عدد رقم 5 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الاتكال على الرب  

«توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد.   في كل طرقك اعرفه، وهو يقوِّم سُبلك»
(أم 5:3،6)

بحسب سفر الأمثال الأصحاح الثالث والأعداد من 1-12 نجد أربعة شروط ينبغي أن نتممها لكي نختبر الإرشاد الإلهي في كل قرارات الحياة:

  • الشرط الأول: هو أن نتعلَّم كلمة الله (ع 1-4).  والأصحاح يبدأ بالقول: «يا ابني، لا تنس شريعتي، بل ليحفظ قلبك وصاياي» فمشيئة الله مُعْلَنة في كلمته والطريق الأوحد لمعرفة مشيئة الله هو أن ندرس الكلمة ونُطيعها؛ ومن ثم تنمو الشخصية التَقَوية فينا حتى أن الرحمة والحق (المحبة والأمانة في ترجمةN.I.V.) يصبحان سمات جميلة تتصف بها حياتنا (أم 3:3).  إن طاعة كلمة الله تضيف سنيناً لحياتنا وتضفي حياة على سنينا.
  • الشرط الثاني: هو إطاعة مشيئة الله بخصوص الأمور التي أعلن الرب لنا عن فكره حيالها (ع 5-8).  والوعد الإلهي في هذا الجزء: «وهو يُقوِّم سُبلك» (ع 6) غير أن إتمامه رهن بطاعتي للرب.  ينبغي أن نثق فيه بكل قلوبنا وأن نطيعه في كل طرقنا.  وهذا يعني التسليم الكامل له (رو 1:12،2).  إن كلمة «توكَّل» (ع 5) تعني أن: "ننطرح على وجوهنا عاجزين"، وهي تصوِّر عبداً ينتظر أمر سيده راغباً في طاعته.  والخطر هنا أن نتكل على فهمنا وخبراتنا، أو نُعوِّل على حكمة البشر وتجاربهم.  لقد وقع إبراهيم في هذه الغلطة (تك 10:12-20) ومن بعده يشوع عندما هاجم عاي (يش 7)، لقد كانوا حكماء في أعين أنفسهم (أم 7:3).  ولكن لنحذر من التطرف في الاتجاه المضاد فنلغي عقولنا وحواسنا.  فالمطلوب هو الخضوع الإرادي النابع من الثقة الكاملة في صلاح إلهنا.
  • الشرط الثالث: أن نشارك الآخرين في خيرات الرب لنا.  وهنا تجدر الإشارة إلى أن تقديم العشور للرب (على الأقل) ليست أجرة عن إكرامه لنا، ولا هو رشوة طمعاً في المزيد، ولكنها دليل على إكرامنا للرب بطاعته والثقة فيه (مت 21:6،33)؛ ومفتاح هذا الجزء الآية التي تقول: «أكرم الرب من مالك .. فتمتلئ خزائنك» (أم 9:3،10).
  • الشرط الرابع: أن نخضع لتأديب الرب لنا.  إن الله لا يؤدبنا كقاض يحكم على مجرم، ولكن كأب لابنه (عب 1:12-11).  قد تكون التجربة ثقيلة ولكن من المؤكد أنها لن تؤذينا لأن الدافع للتأديب من قِبَل الله هو المحبة (تث 2:8-5)؛ «لأن الذي يحبه الرب يؤدبه» (أم 12:3).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com