عزيزي القارئ:
يدور حديثنا معك في هذا العدد عن المسيحية والتدين، وهل المسيحية ديانة أم نوعية حياة. ولذا سوف تجد مقالات مختلفة من كُتّاب مختلفين، تناولوا الموضوع من زوايا مختلفة، لكن بالطبع ليس من جميع الزوايا لضيق المساحة. ونحن إذ نقدمه لك إنما نصلي أن يساعدك للوصول إلى علاقة صحيحة مع الله، إلى مسيحية حقيقية وليست شكلية.
وسنحاول في البداية أن نضع تعريفًا لكل من المسيحية والديانة لكي نرى إن كان هناك تطابقًا بينهما أم لا؟
ما هي المسيحية؟
المسيحية كلمة لم تأتِ في الكتاب المقدس، لكن بحسب القواميس العربية، كالمُنجد وغيره، المسيحية هي الدين المسيحي. وبحسب القواميس الإنجليزية، كقاموس وبستر وغيره هناك تمييز بين كلمتين Christianity and Christendom. ويضع وبستر تعريفًا، للأولى (أي: ”Christendom“) على أنها ”مجموع أعضاء الكنيسة المسيحية، أو مجموع الدول التي تعترف بالمسيحية كديانة لها بالمقابلة مع الدول التي تعترف بديانات آخرى كديانة لها“. ثم يضع تعريفا للكلمة الثانية (أي: ”Christianity“) على أنها ”ديانة الأشخاص الذين يقبلون المسيح يسوع كالله المتجسد، وينقادون بالروح القدس، ويشاركون في شركة الكنيسة المسيحية“. ومع احترامي لهذه التعريفات وجهد واضعيها، أراها تنقصها الدقة إذا تم قياسها على تعليم العهد الجديد.
وربما يسهِّل علينا أمر تعريف المسيحية إن اعتبرناها ببساطة أنها ”مجموع المسيحيين“، وعندئذ ننقل البحث إلى معنى كلمة ”مسيحي“، لكونها هي التي وردت في العهد الجديد (أع11: 26؛ 1بط4: 16)؛ وبالتالي يمكننا الوصول للمعنى الدقيق للمسيحية.
ما معنى مسيحي؟
بحسب كل القواميس العربية والإنجليزية، يأتي تعريف المسيحي بأنه المنتسب للمسيح أو التابع للمسيح. وهذا صحيح تمامًا، لكن يبقى أنه لا يكشف عن نوع التبعية، أو عن كيفية الإنتساب للمسيح؛ أي كيف يصبح الشخص من أتباع المسيح.
فالأمر المعتاد، في كل الديانات، أن اعتناق ديانة ما يكون من خلال اعتناق عقيدة هذه الديانة، أو من خلال ممارسة طقس ما، أو من خلال حفظ وترديد إقرار معين. وهذه الأشياء لا بد أن تتم من جانب الشخص سواء وُلد في هذه الديانة أو دخل فيها باختياره وهو كبير. فهل الانتساب للمسيح يتم بإحدى هذه الوسائل؟
أعتقد أن كل من يفهم رسالة المسيح سيدرك جيدًا أن الانتماء للمسيح لا يكون من خلال اعتناق عقيدة، ولا من خلال ممارسة طقس ما، ولا من خلال النطق بإقرار معين. بل إن الانتماء الحقيقي له لا يتم إلا من خلال الحصول على ذات حياته، أي حياة المسيح شخصيًا!! أي أن مسيحي = حاصل على حياة المسيح!!
هذا ببساطة لأن المسيح لم يأتِ لكي ينشر عقيدة، بل جاء لكي يبشِّر بنوع جديد من الحياة. فبعد أن فسد النوع الأول، والذي هو ”الحياة الأدمية“، بسبب دخول الخطية؛ جاء المسيح ليكون رأسًا جديدًا لجنس بشري جديد، تجري فيه نوعية حياة جديدة أظهرها المسيح بتجسّده، ووفَّرها للبشر بموته وقيامته، ويوصلها لكل من يقبله بالإيمان من خلال سكنى الروح القدس! ولذلك سُمّي آدم الأخير والإنسان الثاني!
وكل من يتابع بدّقة كرازة المسيح على الأرض، سيجده أنه كان يبشِّر بحياة وليس بعقيدة، ولا بطقس ولا بإقرار!! أذكر على سبيل المثال لا الحصر قوله في يوحنا10: 10 «أما أنا فأتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل». وقوله في يوحنا5: 24 «الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية». ولقد فهم الرسل رسالته؛ فقال الرسول يوحنا عن غرض تجسّد الميسح: «بهذا أُظهِرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به» (1يو4: 9)، كما يفصح عن غرض الإنجيل الذي كتبه فيقول: «وأما هذه فقد كُتِبَت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا أمنتم حياة باسمه» (يو20: 31). وعندما سمعت الكنيسة في أورشليم عن توبة الأمم وقبولهم عطية الروح القدس كانوا يمجدون الله قائلين: «إذا أعطى الله الأمم أيضا التوبة للحياة» (أع11: 18).
