عدد رقم 5 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

العلامات الأدبية

لم يسلم العالم منذ بدء التاريخ من الأزمات الأخلاقية والأدبية، لقد انحرف الناس عن المبادئ الإلهية بصورة لم يسبق لها مثيل، وتورط الكثيرون في العيش والتلذذ بالخطية.   قال واحد: "إن تأثير الخطية في الإنسان أقوى مما تفعله القنبلة الذرية في الشعوب".  إن مَنْ يعيشون بدون الكتاب المقدس، كلمة الله، يسيرون في منزلق خطير مظلم، وينحدرون إلى هوة عميقة ويواجهون مصيراً مرعباً ونهاية أليمة، ويحصدون نتائج مرة حاضراً وأبدياً، لهذا يقول الكتاب: «إلى الشريعة وإلى الشهادة.  إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر!» (إش20:8).

لقد دمرت الخطية حياة كثيرين، فقراء وأغنياء، ضعفاء وعمالقة، الخطية جعلت الأخ يقوم على أخيه ويذبحه، وفصلت بين الزوج وزوجته، ودمرت حياة الشباب، «طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء» (أم26:7).

وقد وصلنا في هذه الأيام إلى ما هو أسوأ من أيام نوح ولوط.  ففي أيام نوح رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم (تك5:6).  وفي أيام لوط قال الرب: «إن صراخ سدوم وعمورة قد كَثُر، وخطيتهم قد عظمت جداً»، «وكان أهل سدوم أشراراً وخطاةً لدى الرب جداً» (تك20:18، 13:13). وبسبب خطية الشذوذ والدعارة رَمَّد الرب مدينتي سدوم وعمورة، وفي هذه الأيام قد انحطت الأخلاقيات إلى أدنى مستوى، ولم يعد لها وزنٌ في المجتمع، وبكل أسف جرف هذا التيار شعوباً كثيرة في العالم.

الحالة الأدبية والأخلاقية في الغرب

في المجتمع البريطاني يفتخر الآباء بإلحاق أولادهم في مدارس "السوبر سكس"          Super Sex حيث يشمل الجدول الأسبوعي حصصاً عن الجنس.  وأصبح أمراً زهيداً فعل الشر والعيشة في النجاسة والإباحية، وممارسة كل أنواع الفجور، حتى في السن الصغير.  وعن هؤلاء يقول الكتاب: «أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله» (عب 4:13).

فما أردأ ما وصلنا إليه في هذه الأيام السوداء، وهذا ما أشار إليه الكتاب في رسالة تيموثاوس الثانية 3 عن صفات الناس الأدبية في الأيام الأخيرة حيث يكونون محبين للذات دون محبة الله. 

انحلال الروابط الأسرية

ومن الناحية الأخرى انتشر الشر والفساد في الحياة الاجتماعية والعائلية، فزوج يقتل زوجته، وزوجة تقتل زوجها، وابن يقوم ضد والديه، لقد كثرت الخيانة الزوجية وانحلت الرُبط واعتبر الكثيرون أن الزواج هو نوع من القيود.

ولقد زادت معدلات الطلاق بشكل رهيب على مستوى العالم، فتمزقت العائلات، وتشرّد الأطفال، وانحلت الروابط الأسرية، والانتماء للعائلة الواحدة. 

جرائم السرقة والقتل

سجلت اليابان رقماً قياسياً في معدل جرائم الشبكة الإليكترونية خلال العام الماضي، فقد كشفت أحدث الإحصاءات عن ارتفاع نسبة الجرائم عبر الإنترنت لتصل إلى 158 واقعة بنسبة 35.4%.  وباستخدام التكنولوجيا وأحدث الأجهزة الإليكترونية تمت أكبر عملية سرقة بالعملة الموحدة  "اليورو" في ألمانيا، حيث تمكن ثلاثة من اللصوص المسلحين من الاستيلاء على أربعة صناديق تحوى 10 ملايين يورو.  ولا ينسى العالم تلك الجريمة البشعة التي تمت داخل إحدى المدارس الثانوية بشرق ألمانيا حيث قتل طالب 17 شخصاً بسبب رسوبه.  وانتشر بشكل مفزع الإرهاب وترويع الأبرياء والأطفال في أماكن كثيرة من العالم.

