المبدأ الخامس: اعترف بأخطائك
إن مسؤولية حياتك تقع على عاتقك، فعند التعرف على مشكلة مثل الاكتئاب، أنت تحتاج أن تتقدم للأمام آخذًا دورك. إنه عملك أن تعمل ما أعطاك الله إياه لتعمل، ومن شأنك أن تقبل اللوم على الإخفاق الذي هو بالحقيقة إخفاقك أنت وليس شخص آخر.
إن مبدأنا الخامس لطريق الله للشفاء هو:
أن تتحمل مسؤولية حياتك، أن تعترف بأخطائك وأن تقبل اللوم متى كان عادلاً.
كتب الرسول بولس قائلاً:
«إذًا يا أحبائي، كما أطعتم كل حين، ليس في حضوري فقط، بل الآن بالأولى جدًا في غيابي؛ تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة» (في 2: 12،13).
والآن بما أن الله قد خلّصك، فمسؤوليتك أن تحيا الحياة التي تعكس وجوده فيها. ولتلاحظ أنك لست وحيدًا في جهادك، فالله معك يقويك، وهذه المشاركة بينك وبينه تحقق هدفك.
أحيانًا يكون لزامًا علينا أن نتحمل مسؤولية مواقف، رغم عدم كونها من أخطائنا الشخصية، فالشخص الذي فُصل ظلمًا من عمله، عليه أن يتعامل بواقعية مع الموقف ويبدأ في البحث عن عملٍ آخر، والزوجة المنبوذة عليها أن تطلب المشورة.
إن تحديد من هو المخطئ ليس بأهمية تحديد من هو الذي سيفعل شيئًا بشأن هذا الخطإ. إن ”من“ الأخير هو ”أنت“، وكيفما كان المخطئ، فالمهم هو تحمل المسؤولية لحل المشكلة، وعندما تفعل هذا، الله سوف يريك طريقه.
وعندما نتحمل مسؤولية ما يحدث في حياتنا، فإننا ننال القوة لعمل تغييرات، ولتطوير خطط، وللتغلب على مواقف، ولتصحيح أخطاء. إن الأشخاص الذين يتحملون مسؤولية حياتهم هم فعالون بإبداع حقيقي، كما أن تحمل المسؤولية يحررنا من الآمال الكاذبة ومن الإحباط والسلبية، ويدفعنا لأخذ أدوارنا والبحث عن حلول ممكنة.
عندما تتحمل المسؤولية وتدعو الله ليقودك، هو يفعل ذلك، سوف يقودك لتنجح في التغلب على اكتئابك.
دورنا هو أن نطلبه وأن نتحمل مسؤولية ظروفنا ونثق فيه ليفعل لنا فقط ما يريد هو أن يفعله.
(يتبع)
د. هنري كلود، د. جون تاونستد