وحديث الرسول يوحنا في مطلع رسالته الأولى يؤكد هذا إذ يقول «فإن الحياة أُظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا» (1يو1: 2)!! وهو، في هذا القول، يذكِّرنا بما حدث في تكوين1 حين ظهرت الحياة الآدمية على كوكب الأرض لأول مرة، لكنه أيضًا يكشف عن حقيقتين هامتين:-
- إن هذه الحياة لم يَرَها سكان الأرض من قبل لذلك يقول «أُظهرت».
- إن هذه الحياة اسمها «الحياة الأبدية»، وكانت عند الآب! وهذا يعني أن من يمتلكها يمكنه أن يحيا بها، ليس على الأرض فقط، بل أيضًا هناك في السماء عند الآب!!
وعليه فالمسيحيون الحقيقيون هم مسيحيون لأنهم، بالإيمان الحقيقي بالمسيح، نالوا عطية الروح القدس، التي أوصلت وأجرت فيهم حياة المسيح. تلك الحياة التي ظهرت فيه هنا عندما عاش على الأرض (1يو1: 1،2). وتظهر فيهم هم الآن من خلال سلوكياتهم المختلفة (1يو2: 8).
ولهذا فإنني أرى أن التعريف الصحيح للمسيحية يفرض علينا أن لا نضعها في تصنيف يصنِّف الديانات، سماوية كانت أم غير سماوية، لكنه يضعها في تصنيف يصنِّف الكائنات الحية! فكما أن هناك كائنات نباتية وكائنات حيوانية وكائنات آدمية وكائنات ملائكية، هناك أيضا ما يمكنني تسميته ”كائنات مسيحية“! هذا ما يقوله الرسول بولس في 2كورنثوس5: 17 «إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة». أو ما يقوله في غلاطية6: 15 «لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الخليقة الجديدة». وهذا أيضًا ما يوضِّحه للمسيحيين في رسالتي أفسس وكولوسي عندما يتكلم عن خلع الإنسان العتيق ولبس الجديد!! فهو لا يتكلم عن خلع سلوكيات أو أفكار، بل عن خلع إنسان بأكمله ولبس إنسان جديد بأكمله! وبالطبع هذه الكائنات المسيحية لم تزَل تعيش في أجساد آدمية من التراب، أي أن أجسادهم لم تَزل تنتمي للإنسان الأول، إلا أن هذا لا يغير من الحقيقة شيئًا؛ إذ أنهم الآن من الداخل في أرواحهم؛ في جوهرهم مسيحيون، حتى ولو كانوا من الخارج ما زالوا أدميون؛ إلا أن هذا الوضع لن يستمر، فعند مجيء المسيح سيلبسوا الأجساد السماوية، ليكونوا من الداخل ومن الخارج مسيحيين، ولذلك يتكلم الرسول عن الإنسان الداخل الذي يتجدّد، والإنسان الباطن الذي يتأيّد بالروح القدس، كما أنه يتكلم عن الإنسان الخارج الذي يفنى، والذي سيتم التخلص منه عن قريب إما بالخلع (2بط1: 14) أو بالإبتلاع (2كو5: 4)، عندما يلبسوا الأجساد المسيحية، أي المشابهة لجسد المسيح رأس جنسهم الجديد، طبقًا لقوله في فيلبي3: 21 «ولكن سيرتنا هي في السماوات، التي منها ننتظر مخلِّصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء».
تعريف الديانة
هذا عن المسيحية، فماذا عن تعريف الديانة؟
في الحقيقة ليس من السهل وضع تعريفًا محدَّدًا لكلمة ”الدين“؛ ولهذا يقول مرقس باخ، في كتابه ”Major Religions of theWorld، Nashville: Abigdon press،1977“: ”إن الديانة تعني أشياء مختلفة للناس المختلفة“.
وعلى سبيل المثال، في اللغة العربية نجد أن كلمة ”الدين“، طبقًا للمعجم الوجيز (معجم مجمع اللغة العربية) تأتي من الفعل ”دان“ ويعني: ”خضع وذل“! ويعرِّف كانت Kantالدين في كتابه: ”الدين في حدود العقل“ بأنه: ”هذا الشعور بواجباتنا من حيث كونها أوامر إلهية“. وفي الثقافة العربية يعرَّف الدين بأنه: ”وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة، باختيارهم، إلى الصلاح في الحال والفلاح في المال“. ولا أعتقد أن هذه المعاني تصف المسيحية كما نفهمها من الكتاب المقدس.