التجارة الثالثة في العالم

تجارة الأغذية هي التجارة الأولى في العالم، والثانية تجارة السلاح، والثالثة تجارة المخدرات.  فالإنسان يبحث أولاً عن الطعام، ثم السلاح، وأخيراً يرضي مزاجه بالمخدرات حيث يبلغ حجم تجارتها الآن 5 آلاف مليار دولار أمريكي، وهذا الرقم يكفي لو أُنفق على الخدمات أن يُحوِّل الكوكب الذي نعيش فوقه إلى منتجع سياحي رائع.  وفي تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية حول الآثار المدمرة للتدخين ثبت أن أعلى معدل للوفيات بين المدخنين قد يرتفع ليصل إلى 10 مليون شخص في السنوات القليلة القادمة، ويوجد حوالي 80 مليون طفل على مستوى العالم مصابون بالإدمان.  وفي موسكو ذكرت إحدى الصحف الروسية أن ما يزيد على 4 مليون شخص يعانون من إدمان الكحول، وأن نحو 77 ألف شخص ينتحرون أو يقتلون سنوياً بسبب الجرائم والأمراض النفسية الناجمة عن الإفراط في تناول الخمور وتعاطي المخدرات.

وثمة أمر آخر انتشر في هذه الأيام وهو الظلم الذي ساد مجتمعات وشعوب كثيرة على مستوى العالم، فقلة من الأغنياء تثري على حساب الفقراء، والأقوياء يدوسون الضعفاء، زد على ذلك ارتفاع معدل الجرائم في كل مكان، ولم يعد الإنسان يشعر بالأمن والأمان وبات الجميع يعيشون في رعب وخوف.

قال سليمان الحكيم: «ورأيت هذا تحت الشمس: موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور» (جا16:3)، لقد فسدت الأرض وامتلأت ظلماً (تك11:6)، ورأى داود في المدينة ظلماً وخصاماً وإثماً ومفاسد ومشقة (مز55).  وقال آساف عن الأشرار: «لذلك تقلدوا الكبرياء.  لبسوا كثوب ظلمهم» (مز6:73).  وكل هذا يزداد مع الأيام سوءاً. 
لقد اقترب مجيء الرب وها نحن نسمعه يقول: «مَنْ يظلم فليظلم بعد.  ومَنْ هو نجس فليتنجس بعد .. وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي» (رؤ 11:22،12).

إننا نتطلع إلى الوقت القريب السعيد الذي فيه يملك المسيح على العالم .

وفي أيام حكمه «لا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب المنافق بقضيب فمه، ويُميت المنافق بنفخة شفتيه.  ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه» (إش3:11-5).  في ذلك العصر السعيد سينتهي الظلم تماماً، ويسود البر والسلام، يشفق على المسكين والبائس، ويُخلِّص أنفس الفقراء من الظلم والخطف يفدي أنفسهم، أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤه يلحسون التراب .. ويسجد له كل الأمم، كل الملوك تتعبد له (مز72). 

قارئي العزيز .. يستطيع الرب يسوع أن يصل إليك الآن، لقد أعد الله خلاصاً وعلاجاً لمشكلة الخطية، وغفراناً لها لكل من يتوب توبة قلبية، الرب يسوع المسيح يستطيع أن يُحرِّرك من قيود الخطية، ومن نتائجها المدمرة.

تذكَّر هذا المخلص العظيم هو الذي «ليس بأحد غيره الخلاص.  لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطى بين الناس، به ينبغي أن نخلص» (أع12:4).  فتعال إليه الآن.

(يتبع)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com