عدد رقم 2 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

وعندنا الكلمة النبوية (2بط 19:1)

ذكرنا أن مجيء الرب يسوع الثاني لأجل قديسيه لا يرتبط بعلامات معينة، وإنما العلامات ترتبط بمجيئه للعالم (ظهوره).  والكتاب المقدس حدثنا عن علامات كثيرة أبدؤها بالعلامات السياسية والتي أقسمها إلى ثلاثة موضوعات:

الهيكل، شجرة التين، الحروب

الهيكل

بنى الملك سليمان الهيكل الأول في سبع سنوات، وقد خُرِّب أكثر كم مرة، لكنه استمر قائماً في مكانه إلى أن أعيد تجديده أيام هيرودس الكبير في ست وأربعين سنة (يو 20:2)، وكان يعتبر الهيكل آنذاك فخر الأمة، إنه يقف شامخاً في موقع فريد على جبل المُريّا محاطاً بأشجار الزيتون.

والهيكل بمشتملاته يغطي مساحة 35 فداناَ محاطاً بإفريز مرتفع على حافة الجبل، وهو الهيكل الذي شرّفه الرب بدخوله شخصياً أكثر من مرة لما كان على الأرض وكان يدعوه «بيتي» (مت 13:21)، و«بيت أبي» (يو 16:2).  ولكنه بعد أن رُفض من شعبه قال لهم: «هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً» (مت 38:23، 22:24).

وقد تحققت نبوة الرب بخراب الهيكل بعد أقل من 40 سنة من صعوده إلى السماء ولا ينسى التاريخ ما حدث سنة 70 م عندما ذهب تيطس الروماني على رأس جيش قوامه مائة ألف جندي إلى أورشليم وحاصرها مدة أربعة أشهر، وكان أشد حصار ذُكر في التاريخ، وعانى الشعب من الضنك والجوع بسبب الحصار، وهرب كثيرون من الضيق في المدينة فكان يقابلهم أسوأ مصير إذ كانوا يؤسرون بواسطة جنود تيطس ويعدمون صلباً خارج أسوار المدينة، حتى أن الخشب اللازم لإعداد الصلبان لإعدام هؤلاء قد استنفذ الأشجار التي كانت قائمة هناك لأنهم كانوا يُصلبون بالآلاف، وهذا جزاء عادل إذ أنهم في ذات الموضع كانوا قد أعدوا الصليب لرئيس الحياة وسمروه عليه ظلماً «لا تضلوا! الله لا يشمخ عليه.  فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً» (غل 7:6) وهنا نتذكر كلام الرب الذي قال: «بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم» (مت 2:7).

وفي ذات الوقت أخذ أحد رجال الجنود الرومان شعلة متقدة بالنار وقذف بها داخل باب الهيكل فامتد لهيبها بسرعة واشتعلت النار في جميع الأرجاء، وهكذا احترق الهيكل الجميل، ولم يترك فيه حجر على حجر، وتمت نبوة الرب على جبل الزيتون.

ويقول "يوسيفوس" المؤرخ اليهودي بأن ما يربو على المليون شخص قد هلك في الحصار والدمار الذي حل بأورشليم وأن ما يقرب من 97 ألف شخص أخذوا أسرى إلى روما؛ وهكذا تمت النبوة الواردة في  سفر دانيال 26:9 من الناحية التاريخية: «وشعب رئيس آتٍ يُخرِب المدينة والقدس (الهيكل)، وانتهاؤه بغمارة (يأتي الخراب كالطوفان)، وإلى النهاية حربٌ وخِرَب قضي بها».

وهكذا  احــترق الهيكل الجميل ولم يُترك  فيه حجر على حجر ...

ويخبرنا التاريخ أيضاً عن اضطهادهم في دول كثيرة مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وروسيا.

أحزان الرب وبكائه على أورشليم

هل تُنسى دموع الرب وأحزانه عندما بكى على أورشليم؟ وهل تُنسى مرثاته عندما قال: «إنك لو علمت أنت أيضاً، حتى في يومك هذا، ما هو لسلامك! ولكن الآن قد أُخفي عن عينيك.  فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة، ويُحدقون بك، ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك، ولا يتركون فيك حجراً على حجر، لأنك لم تعرفي زمان افتقادك» (لو 41:19-44)؟

كان الرب يعلم مقدماً ما سيجتاز فيه هذا الشعب، ولم يشهد التاريخ شعباً قاسى ألواناً من عذابات رهيبة مثل هذا الشعب الذي رفض مسيحه في زمان الافتقاد.

وهكذا سيحصد هذا الشعب حصاداً رهيباً جزاء ما فعله بابن الله، ويحدثنا التاريخ في العصور الغابرة عن العذابات الرهيبة التي اجتاز فيها هذا الشعب، والتي تقشعر لها الأبدان غير أن بقية العذاب ستأتي في المستقبل.

جريمة العالم لن تنسى

إن المؤامرة العالمية التي دُبرت ضد المسيح، والتي انتهت بصلبه لن تنسى إلى الأبد، وستظل آثار هذه الجريمة باقية.  فمنذ أن قام قايين على أخيه هابيل وقتله، لم تُقترف جناية تحت الشمس أكثر ظلماً وإجراماً من جناية اليهود عندما صلبوا ابن الله ظلماً وحسداً.

ومضى على هذا الشعب الآب أكثر ألفي عام وهم تحت القضاء والتأديب الإلهي إلى أن يدخلوا وهم تحت القضاء والتأديب الإلهي إلى أن يدخلوا سنوات الغضب العظيم عندما يقعون بين مخالب الضيقة وآلامها المريرة حتى يطلبوا التوبة عن هذا الذنب وجريمتهم العظمى.

وعندما يظهر الرب يسوع للعالم سيثبت عليه الاتهام بما اقترفه في حقه، وآثار فعلته ستظل باقية في يديه وقدميه المثقوبتين، وكذلك جنبه المطعون، عندما يتم المكتوب «هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه ..» (رؤ 7:1). 

عزيزي القارئ ..

ما هو موقفك من الرب يسوع الآن؟ إنه الحجر الحي المرفوض من الناس ولكن مختار من الله كريم (1بط 4:2).
إذا قبلته مخلصاُ وفادياً تصير حجراً حياً في هيكل روحي كبير، ويسكن الله فيك بالروح القدس، في الوقت الذي لم يعد له هيكلاً مادياً يسكن فيه الآن فهل تبغي الضمان الأبدي وراحة القلب والضمير، إنه يمد يده الآن إليك مرحباً بك، فهل تأتي إليه؟  واعلم تماماً أن مَنْ يسقط على هذا الحجر يترضض، ومَنْ سقط هو عليه يسحقه (مت 44:21).

أما الجزء الثاني من موضوعنا عن «شجرة التين» يطرح أمامنا بعض التساؤلات:

  • ماذا عن الشجرة العقيمة التي تنتج ورقاً دون ثمر؟
  • ولماذا لم تثمر هذه الشجرة؟
  • وماذا عن الأوراق التي بدأت تظهر منذ أكثر من نصف قرن؟
  • ومَنْ هو الشعب الوحيد في العالم المسجل جميع أفراده على الكومبيوتر؟
  • متى ستُخرج الشجرة أغصاناً وتأتي بثمر ..؟
  • ومتى سينتهي الشتاء ببرده القارس؟

هذا ما سنجيب عنه في العدد القادم بمشيئة الرب فإلى الملتقى .. والنعمة معك.

(يتبع) 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com