عدد رقم 2 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
هل أنت مستعد؟!  

كان هذا في الصباح عندما تلقت "آن" أخباراً مزعجة وقعت عليها مثل الصاعقة.

فقد كانت "آن" في الليلة السابقة قد استمتعت بسهرة رائعة مع مجموعة من الأصدقاء من الجنسين.  وبعد انتهاء السهرة عاد كل منهم إلى منزله مسروراً.  ولكن بينما كان أحد الشبان يقود سيارته مسرعاً في طريقه لمنزله، اصطدمت السيارة وتحطمت، وقتل في الحادث.

وقفت "آن" بجوار التليفون لا تقوى على الحركة بعد أن تلقت تلك المكالمة المفزعة.  وكانت ترتعد في خوف وهي تقول لنفسها: يا له من مصير!! يا لها من نهاية قاسية!!

لقد كان هذا الشاب معي منذ ساعات قليلة، ممتلئاً بالحيوية والسعادة والضحك، والآن، هل مات بهذه السرعة؟

وفجأة عبر أمامها شريط طويل يصور لها كل حياتها، تلك الحياة الباطلة، المليئة بعدم اليقين، ثم ملئها الرعب من الأبدية التي لا بد ستعقب هذه الحياة الفارغة.  كما أنه كان من الممكن أيضاً أن تكون في نفس المكان الرهيب الذي يوجد فيه ذلك الشاب الآن، لو أنها قبلت دعوته بالأمس لتوصيلها إلى بيتها بعد انتهاء السهرة.

ولم يقطع حبل تفكيرها المضطرب سوى صوت زميلة لها اعتادت أن تمر عليها كل صباح ليذهبا سوياً إلى الكلية.  وسمعت صوت زميلتها من الشباك قائلة: "آن"، هل أنت مستعدة؟ كان هذا السؤال من تلك الزميلة سؤالاً عادياً يتكرر كل صباح.  وكانت إجابتها دائماً: نعم.  سوف آتي حالاً.  ثم تخرج لترافق زميلتها للكلية.

ولكن في هذا الصباح كان لهذا السؤال وقع مختلف على "آن"، لذلك أجابت زميلتها: كلا.  لست مستعدة بعد، لا تنتظريني.

وبعد أن مضت الزميلة في طريقها، بدا وكأن شخصاً آخر كان هو الذي يسألها ذلك السؤال: هل أنت مستعدة؟ وبدا وكأن الرب نفسه يكرر عليها نفس السؤال: "آن"، هل أنت مستعدة؟ فأجابت هذه المرة بالقول: كلا، أنا لست مستعدة.  لست مستعدة للموت، لست مستعدة لمقابلة الله.

لقد رأت أمام عينها الآن حالتها المؤسفة، وكل الفراغ الذي يملأ حياتها، كما أنها رأت النهاية التعيسة التي تنتظرها لو أنها ماتت في أي لحظة.

ولم تهدأ "آن" حتى استطاعت أخيراً أن تجيب بثقة: نعم.  أنا مستعدة الآن، فلقد وجدت الراحة الحقيقية عندما طلبت من الرب يسوع أن يغفر لها جميع خطاياها وأن يخلصها من حالتها التعيسة.

لقد أتى بي الله من خلال النار إلى معرفة ذاتي أني خاطئة فطلبت منه الرحمة ..

صديقي القارئ ..

يقول الكتاب المقدس لكل منا: «استعد للقاء إلهك» (عا 12:4).  فهل أنت مستعد؟ وإن كانت إجابتك: كلا.  لست مستعداً بعد.  فلماذا لا تأتي للمخلص الوحيد يسوع المسيح الذي ينادي قائلاً: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم» (مت 28:11)؟

«هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة، وأنت تعلقت بنفسي من وهدة الهلاك، فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي» (إش 17:38).

تقول الترجمة الإنجليزية: «هوذا عوضاً عن السلامة كانت لي مرارة فوق مرارة لكنك في محبة خلصت نفسي من وهدة الهلاك لأنك يا رب طرحت كل خطاياي وراء ظهرك».

كانت نتيجة حدوث انفجار في مصنع أن أصيب عدد كبير من النساء العاملات فيه.  ذهبت أخت مؤمنة غيورة لزيارة المصابات في المستشفى فأتت بجوار فراش شابة جميلة لها من العمر حوالي عشرين سنة فقط وقد أصيبت إصابة خطيرة ويُشك في إمكانية استعادة بصرها.  اهتزت عواطف الزائرة للحالة التي رأتها وبعد أن وقفت فترة بجوار سريرها لا تستطيع أن تتكلم قالت للشابة المصابة يا عزيزتي لا بد أن الأمس كان أسوأ يوم في حياتك! ولدهشة الزائرة كان الجواب: لا.  بل كان أحسن يوم في حياتي.

قالت الزائرة متعجبة كيف تقولين هذا وأنت مصابة إصابة خطيرة وترقدين ربما على حافة الموت؟

أجابت الشابة: أنا أعرف ذلك لكن حقيقي أنه كان أحسن يوم لي. لقد أتى بي الله من خلال النار إلى معرفة ذاتي أني خاطئة فطلبت منه الرحمة فسامحني بكل شيء من أجل خاطر يسوع، النار المرعبة وآلامي جعلتني أفكر في الآلام التي قاساها المخلّص على الصليب من أجلي.  ثم قالت بصوت مرتفع بابتهاج كم أنا سعيدة لأني أصبحت الآن للمسيح وأستطيع أن أستريح بين ذراعيه فقد صار لي سلام مع الله.

لقد احتملت الألم بصبر لأنها وضعت نفسها وكل حياتها في يدي الرب يسوع واستراحت في محبته.  نعم كان الألم الشديد الذي سمح الله أن يأتي لها سبباً في خلاصها الأبدي.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com