عدد رقم 2 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ثق بأن لله قصداً  

«لماذا تخاصمه؟ لأن كل أموره لا يجاوِب عنها» (أي 13:33) …

    أخي المتألم الذي بين شقي الرحى وترى كل شيء أنت فيه بلا غاية مما يجعله شديد الوطأة، لكن عندما تنظر إلى ما أنت فيه بمنظار الله سوف تتحمل بصبر لأنك تثق بأنه لن يصيبك شيء إلا بسماح من محبته وتجد أن هذه المحبة سيّجت من حولك وتدرك أن كل شيء أتاك وكل ضائقة دخلت فيها نفسك لم يأت بمحض الصدفة أو بإرادة أحد من البشر كائن من كان محب أو خصيم، بل كل شيء بقصد إلهي وخطة حكيمة له وغاية في قلب معبودنا.

أخي ستصل في النهاية إلى معرفة أن مَنْ قصدوا بك شراً قصد الله به خيراً لك .. أخي إنك لا تدرك الآن ما هو صانع ولا تعلم ولكنك ستفهم فيما بعد «إن الشونير (حبة البركة) لا يُدرس بالنورج، ولا تدار بكرة العجلة على الكمون، بل بالقضيب يُخبط الشونير، والكمون بالعصا.  يُدق القمح لأنه لا يدرسه إلى الأبد» (إش 27:28).

تأمل يا أخي في هذه الحبوب التي يسمح لها بالتخبيط والدرس .. أخي إنه لإزالة الغلاف الخارجي أي لقهر الجسد وإماتة الذات وإبراز الثمر في روعة، هكذا المؤمن بعد خروجه من بوتقة ألمه يُستخدم في شفاء إخوته كما في الشونير (حبة البركة)، وأيضاً الكمون يرمز للمؤمن وهو ذو رائحة طيبة وطعم، والقمح يرمز للمؤمن أيضاً للغذاء والشبع.  فوائد كثيرة من وراء معاملات الله هذا هو قصد الله، وأنت تعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، والذين يتألمون يستودعون نفوسهم كما لخالق أمين مستمرين في عمل الخير، واعلم يقينا أنه سيُخرجك من التجربة كما نَوى في علمه وأن يتم قصده الذي هو لخيرك.

أخي اسمع القول: «قولوا للصديق خير» واعلم أن كل ما يحدث يخرج من رب الجنود عجيب الرأي عظيم الفهم.  بحق نقول عنه قول أليهو: «القدير لا ندركه.  عظيم القوة والحق، وكثير البر.  لا يجاوِب» (أي 23:37).

أخي ورفيق في الألم، الله لا يحوِّل عينه عن البار، ينجي البائس في ذله .. أخي اعلم أنه يستطيع كل شيء ولا يعثر عليه أمر، صدق مَنْ قال: "إن المساوئ التي نشاهدها والأسرار الغامضة المحيطة بالأحزان التي نكابدها لها مفتاح واحد هو أن هذه الحياة الغريبة المتعبة ما هي إلا مدرسة قد أعدها الله لنا وهو بمحبته أدخلنا فيها ليكون خريجها نافعاً مستعداً لكل عمل صالح".

أخي رنم معي:

    ّوسط الوادي هو راعيّ     هو الفادي الغالي على 
مين يسندني في وقت أنيي   نغيرك ربي يا خير معين
 وعدك ليّ يطمن قلبي         وإنك دايماً تمسك بيميني
مين ينقذني من تجربتي وينجيني  إلا أنت يا حبيبي يا نصيبي

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com