عدد رقم 1 لسنة 2007
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
الصحوة الدينية وثقافة الإحباط

"قد كان أول عمل عمله الإنسان خارج الجنة التي طُرد منها، بحسب ما نقرأ في الكتاب المقدس، هو ما ورد في تكوين 4، عندما قدّم قايين من أثمار الأرض قربانًا للرب...نعم إن الدين هو حاجة الإنسان الأولى، وهو ما تعلّمناه من قايين أول ابن لآدم. وممارسات الإنسان على طول تاريخه، وحتى اليوم، ترينا إلى أي مدى يتغلغل الدين في كيان الإنسان. ذلك لأن عند الإنسان نزعة دينية قوية، حتى أن سقراط لما قال إن الإنسان حيوان ناطق، خالفه بعض زملائه قائلين: ”بل هو حيوان متديّن“. بل إننا من تكوين 4 نفهم أن دين هذا العالم كان أسبق من دنياه!.

وعلى صعيد المستوى العالمي، تؤكد الإحصائيات زيادة عدد المتدينين، وزيادة تعمق المتدينين في ديانتهم، أي أنها تؤكد أن هناك نموًا كمّيا وأيضا نوعيًا للدين...والمراقب للنشاط الديني المسيحي في مصر، لا بد أنه سيلحظ أن هناك أيضًا صحوة دينية مسيحية في ذات الفترة، تشمل الأوساط التقليدية وأيضًا البروتستانتية...هنا لا بد لنا أن نتساءل عن ما هي العوامل التي بعثت هذه الصحوة الدينية العامة في الغرب والشرق.وهل هذه العوامل نفسها لها دور في بعث النهضة المسيحية الحالية؟

والدين على النقيض تمامًا من المسكنة بالروح؛ فاعتناقه وممارسة فرائضه تجعل الإنسان يرى أنه على قمّة الأرض وأفضل من وُجد على ظهر البسيطة... التدين على استعداد للاهتمام بأدق الأمور، حتى وإن كان النعنع والشبث ضئيلا القيمة، ما دام الأمر يتعلق بالمظهر؛ لكنه بينما يصفي عن البعوضة يبلع الجمل، طبعًا بعيدًا عن الأعين!!

الممارسات الروحية ، لكي تكون بصورة صحيحة، تحتاج إلى قدر عالٍ من الروحانية والتقوى في الأفراد، ونشاط الروح القدس في حياة الفرد والتدريب على صوته لقيادة الجماعة. فهو الذي ينشئ الأشواق ويعطي الإدراك الواعي لكل جزء فيها، ويعطي دوافع نقية للحركة. هو الذي يقود النفس في سجود من قلب فائض ممتلئ بالشعور بالنعمة الغنية «فاض قلبي بكلام صالح». وهو الذي ينشئ صلوات تُرفع بلجاجة وبثقة وبإدراك أنها حسب مشيئته. وفى الخدمة أيضًا هو الذي يعطي كلام لسداد إعواز المخدومين."

مقالات العدد:
 
أخبر صديقك عن المجلة:
مجلة نحو الهدف
مجلة المراعي الخضراء
موقع إذاعة الإجيل
دار الأخوة للنشر قريباً
 
 
 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com