عدد رقم 1 لسنة 2007
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ويل لتابعيه!!  

أخبره أبواه،

عن الأب الكبير،

عن روعة الحنان والحب الغزير،

عن المشية البطيئة، وسؤال القلب الكسير،    فلم يفرح!!

أخبراه عن العصيان المهين

والعري المشين،

ومآزر أوراق التين،                        فلم يحزن!!

أخبراه عن هبوب ريح النهار،

واختباء الخوف وسط الأشجار، 

عن سؤال الحب وجواب العار.           فلم يخجل!!

                                       عجبي! إنه لا يشعر.

أخبراه عن الحية ورأسها، والمرأة ونسلها،

عن العقب المسحوق، والحمل المذبوح،

عن قميص جلد قد ستَّر،

وعن صلاح ألبس وكفَّر.               فلم يبتهج!!

أخبراه عن التعب والوجع،

عن اللعنة، والشوك والحسك،

عن الحرمان من شجرة الحياة،

والعرق حتى الممات.                 فلم يكتئب! 

أخبراه عن دخول الخطية وحماقة الاختيار،

عن العصيان والطرد خارج الدار،

 عن لهيب السيف وكروب النار.      فلم يرتعب !!

                                           عجبي!!  إنه لا يفهم.
إنه لا يشعر!!! ولا يفهم!!  لذلك،

عاش وهو يجهل الحب الكبير؛

الحب الحزين لسقوط وابتعاد الابن الأثير،

عاش وهو لا يفهم شيئًا عن أشواق الكبير للزيارة اليومية،

ولقاء الحب عند هبوب ريح الفجرية!

لم يشعر يومًا بأنه خاطئ وفاسد، عاجز وهالك،

كل ما شعر به هو؛

وخزات ضمير يشعره بأنه دون المقياس، 

وجهاد روح يصارع ليخلق فيه الإحساس،

لعله يصرخ: كيف أنجو من شري؟  كيف أتبرر؟  وعلى أي أساس؟

لكن الجاهل لم يصرخ، وقرّر أن يُسكت الوخزات! يُسكتها ببضعة ثمرات!!  عجبي!!

دخل إلى محضر الله، لا ليرمي بنفسه في حضنه،

 أو ليرى وجهه، وينهل من نبع حبه،

لم يدخل ليعترف بخطئه، أو ليقرّ بفساده وعدم نفعه،

لم يدخل ليصرخ صرخة مستجير مرتعب من بئس المصير

لم يدخل ليسترحم الرب المنعم، لينقذه من هلاك مُحتّم،

كلا، لقد دخل فقط ليتخلص من شعور بغيض ينتابه،

 يتخلص منه بسعر هو حدده!!!      عجبي!!!

شعر بأن الطبيعة مخيفة، والاحتياج عميق لقوة عظيمة،

 فأراد أن يستقطب القوة إلى جواره بقليل من أثماره!!!   عجبي!!

لم يكلِّف نفسه أن يسأل الله: من أنت ومن أنا؟  ماذا تريد وكيف أتبرّر عندك؟

 بل دخل ليفرض على الله طريقًا إلى الله من بنات أفكاره!!  عجبي!!!

دخل عابدًا وخرج قاتلاً!!      عجبي!!

دخل الخطأ المتجسِّد، إلى محضر الصواب المطلق،

 ليقدّم القربان الخطأ، مُصِرًّا على أن يُقبل!!    عجبي!!

وعندما رفض الصواب المطلق الخطأ وقربانه، فإذ بالخطأ يغتاظ ويغضب!! عجبي!! 

الخطأ المتجسِّد يغتاظ بكبرياء، ويمتلئ بالغيرة الحمقاء، ويرغب في سفك الدماء!!

وبدلاً من الدينونة والعقاب، يفاجئه الصلاح المطلق بعلاج للشفاء!

نعم يقدِّم له العلاج!  علاجًا روحيًا وعلاجًا نفسيًا!  عجبي من حبٍّ يسبي الفؤاد!!

يعالجه روحيًا فهو أبو الأرواح فيقول:

 إن أحسنت أفلا رفع؟  يالرقّة المشاعر ويا لحلاوة العتاب!

وإن لم تُحسن فعند الباب خطية رابضة!!  يا للنعمة ! ويا لسهولة العلاج!!

إن لم تحسن!!  يا للنعمة! فهناك فرصة أخرى!

وهي عند الباب! فيا لسهولة العلاج،

        إنها قريبة للغاية، ومستعدة للنهاية، وفيها كل الكفاية!

إنها رابضة!! فيا لعظم حبه!  إنها في انتظارك لتصحِّح بها أوضاعك!!

