عدد رقم 1 لسنة 2007
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
قصة واقعية  

في شهر أكتوبر سنة 1996 عرفت الرب عن طريق الاستماع لكاهن مؤمن يقوم بالتبشير بالإنجيل بوضوح في كنيسة تقليدية بالقاهرة.  وقد أرسل الرب لي شرائط  الكاسيت الخاصة به في أصعب وأبأس وأكثر أيام حياتي مشكلات!  سمعت وآمنت واستمتعت ببهجة الخلاص.

ذهبت إلى الكنيسة القريبة من منزلي، وهي واحدة من أكبر الكنائس في الإسكندرية، لكي أكرم الرب و أتعمق في العلاقة والشركة معه.  وأخذت أمارس الطقوس والصلوات بنشاط وإخلاص شديدين.  وقابلت أحد الكهنة الذي فرح جدًا بنشاطي و تواجدي المستمر، وأخذ يرشدني إلى مزيد من الصلوات المحفوظة والطقوس.  وكلما كنت أؤدّيها، كان يشجّعني ويطمئني على أن هذا هو طريق القداسة والنجاح الروحي.  وكلما كنت أمارس هذه الطقوس كنت أشعر بالرضا عن نفسي، وبأني أفضل من الآخرين الذين لا يمارسونها، لكن في ذات الوقت كنت أشعر بأنها عبء ثقيل في علاقتي بالله!!  فكنت بعد أن أصلى الصلوات المحفوظة، بعد معاناة، أقوم بالكلام مع الله.  وكنت أشعر، وأعلن لكل شخص، أن هذا هو أمتع وأحلي وقت في الصلاة، ولكن لا بد أن نتمِّم ما يطلب منا علي أساس أن هذه فرائض وضعها الله!!!

استمر هذا الوضع حوالي 5 سنوات إلى أن جاء يوم طلب مني الأب الكاهن أن أصلى سبع صلوات في كل صلاة 12 مزمور ومن 4-5 قطع أقوم بتلاوتها كل يوم!!  وعندما قلت له: إنني لا أستطيع لأنني لا أملك الوقت ولا الطاقة لفعل هذا.  قال لي: لا يهم الوقت، قُم مبكرًا و صلي جميع الصلوات بسرعة كبيرة في نصف ساعة، لكي تكون قد تمّمت قانونك ولو بدون فهم أو تركيز، لأن الله يفرح بالأمانة والتغصُّّّب!!  كان هذا الكلام صدمة كبيرة رفضتها من كل قلبي وفكري، بل جعلني أفكّر في كل ما أمارسه من طقوس وفرائض.  بل وجعلني أنظر حولي للذين يمارسون الطقوس معي لأكتشف كَمّ الملل والضجر الشديد في كل مرة يقومون بها.  و أيضًا كَم الشعور بالرضا الوهمي عن النفس، والتفوق على الآخرين!!  فكنت أجد من يتظاهر أنه قضى 12 ساعة في الكنيسة لحضور طقوس بلغة لا يفهمها!  ثم يعلن أنة اختبر التواجد في السماء . 

من وقتها أخذت ألاحظ أن كثرة ممارسة هذه الطقوس لم يكن يؤدي بى إلى حياة التقوى الحقيقية، ولا كان يفعل هذا في الذين من حولي، بل على العكس كان ينمّي فيَّ شعورًا بالكبرياء والرضا عن النفس.  والآن أنا أشهد أنه لولا عمل روح الله وحزنه فيّ في ذلك الوقت، لكانت حياتي قد دُمّرت تمامًا بسبب هذا الكبرياء!!

كل هذا جعلني أبحث عن الوسيلة الحقيقية للنمو في العلاقة مع الله، وللتحرر من عبودية الكثير من الخطايا التي كنت أصرخ للرب طالبًا الحرية منها.  واستجاب الرب بنعمته لصلاتي، وأرسل لي مجموعة من  الكاسيتات لأحد خدام الرب وجدت فيها طعامًا جديدًا مختلفًا تمامًا عن كل ما تعودت سماعه من قبل.  وجدت فيه غذاءً حقيقيًا لروحي الجائعة إلى الله.  ومن خلالها وجدت الكتاب المقدس ينفتح أمامي، واكتشفت أن أجزاءً كثيرة في الكتاب لها معنى عظيم لم أسمعه من قبل، ولم يكن يخطر على بالي، بينما كانت حياتي الروحية تحتاج إليه بشدة.  أصبحت هذه الكاسيتات مصدر غذائي الوحيد، ومنها تعلمت أن العلاقة مع الرب ليست فروض وطقوس، لكنها علاقة مبنية على الحب الذي بدأه هو، والذي يجد المؤمن صداه في قلبه في كل لحظة.  ومن خلال هذا الصدى يتعامل المؤمن مع الرب سواء في صلاة أو صوم أو حضور اجتماع يكون الرب هو السيد و المركز فيه وهكذا. 

وهنا بدأت اجتاز في صراع عنيف بين ما تعودت عليه وعشت فيه، وبين ما صرت أعيش وأطعم عليه.  وعندئذ قرّرت أن أتوقف عن سماع هذه الكاسيتات لمدة ستة شهور ولا أقرا سوى الكتاب وحده.  وفي هذه الفترة تأكدت أن كل ما كنت أسمعه كان يتفق تمامًا مع ما أقراه الآن في كلمة الله.  فعُدت مرة أخرى، بكل فرح وشوق واقتناع، أسمع وأتعلم حتى أرشدني الرب من خلالها للعبادة بالروح والحق، وكان هذا في أكتوبر 2005.  بل إني اختبرت فعلاً معني قيادة روح الله للمؤمن سواء في صلاة المخدع أو في صلاة الشكر في الاجتماع إلى اسم الرب.  بل أن قيادة روح الله تتعدى هذا بكثير، فكلّما تعمّقت شركة المؤمن مع الرب كلما شعر بقيادة روح الله في كل شيء في حياته سواء كان عبادة، خدمة أو حتى عمل زمني... الخ. 

كان هذا التحول في حياتي صعبًا على أسرتي في بداية الأمر، بسبب الجذور والانتماء والضمير والخوف على مستقبلي.  لكنني تعلمت أن أثق في الرب وظللت أصلي لأجل جميع أفراد أسرتي الصغيرة والكبيرة حتى وهبني الرب في نعمته الجميع.  

إن قلبي يفيض الآن بالشكر للرب الحبيب الذي بحث عني كخروف ضل في خطاياه، وبعد أن وجدني اكتشفت أنه يحملني كل الطريق ويعلمني برفق كل يوم، بل ويصبر عليَّ كثيرًا حتى أفهم وأقتنع!  له المجد من كل قلبي إلى الأبد أمين.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com