «لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل» (1كو 8:11).  لقد خُلق آدم أولاً وخرج من بين يدي الله مباشرة.  أما المرأة فقد كونها الله من آدم، لما أوقع عليه سباتاً فنام وأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً، ثم بنى الرب الضلع التي أخذها من آدم امرأة.  إذاً المرأة استمدت وجودها من الرجل.  إنها ليست أسبق منه بل تالية له.  وبالتالي فإنها تأخذ مكان الاعتماد عليه والخضوع له لا التسلط عليه (لهذا السبب علّم الكتاب أن المرأة في الكنيسة ليس مأذونٌ لها أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت – نقرأ ذلك في 1تيموثاوس الأولى 12:2).
  •  المرأة من أجل الرجل:
    «لأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل» (1كو 9:11).  فالرجل لم يُخلَق ليسدد حاجة المرأة، بل المرأة أوجدها الله لتسدد حاجة الرجل «أصنع له معيناً نظيره» (تك 18:2).  لقد أحضرها الله إلى آدم لتشاركه مجده ولتتجاوب معه ذهنياً وعاطفياً ولتكون المعين المناسب له في مسئوليته.  المرأة هي من الرجل باعتبار مصدرها.  وهي من أجل الرجل نظراً لدورها.

    ولنلاحظ أن هذه العلاقة بين الرجل والمرأة هي بالخلق، قبل السقوط، وبالتالي فإن دخول الخطية وعواقبه ليس له أي شأن بها.  (لئلا يتحجج أحد بأن هذه هي نتائج السقوط وأن المؤمنين الذين تمتعوا بالفداء ليسوا ملتزمين بهذا الترتيب).
  •  توازن وتكامل:
    «غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب.  لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة.  ولكن جميع الأشياء هي من الله» (1كو 11:11، 12).  إن رئاسة الرجل وخضوع المرأة أمر يتفق والاعتماد المتبادل أحدهما على الآخر.  فرئاسة الرجل لا تجعله مستقلاً عن المرأة شاعراً باكتفائه الذاتي. 

    وخضوع المرأة لا يعني أنه من الممكن الاستغناء عنها.  إن كلاً منهما لازم للآخر ومكمّل له ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر، وهذا «في الرب»، أي في خضوع لما حدده ورتبه الرب.

    المرأة هي من الرجل بالخلق، الرجل هو بالمرأة بالولادة.  وهذا يرينا التوازن الرائع في التصميم الإلهي، كيف أن كلا منهما يظل مدركاً احتياجه للآخر وعدم إمكانية استغنائه عنه.  إن سلطان الرجل أُعطيَ له من الله ليستخدمه بالطريقة الصحيحة وللغرض الصحيح، وليس معنى ذلك أنه في ذاته له أي تفوق على المرأة ولا حق له أن يتحكم فيها أو يقهرها أو يستبد بآرائه ويتجاهلها.  كلا.  إنها شريكته في كل شيء.

    إن المرأة تقوم بدور خطير في تأثيرها على الرجل وتشكيل شخصيته.  كأم لها دورها الخطير في تعليم أولادها وتدريبهم.  إنها مدرسة يتخرج منها جيل كامل.  فمن ولادة الطفل حتى صيرورته رجلاً بالغاً، يعتمد الشخص اعتماداً رئيسياً على أمه ويتشكل بها بطريقة فريدة وعجيبة.  وبعد أن يصير رجلاً فإنه يعتمد أيضاً على المرأة بقدر كبير جداً في حياته العملية والروحية. 

    وفي الزواج فإن الرجل لا يمكنه أن يكون أميناً للرب فعالاً في خدمته ما لم يكن معتمداً على امرأة فاضلة.  وفي عمل الرب لا يمكن أن تنجز الخدمة بواسطة الرجال وحدهم، إذ لا بد من دور النساء.

    إذاً قصد الله أن يكون الرجل والمرأة في تكامل عجيب أحدهما مع الآخر.  الرجل هو الرأس، هو القائد، هو المدبر، والمرأة هي المعين، هي الشريك وهي مصدر التعضيد.

    ما أعظم إلهنا‍‍!! وما أروع تصميمه!! 

    (يُتبع)  

 شذرة
  الله يعطي لنا الوعد، والإيمان يقبله، والرجاء يتوقعه، والصبر ينتظره.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com