وفي اللغة الإنجليزية، الكلمة ”Religion“ والتي تعني ”ديانة“، أتت من الكلمة اللاتينية ”religi“؛ وهذه لم يتفق الفلاسفة على معناها، فبعضهم، مثل سرفيوس Servius قالوا إنها مشتقّة من أصل هو ”lig“، وهو يعني باللاتيني: ”يربط“، ومن ثمّ تصبح كلمة ديانة تشير إلى العقائد والممارسات التي تربط الإنسان بالإله. وآخرون مثل سيسرو Cicero قالوا إنها مشتقة من أصل هو ”leg“ وهو يعني باللاتيني: ”يجمع“ أو ”يلاحظ“ أو ”يحسب“، ومن ثم تصبح كلمة ديانة تشير إلى ما يلاحظه الإنسان عن الإلوهية، وما يجمعه من دلائل تواصل الإله معنا. ولقد وافق أغسطينوس على المعنيين. ويعرِّف الكاتب المسيحي المشهور جوش مكدويل الديانة بأنها كلمة تصف "تلك الخبرة الإنسانية التي بها يحاول الإنسان أن يعيش متوافقًا مع القوة أو مجموع القوى التي يعتقد أنها تحكم العالم".
ومع أن هذه المعاني ربما هي الأقرب للمسيحية، لكنها ليست دقيقة، ولا تصف حقيقة المسيحية كما أوضحناها.
ومما يزيد المشكلة تعقيدًا، أن بعضًا مما يطلق عليه علميًا ديانات، هي في الواقع عقائد لا تؤمن بوجود الله، ولا بأي شيء فوق طبيعي، ولا تحوي أي شكل من العبادات! لكن لأنها فقط تحاول أن تفسِّر أصل الوجود سُمّيت ديانات!! وهي تُدعى بالإنجليزية اسمًا يحوي المتناقضات حيث تدعى “Secular Religions”!!!
الديانة والمسيحية
أعتقد إذا أردنا الإجمال والاختصار في الفرق بين الديانة والمسيحية، لَقُلناه في ثلاث نقاط:
- الديانة بصفة عامة تبدأ بالإنسان باحثًا عن الله، وبالتالي تقوم على فكر الإنسان عن الله. بينما المسيحية تبدأ بالله أتيًا للإنسان، وتقوم على إعلان الله ذاته للإنسان!
- الديانة تطالب الإنسان بالتكفير عن خطاياه. المسيحية تؤكِّد أن الكفارة التي تكفي الله لا يقدر عليها الإنسان، وتُعلن أن الله قدَّمها في الذبيح العظيم، الرب يسوع بموته على الصليب.
- الديانة تفترض الصلاح في الإنسان، وبالتالي تطالبه بالأعمال الصالحة لكي يرضي الإله. بينما المسيحية تؤكد على الفساد الكامل والعجز المطلق للإنسان من جهة عمل أي صلاح، بل وجاء الصليب لكي يشطب تمامًا على الإنسان الأول ”العتيق“ ويعلن انعدام الأمل فيه. وجاءت القيامة لكي توجد حياة جديدة يحصل عليها الإنسان التائب، ليس بعمل صالح، لكن بالإيمان بالمسيح المخلِّص. وهذه الحياة الجديدة هي التي تمكِّنه من العمل الصالح.
من هذا يتضح أن المسيحية والديانة يقعان على طرفي نقيض، لكننا نُقِرّ ونعترف بوجود ما يسمى ”الديانة المسيحية“!! وهي ليست سوى ديانة كبقية الديانات، تشترك معها في المبادئ الثلاث السابق ذكرها، لكن من خلال أشكال مسيحية وتحت مسميات مسيحية!! وقد تختلف هذه الأشكال المسيحية بدورها بين طوائف الديانة المسيحية المختلفة، إلا أنها تتفق جميعها في جوهرها: أنها ديانة! وعليه فقد تجد المتدين الأرثوذكسي والكاثوليكي والبروتستانتي يختلفون في شكل العبادة والعقائد التي في أذهانهم؛ لكنهم يتفقون تمامًا في جوهر علاقتهم بالله في أنها ديانة. هذا لأن الطفل يولد بالغريزة الدينية في كيانه، أي يولد حاملاً لجوهر الدين، أما الشكل الذي سيتخذه فهذا تحدِّده على الأرجح العائلة التي نشأ فيها. فعلى سبيل المثال إذا نشأ وسط عائلة من ”الإخوة“ ولم يحصل على حياة المسيح، فإنه سيكتفي بالتدين إلا أن ديانته في هذه الحالة سيكون لها شكل ومظهر جماعة الإخوة!
