إن كانت رحلة كل البشر على الأرض، من المهد وحتى اللحد، هي رحلة بحث دؤوب عن الذات لإشباعها وتوكيدها وتحقيقها؛ فإن رحلتنا نحن كمسيحيين ينبغي أن تكون، كرحلة حياة سيدنا، رحلة بحث دؤوب عن الآخر، حتى يحصل على السعادة الحقيقية والخلاص الأبدي.
لنحاول الاقتراب من الآخر؛ لنفهمه ونحترمه ونحبه. ولنعطي مساحة كافية للاختلاف في الرأي، ومساحة كافية لاختلاف الخلفيات والثقافات. لنتخلى عن ذاتيتنا، لتتسع آفاقنا وعقولنا وقلوبنا للآخرين؛ فنصلي من أجلهم ونحبهم كما أحبهم المسيح.
فهم الآخر هو واحد من أهم الأُسس التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية الصحيحة بين البشر عامة. . والفهم لا يأتي تلقائيًا، بل يحتاج من كل شخص مجهود لمعرفة الآخر والإحساس به.
الرب يسوع لم يفعل شيئًا لنفسه قَطّ. أليس مكتوبًا عنه أنه «لم يُرضِ نفسه»؟ أ لم يكن هذا هو نمط حياته؟ بل دعني أقول إنها كانت كلّ حياته: أن يعيش من أجل الآخرين!
لا شيء يُعلِن بوضوح أنَّك اخترت أن تتجاهل وصية السلوك بالمحبة أكثر من رفضك للغفران. وإن رفضت أن تسلك بالمحبة، فعندئذٍ أنت ترفض أن تُعطى الله ما لديك، وبذلك لا تتوقَّع أن تنال أفضل ما لدى الله لحياتك، إن كنت غير مستعد أن تعطيه أفضل ما لديك.