وعالجه نفسيًا، فهو طبيب النفوس العظيم، فيقول:

إليك اشتياقه وأنت تسود عليه ،

ليزيل مرارة الغيرة والحسد من قلبه الرديء، وليمنع الأذى عن أخيه البريء.

فأنت البكر وأنا لست بندمان!!  أنت البكر والمؤتمن على الإعلان!

 هيا اسرع إلى الذبيحة ففي دمائها بلَسَان.

رفض الغبي العلاج وخرج يبغي الهلاك!

لذا فقد دخل عابدًا وخرج قاتلاً!!!     عجبي !!!

في الحقل، كلّم البارَ كلام البغضاء، طوح بالفأس في الهواء،

 هوى على عنق لين، يقطعه لأنه خضع للسماء!!

 لقد ذبح الشرير أخاه!!

وهل بعد القتل لم يزل هناك كلام؟

نعم!  فربّ النعمة طويل الأناة كثير الإمهال،

ينتظر اعترافًا ليهب الغفران،      عجبي!!

أين أخوك؟  أخطأت وقتلته، والآن أرجو الرحمة والإحسان!

هذا ما انتظره رب المجد كلي العدل والحنان!  فماذا كان؟

يا لهول الحماقة والشر!  يا لغلاظة القلب وعمى الفكر!

بكل جرأة يجاوب العليم بأنه لا يعلم!    عجبي!!

بكل فجور يستنكر السؤال!

ويصدر الله أقل حُكم ممكن!  حُكم يذكِّره بإثمه، ولم يغلق بعد الباب في وجهه!!

فإذ به يتوهم أشياء وأشياء ويجادل الله في حكمه مستذنبًا إياه!  نعم، يستذنب الله!!

”إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي،

وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني“ 

يستذنب الله ويشتكي من نتائج خطاياه!  فماذا كانت شكواه؟

إنه مطرود من وجه الأرض ومن وجه الله،

الأرض التي خضّبها بدماء أخيه البار،

والله الذي لم يعمل لطريقه أي اعتبار،

إلا أن كل ما يعنيه هو وجه الأرض وليس وجه الله!   عجبي!!

إنه يريد علامة تضمن له حياة على وجه الأرض!

لكنه لا يريد طريقًا يضمن له حياة في نور وجه الله!!

يريد مدينة سكن على الأرض!  ولا يفكِّر في سُكنى تحت جناحي الإله!!

فهل بعد كل هذا الشر والجهل، لم يزل عند الكريم صلاح؟

نعم، لم يزل هناك السمو والصلاح!!

السمو الذي لا يُجبر على الحب والقرب،

والصلاح الذي لا يبخل بخير على فاجر قرّر الهجران والبعد!!!

سمو تركَه يخرج لأحلامه، وصلاح يجعل له علامة تبدّد عنه أوهامه!!

وخرج من لدن الرب وسكن في أرض نود، وبنى مدينة ودعاها باسم ابنه حنوك

ينادى باسمه في الأرض!!  ويغتصب كرامة صاحب الحق!!

يا لحماقته!  إنه يبغي الخلود في أرض نود!!    عجبي!!

يبني المدينة ويعلّي الأسوار!  يبغي الخائف أمانًا وينشد الاستقرار!

يا لحماقته!!  فهل يستقر الأمان في أرض التيهان؟!!

يبني المدينة ويملؤها بالاختراعات، يبغي الشقي راحة وينشد الإنجازات!

يا لحماقته!  فهل هناك راحة في أرض اللعنات؟!

يبني المدينة ويضرب بالعود والمزمار، يبغي الفارغ بهجة وينشد الانتصار!

يا لحماقته!  فهل هناك فرح في أرض المرار؟!!

يبني المدينة ويهدم العائلة!  يهدمها بتعدّد الزوجات!

يا لحماقته!  فهل يبقى بناء بعد هدم أولى اللبنات؟!

هذا هو مُنشئ الديانات، هذا هو طريق قايين، فويل له ولتابعيه.

عزيزي القارئ:

اقرأ المقال السابق أكثر من مرة، واستخرج منه كل ما يمكنك استنتاجه عن المتديّن؛ من حيث مشاعره وأفكاره وتوجّهاته من ناحية الله والناس.  ثم تكرّم وارسل لنا ما توصلت إليه على البريد الإلكتروني للمحرر المسؤول وهو: maher@minister.com أو على عنوان المجلة 3 شارع أنجه هانم شبرا مصر، واكتب على المظروف الخارجي خاص برسالة الشباب.

وسنقوم بتقديم جوائز قيّمة من أحدث إصدارات دار الإخوة للنشر، لأفضل خمس إجابات، كما سننشر أفضل إجابة في العدد القادم.

  هذه هي الترجمة الأدق طبق للنص العبري في تكوين 4: 7.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com