ولذلك، عزيزي القارئ، لم يفُت الرب يسوع في عظته العظيمة والشهيرة، عظة الجبل، أن يحذِّرنا من أن نكون مجرّد متدينين مسيحيين، فقال: ”ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات“. وقال أيضًا: «كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة؛ فحينئذ أصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قَطّ، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم» (مت7: 21-23). وهذا ما يرعبني على كثيرين ممَّن أحب، وعليك أيها العزيز إن كنت مجرد متديّن بالدين المسيحي ولكنك لست مسيحيًا.
والآن أسمح لي أن أقول لك في عدة نقاط ما اقصده بالمتدينين المسيحيين:
إنني أقصد أشخاصًا يؤمنون بالله، وبالرب يسوع المسيح، وبالصليب، وبالقيامة، وبالكتاب المقدس وكل ما جاء فيه، وهم مجتهدون في العبادة والممارسات الكنسية بأشكالها المختلفة البروتستانتية أو الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو غيرها، لكن...
- هؤلاء يؤمنون بالله، ويعبدونه، دون علاقة حقيقية معه ناتجة عن امتلاك تلك الحياة التي تجسَّد المسيح ومات وقام لكي يهبها لمن يقبله ويؤمن به.
- هؤلاء لهم علاقة بالمقدسات، لكن ليست لهم علاقة بالقدوس! وإن كانت لهم علاقة به؛ فعلاقتهم به ليست هي علاقة بشخص عرفوا قداسته ومحبته وفهموا أفكاره واستقبلوا محبته الغامرة في قلوبهم، وبالتالي يعيشون يحبونه منجذبين دائمًا له، كلا؛ لكنه بالنسبة لهم هو القوة الكبرى التي تحكم الكون، لاحظ: ”قوة وليس شخص“، قوة يؤمنون بوجودها ويشعرون بالحاجة الشديدة إليها، لكنهم لا يعرفون ملامحها، ولا يهتمون بمعرفتها إذ كل ما يهمهم هو معرفة ماذا تطلب تلك القوة منهم لتقف إلى جوارهم وتدفع الخطر عنهم. إن كل ما يهمهم في الله هو جيبه أو يده لكن ليس وجهه.
- هؤلاء لا يدركون الفساد الكامل لطبيعتهم، وعجزهم التام عن إنتاج أي صلاح يجعلهم مرضيين عند الله، وبالتالي هم دائمًا يتوهمون بأنهم يعملون الصلاح، وإذا قالوا غير هذا بشفاههم فهو من قبيل الكبرياء المقنَّع، أو وربما لاعتقادهم أن هذا نوع من إذلال النفس الذي يريده الإله كثمن لكي يرضى عنهم! وعندما يعترفون بأنهم خطاة؛ إنما يقولون هذا بدون أي انكسار للقلب، لأنهم لا يرون أنفسهم هكذا فعلاً وحقًا، لكنهم يقولونه لكي يحصلوا على مدح ومجد من السامعين الذين يطوّبونهم على اتضاعهم، بينما هم في الواقع متكبرون!! والدليل على هذا هو أنه ولا واحد من هؤلاء يعترف بأي تفصيلات تحت كلمة ”خطاة“ هذه؛ فلا يمكن أن يقول لك مثلا ”أنا كذاب، أو أنا أشتهي، أو أنا أغير وأحسد“. هذا لأنه إذا صرح بمثل هذه ستجلب له عارًا، أما القول ”أنا خاطئ“ أو ”نحن جميعًا خطاة“، هكذا بالجمع وبدون تفاصيل، فالغاية منها هو المجد وليس الاعتراف.
- هؤلاء لا يهتمون بما يقوله الكتاب بقدر اهتمامهم بما تقوله الكنيسة أو الخدام، لأنهم يستشعرون حجم نجاحهم الديني ورضا الإله عنهم بقدر رضا الكنيسة أو الخادم أو القائد عنهم.
- هؤلاء لا يعرفون شيئا عن العلاقة الفردية مع الله، وكل علاقتهم بالله هي علاقة من خلال الممارسات الجماعية.
- هؤلاء يمارسون العلاقة مع الله من قبيل ممارسة الطقوس التي تجلب الخير وتبعد الشر، وليس كعلاقة بين خل وخليله.
- هؤلاء لا يعرفون شيئا عن المتعة الروحية الحقيقية الناتجة عن العلاقة الحقة مع الله، فمتعتهم إما ناتجة عن إشباع الغريزة الدينية، حيث يخرج الشخص مسرورًا لأنه أزاح حملاً عن كاهله لكونه أدّى ما عليه، أو هي متعة النشوى الدينية الناتجة عن العبادة الجماعية بمختلف أشكالها، بفعل الطقوس وأسرارها، أو الموسيقى وآثارها، أو لمجرد الوجود وسط الجماعة. إن عبادتهم هي امتداد لعبادة أجدادنا الفراعنة وتسبيحات كهنة أمون أو ترانيم أخناتون لكن تحت مسميات وأشكال مسيحية!